الصين بعد 40 عاما على وفاة ماو

الصين بعد 40 عاما على وفاة ماو

الصين بعد 40 عاما على وفاة ماو

 العرب اليوم -

الصين بعد 40 عاما على وفاة ماو

بقلم - مكرم محمد أحمد

لا تزال إدارة الرئيس الأمريكى ترامب تُثير دهشة العالم وعجبه من تصرفاتها المتناقضة وسلوكها غير المتوقع ومبادراتها الفجة، وافتعالها الأزمات مع الجميع، الأصدقاء والحُلفاء والمنافسين والأعداء دون تمييز، مرة تحت شعار أمريكا أولاً، ومرة أخرى انتصارا لعنصرية الرجل الأبيض!، أو استعادة عظمة الولايات المتحدة..، وكم كان غريباً ومدهشا أن يدعو الرئيس ترامب الرئيس الصينى شى جين بينج على مائدة عشاء على هامش قمة العشرين فى بوينس إيرس ليناقشا معا وقف إطلاق النار فى الحرب التجارية المستعرة بين البلدين لأكثر من عام أملاً فى الوصول إلى تسوية سلمية فى غضون 90 يوماً، فى حضور جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى، فى الوقت الذى تُرتب فيه إدارة ترامب عملية اعتقال السيدة الصينية منج فانزهو مسئولة التمويل فى أكبر شركة لتكنولوجيا المعلومات فى الصين وأكبر شركات المحمول فى العالم، وابنة البليونير الصينى مؤسس الشركة وهى تقلع من مطار فانكوفر الأمريكى إلى كندا، بدعوى خرق العقوبات المفروضة على إيران، تطبيقاً لقانون محض أمريكى يريد الرئيس ترامب أن يفرضه على العالم أجمع، عرف الرئيس الصينى الخبر بعد أن انفض حفل العشاء وعاد إلى مقر إقامته لتثور ثائرة الصين التى طالبت بالإفراج الفورى عن السيدة الصينية مُتهمة الولايات المتحدة بخرق حقوق الإنسان. والمُدهش أن تجمع تصريحات المسئولين الأمريكيين على أن الرئيس ترامب لم يكن يعرف بخبر القبض على السيدة الصينية رغم أن مستشاره للأمن القومى جون بولتون كان يعرف بقصة القبض على السيدة منج لأن إدارته كانت ضالعة فى عملية القبض، ولأنه أكد أنه كان يعرف، ومن ثم يصبح السؤال مشروعاً، هل كان الهدف من القبض على السيدة الصينية فى هذا التوقيت تخريب فرص الاتفاق على تسوية للحرب التجارية المستعرة بين الصين والولايات المتحدة، ولماذا لم يُخطر مستشار الأمن القومى بولتون سيده بخبر القبض على السيدة الصينية، أم أن الرئيس الأمريكى كان ضالعاً فى القصة، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد توزيع أدوار!، والواضح الآن أن الصين التى حذرت كندا من أنها سوف تدفع ثمناً باهظا وجهت معظم ردود أفعالها القوية إلى الحكومة الكندية التى ألقت القبض على السيدة الصينية بناء على طلب من الولايات المتحدة، لكن المتحدث الرسمى باسم وزارة التجارة الصينية جاوفنج أكد بعد ساعات من القبض على السيدة الصينية أن الصين تملؤها الثقة فى إمكانية الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول الحرب التجارية خلال 90 يوماً من التفاوض، وزاد على ذلك بأن أكد أن الصين سوف تشترى من أمريكا المواد الغذائية والسيارات والطاقة، بما يؤكد استعدادها لأن تفتح أسواقها أمام الواردات الأمريكية، وهو أمر أساسى كانت تُلح عليه واشنطن فى تفاوضها مع الصين حول تسوية الحرب التجارية، بينما أكد متحدث أمريكى يُمثل طرفاً أساسياً فى المفاوضات التجارية مع بكين، أن المباحثات بين واشنطن وبكين ينبغى ألا تتأثر بحادث القبض على السيدة الصينية، وأن تسوية الحرب التجارية بين البلدين ينبغى أن تتم فى غضون 90يوماً، فى الوقت الذى أكدت فيه افتتاحية صحيفة الشعب الصينية، أن الصين لن تكون سبباً فى خلق المزيد من المشكلات مع الولايات المتحدة ليس لأنها تخاف المشكلات، ولكن لأنها تثق فى قوتها وصلابة إرادتها، لكن المطلوب ألا يسىء أحد فهم الموقف الصينى أو حسابه، الأمر الذى عزز التكهنات بأن الصين بمناسبة مرور 40 عاماً على الإصلاحات الاقتصادية التى أعقبت وفاة الزعيم ماوتسى تونج تتجه إلى المزيد من الانفتاح وفتح أسواقها أمام البضائع القادمة من الخارج لأن الصين راغبة فى توسيع تجارتها الدولية، وفى إطار هذا التوافق الواضح لا معنى لأن نسأل أنفسنا متى يتم الإفراج عن السيدة منج ابنة البليونير الصينى والمسئولة الثانية عن كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات والمحمول الصينية والعالمية.

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين بعد 40 عاما على وفاة ماو الصين بعد 40 عاما على وفاة ماو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab