مصر الخير

مصر الخير

مصر الخير

 العرب اليوم -

مصر الخير

محمود مسلم

بعيداً عن جو الإحباط بالقاهرة سافرت إلى جنوب سيناء بدعوة كريمة من جمعية «مصر الخير» ضمن مشروع «صك الشفاء» لتوزيع بطاطين وسلع غذائية على أهالينا فى القرى، والذى يستهدف مليون مواطن.

انتقلنا إلى قرية وادى بندر، ورغم أنها تبعد عن الطريق الرئيسى من شرم الشيخ نحو 500 متر لكن شتان بين من يسيرون على الطريق من سياح ومصريين، ومن يعيشون داخل القرية، تشعر أن الجبال كست وجوه البشر والبرد دمر الأجساد، ورغم ضحكات الأطفال إلا أنها تخبئ وراءها نظرات اضطراب نحو المستقبل، فالفجوة شديدة بين ما يرونه فى شاشات الفضائيات والواقع الذين يعيشونه، أو كما عبر عنها عطية مسعد مساعد رئيس المدينة لشئون البدو (يبدو أنه منصب استحدث مؤخراً) قائلاً: نحتاج إلى التعليم والثقافة لتنوير العقول وليس الاكتفاء بالدعم العينى للمعيشة اليومية، مؤكداً أن هناك 3 آلاف أسرة تعيش فى هذه القرى والمدرسة تبعد عدة كيلومترات، ولا يوجد خطباء للمساجد الأربعة، باستثناء زيارات فردية فى بعض الجمع، كما أن الوحدة الصحية بلا أجهزة تقريباً.

جاءت مبادرة جمعية «مصر الخير» لتتواصل مع مصريين تم نسيانهم وسط صخب سياسى وجدل عقيم، وحسناً اختاروا اللواء بالمعاش أحمد سعفان، وهو ينتمى للقوات المسلحة، وهم الأقدر على معرفة الأرض والتواصل مع البشر فى ربوع مصر، ومعه طاقم على قدر كبير من الحماس وحسن التنظيم يضم الزميلة هالة السيد وشيرين الشهابى ومعتز إبراهيم، والأجمل أن مبادرات مصر الخير لا تتوقف عند الإنجازات بل تتجاوزها إلى المبادرات والتنمية بل والبحث العلمى أيضاً، فالجمعية أنشأت مزارع للإنتاج الحيوانى، بل واستطاعوا استيراد سلالات إيطالية من أجل زيادة إدرار اللبن مما يعود بالنفع على المستفيد الذى يبيع المنتجات لمصانع الألبان، كما أن الجمعية تشرف على 750 مدرسة فى فصول اليوم الواحد التى كانت أنشأتها «اليونيسيف»، كما يشاركون فى بناء 100 مدرسة جديدة، وكذلك تطوير بنوك الدم بالمحافظات.

مفهوم الدعم عند جمعية مصر الخير يتجاوز الدعم إلى البناء، حيث يركزون أعمالهم فى صعيد مصر الأحوج إلى كل يد مصرية، ولهم جهد معروف فى سداد المبالغ للغارمات، ومقاومة فيروس «سى»، والأهم من كل ذلك أن الجمعية تخصص جزءاً من ميزانيتها للبحث العلمى، فهناك فريق يبحث عن علاج نهائى لمرض السكر، ويرسلون طلاباً بالتعليم الفنى للحصول على منح دراسية بإيطاليا والهند وفرنسا واليابان، كما حكى لى صديقى الصحفى أيمن حمزة.

أغرب ما عرفته أن مشاركات المصريين فى دعم الجمعيات قد تراجعت بعد ثورة «يناير»، رغم كل الهتافات التى يرددها الكثيرون حول العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر، ولكن المثير أن جمعية مصر الخير تعمل وفق رؤية متكاملة للتنمية ولديها خطط استراتيجية وطموحات كبيرة، والأهم أنها ليست لها أهداف سياسية كجمعيات أخرى.

سعدت كثيراً بالرحلة، فضحكة المصريين فى أى مكان رائعة، رغم آلامهم وتواصل آخرين معهم وشعورهم بمشاكلهم هو قمة الثورة والمواطنة والتغيير، وهو ما فعلته جمعية مصر الخير التى نفذت إلى أماكن كثيرة فى مصر، بالحب والرؤية والنظام والخير.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر الخير مصر الخير



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab