ماذا يعنى ضم الجولان لإسرائيل

ماذا يعنى ضم الجولان لإسرائيل؟

ماذا يعنى ضم الجولان لإسرائيل؟

 العرب اليوم -

ماذا يعنى ضم الجولان لإسرائيل

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا يكاد توجد دولة فى العالم باستثناء إسرائيل تؤيد قرار الرئيس الأمريكى ترامب بضم هضبة الجولان إلى إسرائيل، الذى تضمنته وثيقة رسمية أمريكية وقعها ترامب هذا الأسبوع أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو للبيت الأبيض!
 وقد سعى ترامب لمساندة نيتانياهو فى معركة انتخابات الكنيست، وتمكينه من تحقيق نصر حاسم على منافسيه خاصة تحالف أبيض- أزرق الذى تؤكد كل استطلاعات الرأى العام الإسرائيلى تفوقه على تحالف الليكود بقيادة بنيامين نيتانياهو، قبل أن يُقدم الرئيس الأمريكى على اعترافه بضم الجولان، بما يؤكد تدخل الولايات المتحدة السافر فى انتخابات الكنيست، وشبه ترامب قرار اعترافه بضم الجولان إلى إسرائيل الذى جاء أول مرة فى تغريدة من 35 كلمة أطلقها على تويتر بقراره الإستفزازى الآخر الذى وقعه فى ديسمبر عام 2017 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط باعتراف أمريكا الرسمى بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، مؤكداً أن القرار الأمريكى لا ينشيء حقوقاً أو يرتب أى التزامات ويعتبر منعدم الحيثية القانونية لأن الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن واعتراف المجتمع الدولي، كما أن قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 الذى رفض الاعتراف بضم إسرائيل للجولان صدر بإجماع أعضاء مجلس الأمن, بما فيها موافقة الولايات المتحدة ذاتها, وألزم إسرائيل بإلغاء قرار حكومتها ضم الجولان! كما أكد مجلس التعاون الخليجى على لسان أمينه العام عبد اللطيف الزياتى أن قرار الرئيس ترامب يقوض فرص تحقيق السلام الشامل فى الشرق الأوسط الذى لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية التى تم احتلالها عام 1967 بما فى ذلك هضبة الجولان، كما أكدت مصر والأردن رفضهما قرار ضم الجولان الذى يخرج عن الشرعية الدولية التى تؤكد عدم جواز الاستيلاء على أراضى الآخرين بالقوة، ولم تخرج أى من دول الاتحاد الأوروبى عن هذا الموقف الرافض بما فى ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا التى رفضت قرار الضم واعتبرته قراراً أحادى الجانب ضد الشرعية الدولية، وأكد الكرملين فى تصريحات لمتحدثه الرسمى أن روسيا لن تعترف أبداً بسيادة إسرائيل على الجولان، وأن أهداف القرار الأمريكى تخلص فى تعزيز ارتباط أمريكا بإسرائيل، وتقسيم العالم العربي، وضرب سوريا والشراكة الروسية معها وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، كما أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن القرار الأمريكى يضع المنطقة كلها على حافة أزمة جديدة ويزيد توتراتها، وأن تركيا رغم خلافها مع بشار الأسد تؤكد تمسكها بوحدة أراضى سوريا، ولم يختلف موقف وزير خارجية إيران جواد ظريف الذى أكد سوء نيات الولايات المتحدة التى أعطت لإسرائيل أولاً القدس والآن الجولان، وفى الأمم المتحدة انتقد مجلس حقوق الإنسان النشاط الاستيطانى الإسرائيلى فى الجولان، كما أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن ضم الجولان عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وفى مؤتمر صحفى مشترك جمع نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل مع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أثناء زيارته لإسرائيل، تحدث نتنياهو عن العلاقات القوية التى تربط إسرائيل والولايات المتحدة فى عهد ترامب مشيداً بقرارى الاعتراف بالقدس وضم الجولان، وادعى نيتانياهو أنه لولا الوجود الإسرائيلى فى الجولان لكانت إيران اليوم فى طبرية وكان حزب الله فى الجولان، وفى سياق حديثه عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدلاً من تل أبيب قال نيتانياهو باستخفاف بالغ أنه بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لم يعد يتعين على السفير الأمريكى دافيد فريدمان أن يعانى أزمة الاختناقات المرورية فى تل أبيب!، بينما وصف وزير الخارجية الأمريكية التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل بأنه التزام لا مثيل له بضمان أمن إسرائيل، وفيما يشبه أن يكون نكتة قال بومبيو إن المنطقة تحتاج إلى حوار مفتوح وتبادل الأفكار من أجل تحقيق السلام!، ونفى أن يكون الرئيس ترامب استهدف التدخل فى انتخابات الكنيست وهو ما أثار سخرية القوى السياسية الإسرائيلية المعارضة لبنيامين نيتانياهو، وعندما سئل الوزير الأمريكى إن كان يعتقد أن خطة السلام مع الفلسطينيين التى يعدها صهر الرئيس جاريد كوشنر المعروفة باسم صفقة القرن سوف تطرح قريباً على طاولة النقاش أعاد الوزير الأمريكى تأكيده حاجة المنطقة إلى المزيد من الحوار!.

ويعنى ضم الجولان إلى إسرائيل رغم عدم شرعيته ورفض أغلب دول العالم لهذا الضم منح إسرائيل قطعة جغرافية ثمينة توفر لها فرصة جيدة لمراقبة التحركات السورية، كما توفر تضاريس الجولان عازلاً ومانعاً طبيعياً ضد أى قوة دفع من سوريا، فضلاً عن أن هضبة الجولان تُشكل مصدراً رئيسياً مهماً للمياه، وتعتمد إسرائيل فى ثلث إمداداتها من المياه على الأمطار التى تسقط فوق الجولان التى تبعد عن العاصمة السورية دمشق مسافة لا تزيد على 30 ميلاً، وتكاد تكون الجولان أهم المواقع الإستراتيجية فى الشرق الأوسط التى أصبحت تحت السيطرة الإسرائيلية بفعل الانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل، فضلاً عن أنها تمثل هدية ثمينة لرئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو تمكنه من تحقيق نصر حاسم على كل منافسيه فى انتخابات الكنيست القادمة، وتنصبه ملكاً متوجاً على إسرائيل بعد أن كاد يسقط عن عرشه بعد 13 عاماً قضاها تحالف الليكود فى حكم إسرائيل، والأهم من ذلك حجم التغيير البالغ الذى سوف يطرأ على مكانة نيتانياهو فى إسرائيل الذى كان مُهدداً بالدخول إلى السجن لثبوت اتهامه فى قضيتى فساد مهمتين، إضافة إلى قضية ثالثة تتعلق بتلقيه رشوة مالية فى عملية شراء غواصات من ألمانيا، وهى القضية التى كانت تجرى محاولات تحريكها خلال الأسابيع الأخيرة، وما من شك أن قرارى الرئيس ترامب المتعلق أولهما بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والقرار الثانى المتعلق بضم الجولان إلى إسرائيل قد قوضا فرصة إمكانية أن يتحقق فى الشرق الأوسط سلام شامل يضمن الأمن والاستقرار، وأغلب الظن أن القرارين يكشفان عن سوء ثبات الإدارة الأمريكية الراهنة تجاه العرب، وأن المستقبل القريب يمكن أن يحمل أخطاراً جمة للمنطقة العربية، تتطلب المزيد من التضامن العربى والاعتماد على النفس، وتشكل تحدياً بالغ الخطورة والأهمية للقمة العربية التى تنعقد فى تونس خلال أيام.

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعنى ضم الجولان لإسرائيل ماذا يعنى ضم الجولان لإسرائيل



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab