بقلم - منى بوسمرة
أظهرت دبي منذ اللحظة الأولى التي فازت فيها باستضافة «إكسبو 2020 دبي»، ثقة تامة في تنظيم نسخة استثنائية من معارض إكسبو، وبالتوازي اتخذت «البيان» كافة الاستعدادات والخطط لتكون صوت تلك الثقة لحظة بلحظة، وجعلت من متابعة كل ما يتعلق بالحدث العالمي خطة يومية على مدار أكثر من عقد من الزمان، باعتبار ذلك مسؤولية وطنية ومهنية تتصدى لها «البيان» بنفس الثقة التي ميزت دبي في استضافة الحدث.
ومع اختتام الحدث، واصلت «البيان» جهدها في متابعة إرث الحدث، الذي هو جزء أصيل منه، بل إن استدامته هدف طويل المدى، اجتهد المنظمون في أن يكون له تأثير إيجابي، لا يخدم الدولة المضيفة فقط، بل يخدم البشرية في صنع مستقبل أفضل. من هذه الرؤية، تقدم «البيان» في عددها الصادر اليوم، نتائج استبيان ميداني أجراه فريقنا مع نسبة تعادل ثلث عدد الدول المشاركة البالغ 192 دولة، وصولاً إلى نتائج ترصد نجاحات دبي والإمارات والمشاركين في هذا الحدث العالمي، والأثر الذي تركه.
ويظهر من مجمل نتائج الاستبيان، أن منظمي «إكسبو 2020 دبي»، والجهات الداعمة، عالجوا التحديات التي اعترضت طريق إقامة هذا الحدث الدولي بامتياز فريد، وفي مقدمتها تحدي جائحة «كورونا»، التي فرضت حالة من عدم اليقين استدعت تأجيل إقامة الحدث عاماً كاملاً، لكن هذا التأجيل أرسى لدى المنظمين ودول العالم حالة من اليقين بحتمية المشاركة في الحدث، لأن جائحة «كورونا» نبهت العالم بضرورة البحث والتفكير الجماعي في التصدي للتحديات، واقتناص فرصة هذا التجمع الدولي، وهو الأول بهذا الحجم منذ تفشي الجائحة، للترويج لتراثها وصناعاتها وثقافاتها، وإنعاش اقتصادها، الذي تضرر من الجائحة، ما منحها جرعة من التفاؤل المتجدد.
وتشير نتائج الاستبيان، إلى أن «إكسبو دبي» أرسى معايير جديدة وطموحاً كبيراً لمعارض إكسبو الدولية المستقبلية، وجسّد الزمان والمكان اللذين أقيم فيهما وبهما، وحقق الطموحات، وانسجم مع شعاره «تواصل العقول وصنع المستقبل» بدرجة عالية وبشهادة عالمية، وسلط الضوء على ما يهم البشرية، والآلية التي يمكن بها توحيد الجهود مهما كانت الاختلافات، والتي قدمها «إكسبو 2020 دبي»، على طبق من ذهب لـ 192 دولة نجح في جمعها في مكان واحد، وسمع الجميع صوت كل دولة، وتعرف إلى هوية الآخر، عبر الفعاليات الثقافية والتراثية والعلمية والاقتصادية، والندوات وورش الأعمال والمؤتمرات، حتى أنهت كل دولة مشاركتها برضا تام عن المشاركة من المنظمين عكسته إجاباتهم عن أسئلة استبيان «البيان».
لكن كل ذلك ما كان ليتم لولا براعة دبي في التنظيم، لتحقيق إنجاز فريد، وهو ما رصده الاستبيان من الثناء على التنظيم وجودة البنية التحتية، والأمن والأمان، وإجراءات السلامة الصحية، عبر عمل جماعي وتضامني لا مثيل له، جعل التوقعات والطموحات قبل انطلاق الحدث حقيقة على الأرض منذ اليوم الأول لانطلاقه حتى اختتامه، وأعادت النتائج التأكيد على جودة الفعل الذي تتصدى له دبي باحترافية مدهشة، أجمع العالم على الإشادة بها ومنحها العلامة الكاملة؛ وجهة للأعمال والعيش والاستثمار والسياحة والفعاليات الكبرى، وهو أهم مكاسب دبي على المدى الطويل من الحدث العالمي.