بقلم - منى بوسمرة
تقدم تجربة الإمارات التنموية نموذجاً قابلاً للمحاكاة في مواجهة الكثير من التحديات، التي تواجه العديد من المجتمعات البشرية على هذا الكوكب، وكيف تحولت من صحراء قاحلة إلى أرض للفرص، ومنصة للحلول ووجهة للاستثمار وقبلة للمواهب.
في قمة الحكومات فرصة أمام المشاركين للغوص أكثر في هذه التجربة وكيف نجحت ولماذا؟ وكيف صارت الوجهة الأكثر طلباً من حيث عدد السكان للمواهب من حول العالم خصوصاً الرقمية منها، وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن «لينكد إن»، مع استعادة الازدهار الاقتصادي ليتفوق على أرقام ما قبل جائحة «كورونا» وبنسبة توظيف هي الأعلى في العالم بنسبة 36 % متفوقة على الاقتصادات الكبرى.
مزايا الإمارات لم تسقط من السماء ولم تأتِ صدفة، بل هي ثمرة نهج ورؤية حددت الأهداف والوسائل والآليات للوصول إلى تميّز نادر وفعل باهر وطموحات مدهشة، بفعل السياسات الاستباقية، والخطط المرنة والجرأة الاقتصادية المحسوبة لتطوير اقتصاد ديناميكي ومستدام وتنافسي عالمياً، وتسريع اكتمال الانتقال إلى اقتصاد المعرفة والابتكار.
ووفقاً لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإنّ الإمارات باستراتيجيتها وتجربتها التنموية مُهيأة تماماً للمزيد من النهضة، والتحول إلى مركز عالمي للعقول والإبداع والابتكار.
فوسط منطقة تموج بالتوترات، لم تتجاوز الإمارات التحديات فقط، بل تقدمت وازدهرت بالتركيز على بناء نهضتها وتنويع اقتصادها بشكل منهجي، بتأسيس كتلة من الأصول ذات الطراز العالمي، والأنشطة الاقتصادية في القطاعات غير النفطية مثل التجارة والخدمات المالية والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة والتقنية، والتي وضعت الإمارات في مقدمة مسار التنوع الاقتصادي بين الدول المُنتجة للنفط في المنطقة.
هذه السياسات جعلت الإمارات في وضع مريح يتيح لها خوض تحديات المستقبل بثقة من خلال عملية تحول اقتصادي مستمرة على المدى الطويل، لذلك فهي قادرة اليوم على خوض التحديات المستقبلية التي تُعد الأركان الأساسية للاقتصاد العالمي خلال المستقبل القريب، كالتغير المناخي والصحة العامة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والحكومات الرقمية.
ليس هذا فقط، بل طوّرت الإمارات استراتيجية موازية تهتم بأسلوب ونمط الحياة تضمن تحولها إلى مركز عالمي للعقول والأفكار من كل أنحاء العالم عبر أنظمة محدثة للتأشيرات والإقامات لتأسيس مكان مثالي للعيش والعمل والنمو وتحقيق الطموحات.
هي منظومة كاملة الأركان لعبور التحديات، وتحقيق الازدهار عنوانها الالتزام بضمان بيئة الأعمال، والعيش الأكثر ديناميكية وجاذبية في العالم، لتبقى على المسار الصحيح في الذهاب إلى المستقبل من دون انتظاره.
ولأنها هكذا، استطاعت أن تجمع حكومات 192 دولة في ضيافتها، واضعة تجربتها أمام هذا التجمع الذي لا يشبهه أي لقاء دولي آخر بهذا الحجم والتنوع، ولتقود العالم من واقع تجربتها الثرية، نحو الانخراط في مواجهة التحديات الإنسانية، وإيجاد الحلول وضمان الحد الأدنى من معايير الحياة الكريمة للبشرية كلها.