بقلم- منى بوسمرة
أيام قليلة وينتصف عمر إكسبو 2020 دبي، الحدث العالمي الأضخم الذي مثل، ولا يزال، بارقة أمل كبرى للبشرية للخروج من نفق الجائحة وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فما نشهده من خلال هذه النسخة الاستثنائية التي تستضيفها دبي بأعلى مستويات التميز والأمان والإبهار، أن زخم الحدث يتصاعد مع مرور الأيام والنشاط يتزايد، وكذلك الاهتمام الدولي، وأعداد الزوار التي ترتفع باستمرار ووصلت حتى 20 ديسمبر الجاري إلى أكثر من 7 ملايين زائر.
الحدث، منذ أيامه الأولى حقق نتائج مبهرة، سواء على المستوى المحلي، أو على المستويين الإقليمي والدولي، ففي دبي، والإمارات عموماً، شكل إكسبو عامل دفع قوي لنمو وانتعاش قطاعات حيوية واسعة في الاقتصاد الوطني وفي مقدمتها السياحة والسفر والتجارة والعقارات التي شهدت جميعاً أداء فاق التوقعات، إذ تحولت دبي خلال هذه الفترة إلى المقصد الأكثر أهمية لقادة الدول والمسؤولين الحكوميين، والشركات الكبرى ورجال الأعمال والمستثمرين الباحثين عن الفرص الذهبية وأصحاب المواهب والابتكارات والمؤثرين الأكثر فاعلية في التطور والتقدم الحضاري.
مثل الحدث كذلك فرصة غير مسبوقة لدول المنطقة التي جمع لها العالم تحت سقف واحد في النسخة التي تنظم للمرة الأولى في المنطقة وعلى أرض الإمارات، وكان أيضاً نقطة تحول كبيرة للعالم أجمع نحو استعادة الانتعاش، كما يستمر بعوامل جذبه وفعالياته المؤثرة في فتح الفرص والآفاق الجديدة لمختلف الدول في صور عدة وتعزيز نمو قطاعات محورية تحتاجها اقتصادات العالم في الوقت الراهن، وهو ما تحدثت عنه بوضوح تقارير حكومات عالمية، ومنها تقرير الحكومة البريطانية الذي نشرته على موقعها الإلكتروني مؤخراً عن المزايا الاقتصادية التي حققتها بريطانيا في إكسبو 2020 دبي وكذلك تقرير الإذاعة السويسرية عن الشراكات الكبرى التي بنتها سويسرا والثمار التي حققتها عبر إكسبو دبي.
لم تقف ثمار إكسبو خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره عند المزايا الاقتصادية بل حقق نتائج شاملة على مستويات عدة، فقد عالج منذ انطلاقته قضايا عالمية ملحة كالتعليم والمناخ وغيرها ويواصل تأثيره الكبير بمعالجة قضايا أخرى كالصحة والغذاء والكثير من الملفات ذات المساس المباشر بمستقبل الإنسانية، وكان الحدث منصة عالمية مهمة لحوارات وشراكات في سبيل إيجاد حلول عاجلة وناجعة لهذه القضايا.
رحلة إكسبو مستمرة بثمار ونتائج عظيمة، ووسط عوامل أمان وسلامة استثنائية تميزت دبي وتفردت عالمياً بتوفيرها في ظل ما يشهده العالم من ظرف انتشار فيروس «كورونا» ومتحوراته، وهو ما أشادت به جميع الدول المشاركة خلال اجتماع في لجنة تسيير الحدث قبل أيام، فدبي التي تعهدت بأن تكون هذه النسخة علامة فارقة في تاريخ الحدث، تتعامل بأعلى درجات الكفاءة والإصرار لإنجاح هذا الحدث وخروجه بفوائد تاريخية تعود على دول العالم أجمع.