بقلم - عبد المنعم سعيد
لا يكفى أن يكون إنتاج الدولة وفيرا، ولا أن تكون لديها بنية أساسية متطورة، ولا أن تكون شمسها ساطعة وطقسها رائعا وطلتها على البحر خلابة، ولديها التاريخ القديم والمجد التليد الذى تذكره متاحف تأخذ الألباب، وهلم جرا، ما لم تكن لدى الدولة قدرة على التسويق المستدام. بالأمس تحدثنا عن فيتنام التى انتقلت من حالة الجهاد ضد المستعمر إلى حالة الدولة البازغة المتقدمة نتيجة قبولها الشجاع للحالة الطبيعية للسوق والمنافسة. هذه الدولة أضافت لكل ذلك آلة تسويقية تتماشى مع العصر، وتصل إلى كل مكان. منذ فترة ليست بعيدة وجدت فى بريدى الإلكترونى "نشرة بريدية أو Newsletter" تذكر لى كل يوم أخبار فيتنام الاقتصادية. المؤكد أننى لم أزر فيتنام من قبل، وإن كنت كتبت عنها أحيانا، ولم أحضر مؤتمرا عنها فى أى مكان، ولم يحدث أن كنت رجلا للأعمال أقوم بالاستثمار، كل ما فى القصة أننى أكتب. فيتنام لا تترك أحدا للفرصة دون أن تقدم معرفة قوية بأمرين: فرص الاستثمار، والإجراءات المطلوبة للاستثمار فى أبسط المجالات وأكثرها تعقيدا.
فى آخر النشرات التى وصلتنى كانت هناك دعوة للاستثمار فى مجال "النقل المجمد" وأظنه يعنى السيارات التى تتحول إلى ثلاجات تحمل البضائع المجمدة مثل اللحوم والخضراوات وما هو فى حكمها. ودعوة أخرى للشركات الأجنبية لزراعة «الجمبرى»، والاستثمار فى القرفة، وصناعة الأفلام الفيتنامية وهكذا أمور. مع هذا وجبت المعرفة أن القطاع المصرفى الفيتنامى بات يستخدم الذكاء الاصطناعي، وأن هناك قواعد جديدة لأسعار الطاقة الشمسية المستخرجة من الرياح، وأن الإجراءات المطلوبة لاستيفاء أمور العقارات مشهرة بشكل كامل، وهناك مع كل ذلك كل التحديثات على الضرائب للعام ٢٠٢٤. هذا كله جاء فى نشرة واحدة، وفى كل نشرة أخرى هناك ما يهم الاستثمار فى فيتنام والمشاركة فى تجارتها، والتعرف عليها، ولا تترك تفصيلة واحدة ناقصة. مثل هذا يحدث على مدى العام، وكل سنة، وبامتداد الكرة الأرضية؛ وفى جميع أشكال "الميديا" فى العالم.