موجة جديدة من التصعيد

موجة جديدة من التصعيد!

موجة جديدة من التصعيد!

 العرب اليوم -

موجة جديدة من التصعيد

بقلم - عبد المنعم سعيد

فى كل جيل من أجيال مصر الحديثة كانت هناك مهمة كبرى عليه تحقيقها من أجل وطن عظيم. إن مهام المرحلة المقبلة، التى يجرى فيها تجاوز تحديات وعقبات لابد منها لاستكمال مسيرة جرت منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ولم يكن طريقها سهلًا ولا سلسًا وجرَت فى معظم الأوقات وسط حرب ضد الإرهاب وأزمات عالمية مثل «الكورونا» لم تحدث فى التاريخ القريب.

ومؤخرًا فإن الحرب الروسية الأوكرانية كانت لها تداعياتها العالمية، وتأثيراتها السلبية على مصر. وإذا كان ممكنًا التلخيص، فإن المهمة الراهنة لا تقل فى تحديها عن تحقيق انطلاقة مصرية تتجاوز معضلات المرحلة الخارجية والداخلية إلى معدلات نمو عالية ليس فقط فى المجال الاقتصادى، وإنما أكثر من ذلك أن يكون الإنسان المصرى فى مستوى العصر الذى نعيش فيه.

ومثل ذلك كثيرًا ما يُقال عنه «بناء الإنسان المصرى»، وهو قول لم يَجْرِ له كثير من التحرير فى المعنى والمبنى، وفى الأصول والفروع، والكيفية التى ينتقل بها الإنسان من حال يتعايش مع الفقر والتخلف إلى آخر يعيش فيه الغنى والتقدم. ولا يوجد مثال يقرب منه قدر تلك الحالة من الفوران الكبير فى دول شرق وجنوب شرق آسيا، والتى دارت فى المدارين الصينى واليابانى فى عصور قديمة؛ ثم دخلت عليها نوبات الاستعمار الفرنسى والبريطانى والهولندى، والحروب العالمية، وكل حالات الفقر والوباء والمجاعة. الأمثلة اليابانية والصينية فى التقدم وبناء الإنسان كثيرة، ولكن آخر ما لفت الأنظار قادمًا من المنطقة كان استعداد كوريا الجنوبية لاستعمار القمر.

كتبت عن كل ما سبق كثيرًا من قبل، حيث هناك الرغبة فى التقدم والاقتراب من العصر، والتجارب الدولية التى تقول لنا إنه مادام الآخرون قد نجحوا فى تجاوز الصعوبات والأزمات، فلماذا لا ينطبق ذلك علينا أيضًا؟!. القضية الأساسية دائمًا هى ما الذى نريده لمصر؟، وإذا كانت الأجيال المصرية الراهنة تريدها قائدة وعظيمة فإن لذلك ثمنًا من العمل والعرق والدموع والدم إذا كان ذلك ضروريًّا. وفى الواقع فإن الرغبة فى هذا المقال هى تقديم أخبار طيبة يقع فى مقدمتها أنه رغم كل الضغوط والأزمات فإن كافة مشروعات البناء الجارية فى الدولة لا تزال فى طريقها للاستكمال، ولم يحدث لها ما حدث من قبل من تأجيل ونكوص وتراجع. ولكن هنا تنتهى الأخبار الطيبة، وتأتى بعدها أنباء تعيسة، حيث تتجمع سحب سوداء كثيرة لعمليات تصعيد كافية لكى تعقد المعقد من الأزمات القائمة.

أولها الظاهر هو تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية؛ فمن ناحية فإن «الهجوم المضاد» الأوكرانى يلقى صعوبات كثيرة فى التقدم الذى بات بطيئًا ويزداد ثمنه فى الضحايا سواء بالنسبة لأوكرانيا وروسيا. النتيجة أن روسيا صعّدت من استخدامها للصواريخ وقصف المناطق المدنية والأساسية؛ وفى الجانب المقابل فإن أوكرانيا زادت من استخدامها للمسيرات الجوية داخل روسيا ذاتها، ومسيراتها البحرية فى البحر الأسود لتدمير وحدات بحرية روسية. التصعيد فى هذا الاتجاه يعقد كثيرًا محاولات السلام، ويولد المزيد من الكراهية، وباختصار امتداد الحرب يزيد.

وثانيها أن واحدة من نتائج هذا التصعيد العسكرى كانت تدمير صوامع القمح الأوكرانية، ومعها أجزاء من ميناء أوديسا على البحر الأسود؛ وباتت الضحية الأساسية لذلك اتفاقية الغذاء، وارتفاع أسعاره، حتى قبل أن يصل إلى المستهلك.

وثالثها أن أزمات الغذاء كثيرًا ما تولد أزمات فى الطاقة، وهو ما حدث عندما قامت مجموعة أوبك + بتخفيض الإنتاج، فارتفعت أسعار النفط من متوسط ٧٤ دولارًا للبرميل إلى ٨٤ دولارًا، أى حوالى ١٠ دولارات، يُنتظر أن تتصاعد حتى تبلغ ٩٠ دولارًا، الذى يُعتبر «السعر» العادل لدى المنتجين. رابعًا أن هناك حزمة من أزمات المنطقة من أول السودانية، إلى الفلسطينية الإسرائيلية، وبوادر واحدة حول حقل بترول بين إيران فى ناحية والسعودية والكويت فى ناحية أخرى، ونشوب أزمة النيجر، التى سوف تكون لها نتائجها الصعبة هى الأخرى.

هذه الحزم من التصعيد والأزمات الجديدة عندما تتفاعل مع الأزمات القديمة للعملة الوطنية والأوضاع الاقتصادية فى عمومها تستلزم المزيد من العمل لما هو قائم، والإدارة الرشيدة للعلاقات المعقدة بين كل هذه الأزمات؛ والأهم من ذلك إعداد الشعب المصرى لما هو قادم بالتأكيد على المشروع الوطنى فى مجمله وأهدافه، التى تحتاج سرعة إنجاز فيما انتويناه من إصلاح للجهاز الإدارى، وتنفيذ ما وعدنا به فى وثيقة ملكية الدولة، والمضى قدمًا فيما سوف يخرج من عباءة الحوار الوطنى الممثل للتوافق القومى. ما نراه على صعوباته نجحنا فى مواجهته، وفى دول أخرى تجاوزت الأصعب.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجة جديدة من التصعيد موجة جديدة من التصعيد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab