صلاح منتصر
أتيح لى خلال زيارتى لأمريكا مشاهدة نحو عشرة أفلام أكثر من نصفها مرشح للفوز بجوائز الأوسكار يوم 28 فبراير . وفى ذلك أتوقع فوز فيلم Revenant أو » العائد » بجوائز أحسن مخرج ( المكسيكى أليخاندرو جوزاليز ) وأحسن تصوير (ايمانويل لوبيزكى ) وأحسن ممثل . ( ليوناردو دى كابريانو ) الذى سيصعب على المشاهد تصور أن هذا الرجل الذى قهر الجليد والجوع وأكل السمك نيا هو نفسه الشاب الحليوه النشط فى فيلم » تايتنيك » ولكنه الماكياج و19 سنة مضت نضج فيها ( من مواليد نوفمبر 74 ) منذ عرض فيلم تايتنيك لأول مرة عام 1997 .
وليس هدفى على كل حال حديثا فنيا سينمائيا، ولكننى قصدت أن أقول إنه فى جميع الأفلام العشرة التى شهدتها وفى مسلسلات التليفزيون الأمريكية لم أر مرة واحدة سيجارة فى فم ممثل واحد أو جوزةأو شيشة يشدها الممثلون كما أصبح معتادا فى أفلامنا المصرية وبصورة لا يمكن إفتراض حسن النية فيها، وإنما هى مشاهد تجارية يقبض المخرج ثمنها من شركات التدخين التى وجدت فى مشاهد الأفلام والمسلسلات أفضل أبواب تهريب إعلانات التدخين » وط... » فى قوانين منع إعلانات التدخين .
التدخين ومناسبته يوم 9 فبراير الذى إرتبطت به ، مازال العدو الأول للبشرية والعامل المشترك تقريبا فى كل الأمراض بحيث أصبحت أضراره حقيقة واقعة تجد دلائلها ووثائقها فى عيادات الأطباء والمستشفيات ومراكز الأبحاث ، وحتى لافتات » ممنوع التدخين » لم تعد موجودة فى دول العالم لأنهم وجدوا أنه من الإهانة طلب منع التدخين فى أى مكان عام من أى شخص متحضر ، فى الوقت الذى بدأت فيه دول تعد نفسها لأن تكون بلا تدخين اعتبارا من الحقبة الثالثة من هذا القرن. وفى الوقت الذى يحترم فيه الفنانون فى السينما العالمية ومسلسلات التلفزيون ميثاق شرف حماية المواطن ومنع ظهور مشاهد التدخين فى أى عمل فنى حتى لا يجد الصغار ما يقلدونه ، تنفرد الأعمال المصورة المصرية السينمائية والتليفزيونية بمشاهد التدخين التى إن دلت على شىئ فعلى إعتبار المواطن المصرى عدوا لكل مخرج يسعى إلى قتله !