الحرب التي غيرت التاريخ 13 تفاصيل لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز

الحرب التي غيرت التاريخ (13): تفاصيل لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز

الحرب التي غيرت التاريخ (13): تفاصيل لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز

 العرب اليوم -

الحرب التي غيرت التاريخ 13 تفاصيل لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز

صلاح منتصر
بقلم - صلاح منتصر

 

فى غرفة الصحافة بالبيت الأبيض، أعلن الرئيس جورج بوش استعداده للقاء طارق عزيز يوم 10 ديسمبر، وإرسال وزير الخارجية جيمس بيكر للاجتماع بصدام حسين فى موعد مناسب بين 15 ديسمبر و15 يناير. وأضاف بوش: لن تكون هناك تنازلات لإقناع صدام بالانسحاب من الكويت ولا مبادرات لإنقاذ ماء الوجه، فالانسحاب غير المشروط هو الخيار الوحيد لتجنب الحرب «ولكننا نفعل ذلك- أضاف بوش- لعبور مسافة ميل إضافية من أجل السلام».

جاء هذا الإعلان بنتائج مخالفة للتى تصورها بوش. فالقرار كان مفاجأة لدول التحالف، وقد أبدى بعضهم عدم الرضا عن عدم إبلاغهم مقدمًا بالقرار، وسألوا هل موعد 15 يناير موعدا حقيقيا لإعلان الحرب إذا لم ينسحب صدام؟، وأحس السعوديون والكويتيون بالقلق الشديد، فقد كانوا يخشون أن تؤدى المباحثات التى تجرى أن يسحب صدام كل قواته العسكرية كاملة دون أن تمس. (مذكرات جيمس بيكر 488)

وفى السادس من ديسمبر، قام صدام بحركة محسوبة هدفها تحطيم الإجماع الدولى على استعمال القوة، فأعلن إطلاق سراح جميع الرهائن الأجانب الذين كانوا موجودين فى العراق والكويت، ورفض كثيرا رجاءات الإفراج عنهم. وأتبع ذلك باستغلال فكرة اللقاءات المقترحة، فعاد يطرح أن يشمل الحوار مختلف قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية، مقترحًا أن يلتقى صدام بجيمس بيكر فى بغداد يوم 12 يناير، أى قبل ثلاثة أيام من موعد الإنذار النهائى، وأن يزور طارق عزيز واشنطن يوم 17 ديسمبر.

ورفضت واشنطن موعد 12 يناير، وقبلت زيارة عزيز فى 17 ديسمبر، وعلى أساس قصر المباحثات على موضوع الانسحاب من الكويت. وجاء الرد من صدام فى اليوم التالى بإعلانه إلغاء زيارة طارق عزيز لواشنطن. ورد الرئيس بوش باستعداده اجتماع وزير خارجيته بيكر بطارق عزيز فى جنيف. وفى هذه المرة وافق صدام على اجتماع طارق عزيز بوزير الخارجية جيمس بيكر فى جنيف يوم 9 يناير.

■ ■ ■

فى قاعة أعدت للاجتماع فى فندق إنتركونتيننتال فى جنيف، وما إن جلس الاثنان فى مواجهة بعضهما حتى بدأ بيكر الحديث قائلا: هذا اجتماع مهم آمل أن توافقنى على أننا نلتقى كممثلين عن دولتين مستقلتين، وإن كانتا تختلفين اختلافا شديدا. إن هدفنا ليس ممارسة طرف الضغط على الطرف الآخر، ومع ذلك يجب ألا يفاجئكم أننى لست هنا للتفاوض حول القرارات التى أقرتها الأمم المتحدة. أنا هنا من أجل الإبلاغ، وأنا مستعد ليس للكلام فحسب، بل للاستماع، ولكن دعنى أولا أقدم رسالة من الرئيس بوش إلى الرئيس صدام حسين وأطلب منك إيصالها.

يحكى جيمس بيكر أن طارق عزيز بدأ قائلا: شكرًا لك أيها السيد الوزير، مع أمل أن يكون هذا اللقاء مثمرًا. إن الطريق لتحقيق ذلك يكمن فى استماع أحدنا للآخر. وبعد ذلك طلب منحة من الوقت لقراءة الرسالة، وبعد أن فرغ من القراءة قال: السيد الوزير لقد قلت إن الهدف من الاجتماع ليس ممارسة طرف الضغط على الآخر، بينما الرسالة مليئة بتعبيرات التهديد، بل لعلها غريبة عن أساليب الاتصال والتواصل بين رؤساء الدول. إننى لا أستطيع قبولها. تستطيع أن تنشرها عبر وسائل إعلامكم لو أردتم.

قال بيكر: أريد أن أوضح أننى لا أجد هذه الرسالة غير مناسبة بأى شكل من الأشكال. من المهم أن يفهم أحدنا الآخر بوضوح. لا أستطيع أن أجعلك تأخذ هذه الرسالة معك، ولن أحاول ذلك، ومع ذلك عليك أن تعلم أننا قد ننشرها وقد لا نفعل. إن هدفنا أن تغادر الكويت. وإذا أنت لم تفعل ذلك فستجد أننا فى حرب معك. إنها لن تكون حرب استنزاف كالتى خضتها مع إيران، بل سنخوضها بالوسائل والأسلحة التى تعبر عن قوتنا لا قوتك. إن هذا الكلام ليس بهدف التهديد، بل الإبلاغ. فى حالة نشوب النزاع ستواجه قواتك قوة نارية ساحقة وستدمر قواتنا تدميرًا فعليًا قدرتك على إدارة البلاد. إن الحرب ستدمر كل ما قاتلتم من أجل تحقيقه فى العراق (مذكرات جيمس بيكر)، وسكت بيكر وبدأ طارق عزيز الكلام

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب التي غيرت التاريخ 13 تفاصيل لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز الحرب التي غيرت التاريخ 13 تفاصيل لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab