بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
تعود العالم مشاهد القتل والتدمير فى قطاع غزة طول 450 يومًا. ومن التعود ما يؤدى إلى تبلد. وهذا هو حال العالم الآن، بما فى ذلك موظفون دوليون كبار مسئولون عن منظمات أُنشئت فى إطار الأمم المتحدة لغرض مساعدة الشعوب التى تتعرض للعدوان. ولكنهم يقعدون فى مقاعد المتفرجين. ويكتفون بمشاهدة ما يحدث، وإبداء الأسى من وقت إلى آخر فى خطابات باردة معدومة القيمة. لا يجرؤون على نقد ممارسات الكيان الإسرائيلى وجيشه المجرم، ولا يفعلون شيئًا لإنقاذ ضحاياها أو مساعدتهم. ولا يملكون الشجاعة حتى لإدانة قصف كاد يودى بحياة أحدهم قبل أيام. لم يتفوه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية السيد تيدروس أدهانوم بكلمة ضد الإجرام الصهيونى حتى عندما كاد يفقد حياته خلال الاعتداء على مطار صنعاء قبل أيام. فقد كان موجودًا فى المطار استعدادًا للمغادرة مع وفد رافقه فى مهمة رسمية.
اكتفى بإصدار بيان عما شاهده فى المطار خلال القصف وبُعيده، كما لو أنه مراسل صحفى. وطمأن الجميع أنه فى أمان. فهذا هو المهم. لا أهمية لمئات الآلاف من ضحايا الإجرام الصهيونى الذين تشتد حاجتهم إلى مساعدة صحية، ويُعد هو مسئولاً عن العمل لتوفير هذه المساعدة وفقًا لدستور المنظمة الذى ينص على أنها تقدم العون اللازم فى حالات الطوارئ، وتساعد فى تقديم الخدمات والتسهيلات الصحية لجماعات خاصة مثل شعوب الأقاليم المشمولة بالوصاية.
مشكورُ هو لتفضله بتفقد الوضع الصحى فى صنعاء على هامش مهمته الأساسية حيث ذهب للتفاوض لإطلاق سراح 17 من العاملين فى الأمم المتحدة احتجزتهم سلطة الأمر الواقع هناك. ولكنه لا يمكن أن يفكر فى تفقد الكارثة الصحية فى غزة, وهو الذى لم يحرك ساكنًا لتدمير المشافى واحدًا تلو الآخر. يكتفى بمشاهدة ما يحدث, ولا يسمع أصوات الاستغاثة المستمرة منذ أن قصف المعتدون مستشفى المعمدانى فى 17 أكتوبر 2023 وحتى حصارهم لمستشفى كمال عدوان خلال وجوده بصنعاء ثم حرقه بعد أن غادرها سالمًا. وهو ليس وحده. المسئولون فى معظم منظمات الأمم المتحدة معه على مقاعد المتفرجين!