بقلم - عبد المنعم سعيد
عزيزى القارئ سوف تسمع كثيرا عن «نيكى هيلى» خلال الأيام والشهور المقبلة التى سوف يشتد فيها وطيس الانتخابات الرئاسية الأمريكية. السيدة من أصول هندية كافحت فى التعليم والسياسة ومن خلال الحزب الجمهورى حتى انتخبت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية المحافظة. وخلال الفترة الرئاسية للرئيس دونالد ترامب اختارها لقيادة وفد الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة، وهو منصب رفيع فى آليات السياسة الخارجية الأمريكية؛ من أجل تطعيم طاقمه الرئاسى بشخصية نسائية بارزة. الطاقم كله فى النهاية فشل فى حمل صاحبه إلى فترة ثانية فى البيت الأبيض، وكانت «هيلى» قد استقالت بعدما أخذ رئيسها يتهم الانتخابات بالتزوير، وبعد ذلك حرض الجماهير للهجوم على الكونجرس لمنعه من التصديق على نتيجة الانتخابات. ودارت الأيام دورتها وجاءت الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤ لكى ينقسم الحزب الجمهورى إلى ثلاثة أقسام: القسم المناصر لترامب وهو الأغلبية المتعصبة ويمثلها ترامب، والقسم الثانى الذى يؤمن بأفكار ترامب، ولكنه لا يرى أن لديه فرصة للفوز بالرئاسة نتيجة المحاكمات العديدة التى يتعرض لها ويمثله «رون دى سانتوس» حاكم فلوريدا، والثالث هو الذى يرى أن الحزب الجمهورى يستحق بتاريخه الذى يعود إلى إبراهام لينكولن أن يكون له مرشح يخرج من عباءة ترامب وهنا يوجد «كريس كريستي» حاكم نيوجيرسى الأسبق، وخليل ترامب وصفيه فى الانتخابات السابقة، و»نيكى هيلى» التى بعدت عن ترامب فراسخ عديدة.
خلال الفترة المقبلة حتى صيف العام القادم فإن «هيلى» سوف يكون عليها خوض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى بحيث تكون قادرة على جذبه بعيدا عن الفلسفة الترامبية، وبعدها سوف يكون عليها مواجهة الرئيس بايدن الديمقراطى. استطلاعات الرأى العام تشير إلى صعود مستقر لها، ولكنها لا يزال أمامها جبال تبدأ من الفوز على ديسانتوس وهو جبل غير قليل الارتفاع، وبعده الجبل الشاهق لترامب، وبعد كليهما سوف يكون عليها إقناع الجمهوريين بالعودة إلى التراث الجمهورى المتمسك بالمؤسسات الديمقراطية الأمريكية.