ثراء فكرى وإنسانى

ثراء فكرى وإنسانى

ثراء فكرى وإنسانى

 العرب اليوم -

ثراء فكرى وإنسانى

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

آمن الراحل العزيز هانى شكر الله بفكرة يقل من يقتنعون بها، ملخصها أن الثراء الحقيقى يتركز فى حصيلة معارف وتجارب كل منا فى الحياة. الثراء، بهذا المعنى، فكرى وإنسانى قبل كل شىء، ولا يُقاس بما يمتلكه هذا أو ذاك من أموال

كانت حياة هانى شكر الله تعبيراً عن هذا المعنى، منذ أن عرفتُه فى جامعة القاهرة فى أواخر عام 1973، حين التحقتُ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان هو فى السنة الرابعة. جمعنا نشاط طلابى ثقافى وسياسى فى إطار أسرة الشهيد عبد الحكم الجراحى. وربط بيننا انتماء فكرى يسارى، وليس نشاطاً سياسياً فقط. وامتدت علاقتنا، بسبب هذا الانتماء، بعد تخرجه فى الجامعة قبل ثلاث سنوات من انتهاء دراستى فيها.

بدا لى، منذ لقائنا الأول، آسراً بتفكيره المنهجى المرتب، وتواضعه، وحرصه على مساعدة الزملاء، وقلبه العامر بالمحبة، وسلوكه الذى كان نموذجاً فى الجدية والالتزام وقبول الآخر المختلف. تبادلنا الكتب التى كانت توصف فى ذلك الوقت بأنها حمراء، وشاركنا معاً فى حلقات لمناقشة بعض هذه الكتب، وقضايا سياسية وفكرية متنوعة. ومضى كل منا بعد ذلك فى طريق، فضعف التواصل بيننا، إلى أن التحق بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عضواً فى هيئة مستشاريه عام 2005، بعد تجربة صحفية ثرية فى جريدة الأهرام ويكلى، التى عمل مديراً للتحرير، ثم رئيس تحرير تنفيذيا، فيها.

ولم يكن انضمامه إلى المركز مفاجئاً، لأنه مارس العمل الصحفى بعقل الباحث العلمى، واعتماداً على ثقافة واسعة يتميز بها معظم من يبدأ اهتمامهم بالفكر، والأفكار، فى وقت مبكر من حياتهم. ومن يقرأ بعض كتاباته فى مطبوعات ثقيلة الوزن، مثل مجلة الدراسات الفلسطينية، ومجلة وجهات نظر، ومجلات أجنبية مثل فورين بوليسى، يجد إسهامات حقيقية تعتمد على بحث ودراسة. كما كانت زاويته فى الأهرام ويكلى نموذجاً للكتابة الصحفية العميقة. وظل يواصل عطاءه الفكرى والإنسانى حتى آخر يوم فى حياته. ولم يمنعه المرض من المشاركة فى تأسيس موقع إلكترونى فكرى بالأحمر، والكتابة فيه.

لذا، ستبقى أفكار هانى شكر الله وتجاربه الثرية مصدر إلهام لا ينقطع.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثراء فكرى وإنسانى ثراء فكرى وإنسانى



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 13:22 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 16:45 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مايكروستراتيجي تواصل زيادة حيازاتها من البيتكوين

GMT 16:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

غارات جوية تستهدف موانئ نفطية ومحطات طاقة في اليمن

GMT 04:09 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

22 شهيدا في غزة وانصهار الجثث جراء كمية المتفجرات

GMT 14:46 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نونو سانتو أفضل مدرب فى شهر ديسمبر بالدوري الإنجليزي

GMT 04:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص وإصابة اثنين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab