ترويض الغلاء

ترويض الغلاء؟!

ترويض الغلاء؟!

 العرب اليوم -

ترويض الغلاء

بقلم ـ مكرم محمد أحمد

عندما تتجاوز معدلات التضخم في مصر نسبة 33 في المائة، طبقا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المعروف عالميا بدقة أرقامه ومصداقيتها، وتتطابق أرقامه مع تقرير أخير للبنك المركزي، فإن علي حكومة المهندس شريف إسماعيل أن تعلن «وقفة انتباه» جادة، خاصة أن معدل التضخم وصل إلي رقم غير مسبوق في تاريخ الاقتصاد الوطني، يتطلب فوق الانتباه الجاد سرعة التدبر والتدبير. وشحذ العزائم والهمم والتفكير خارج المعتاد وخارج الصندوق من أجل سرعة حصار هذا الخطر، والعمل علي خفضه بكل الوسائل المتاحة كي يتنفس الناس بعض الصعداء من موجة غلاء أخري متوقعة تصحب عادة ارتفاع معدل التضخم إلي هذه الأرقام القياسية، وتزيد من مصاعب الحياة علي الطبقة المتوسطة الضعيفة والطبقات الأقل قدرة، خاصة أن شبكة الأمان الاجتماعي لا تغطي بعد كل الفقراء المصريين.

وإذا كان المصريون قد ملكوا هذا القدر من الشجاعة والحكمة الذي ألزمهم أن يتجرعوا مر الدواء أملا في أن يتعافي الاقتصاد الوطني، وحرصا علي استقرار الوطن والحفاظ علي هذا الاستقرار مهما كابدوا من مصاعب، لأنهم يعرفون أن البديل الوحيد هو الفوضي المدمرة التي عاثت فسادا في مصر بعد أن تمكنت جماعة الاخوان من سرقة الثورة والقفز إلي الحكم!، يصبح من واجب حكومة المهندس شريف إسماعيل أن تتذرع هي الأخري بالحصافة والحكمة، وتدرك في الوقت المناسب أن هناك سقفا لقدرة الناس علي التحمل، واننا نقترب من هذا السقف إن لم نكن قد جاوزناه بالفعل، خاصة مع ارتفاع نسب الزيادة في أسعار الأغذية والمشروبات إلي حدود تتجاوز 24 في المائة، وارتفاع أسعار المحروقات بنسبة 50 %، وزيادة أسعار المياه والمواصلات والكهرباء بنسب جاوزت 40 في المائة.

صحيح أن معظم المؤتمرات الاقتصادية والمالية تؤكد الآن، أن الفرج قريب وأن الاقتصاد الوطني يخرج بالفعل من غرفة الإنعاش، وأن هناك تحسنا مطردا في نسب عجز الموازنة وعجز المدفوعات والعجز التجاري، وزيادة محسوسة في الإيرادات تقرب من 25 في المائة وانخفاض الواردات بنسبة 12 في المائة وزيادة الصادرات في حدود أكثر من 10 في المائة، لكن هذه المؤشرات المهمة التي تعترف بها جميع المؤسسات الدولية المهمة المالية والاقتصادية، ويرون فيها دلالات مؤكدة علي مستقبل مشرق للاقتصاد الوطني في الأمد القريب المنظور، وأن كل ما تحتاجه مصر الآن أن تعبر عامين آخرين كي تخرج تماما من عنق الزجاجة ويصبح الاقتصاد المصري قادرا علي الوفاء بمطالب الناس وتوليد فرص عمل جديدة تواجه تراكم البطالة.

ومن ثم فإن السؤال المهم الذي يواجه حكومة المهندس شريف إسماعيل هو، كيف نعزز صمود الشعب المصري علي امتداد هذين العامين بحيث يعبر هذين العامين في أمن وسلام، واثقا من قدرته علي النجاح؟! وسبيل ذلك الوحيد هو العمل بكل جد على إحداث خفض ملموس في معدلات التضخم يقتلع أنياب غول الغلاء ويزيد من قدرة المصريين علي ترويضه..، وأظن أن هذا الهدف ممكن ومتاح خاصة أن المهمة تكاد تكون ضرورة حتمية كي يتحقق لمسيرة الإصلاح صمام أمان يمكنها من بلوغ أهدافها المنشودة وعبور هذين العامين دون مفاجآت، وما من شك أن أقصر الطرق لتحقيق ذلك هو اختصار حلقات الوساطة التي تزيد من تكاليف السلع دون أي قيمة مضافة، وتضاعف أسعارها مرات ومرات دون أي مسوغ حقيقي وضبط السوق بما يختصر المسافات بين المنتج والمستهلك، وعدم الخوف من تحديد هوامش ربح لكل نشاط اقتصادي، تردع جشع التجار دون حاجة إلي التسعير الجبري، وبما يجعل الرقابة علي الأسواق عملا مجديا يؤتي ثماره

arabstoday

GMT 13:32 2024 الأحد ,04 آب / أغسطس

مدن الصيف: فسحة مش لطيفة خالص

GMT 20:06 2024 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

فتحى سرور

GMT 19:24 2024 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الجيل الرابع؟!

GMT 21:51 2024 الإثنين ,05 شباط / فبراير

«الشوطة التى شالت فيتوريا»!

GMT 19:39 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

رهانات الحكومة الخمسة لعلاج الجنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترويض الغلاء ترويض الغلاء



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:17 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab