إبراهيم عيسى لن يسقط الدولة

إبراهيم عيسى لن يسقط الدولة

إبراهيم عيسى لن يسقط الدولة

 العرب اليوم -

إبراهيم عيسى لن يسقط الدولة

بقلم : عمرو الشوبكي

اتهام برنامج تليفزيونى واحد، يقدمه صحفى وكاتب وإعلامى واحد (فقط واحد)، بأن ما يقوله سيُسقط الدولة هو أمرٌ كارثى يعقّد مشاكلنا ولا يحلها.

سرمن الذى يهدد الدولة؟ إعلامى ينتقد ويهاجم (ومن حق الآخرين أن يختلفوا مع بعض أو كل ما يقول، ويهاجموه أيضا مثلما يحدث تقريبا يوميا)، أم سوء الأداء والرعب من الصوت المختلف وإهدار أحكام القضاء وتشغيل البلطجية وإطلاقهم على خلق الله واعتبار دولة القانون فى إجازة لأن تنفيذ الأحكام تتحكم فيها الأهواء والمزاج الأمنى؟!.

من سيُسقط الدولة: هل هو إعلامى واحد مهما كانت قيمته ووزنه وتأثيره، أم سوء الأداء والتخبط السياسى والبرلمانى؟ هل الخطر أن يتكلم أحد عن الواقع المرير الذى تعيشه البلاد، أم الخطر ألا نواجه هذا الواقع المرير برؤية سياسية واقتصادية جديدة تعترف ولو لمرة بأوجه القصور، وهى كثيرة، لا أن تكتم الأصوات وتعتبر المختلف سيهدم الدولة؟.

الدولة فى مصر مهددة الآن من داخلها بسبب سوء الأداء، لا من كلمتين فى صحيفة أو برنامج تليفزيونى، وأن الإصرار على إخفاء مشاكلنا بزرع الرعب والخوف فى نفوس الناس من أخطار لا علاقة لها بالأخطار الحقيقية هو أكبر تهديد للدولة المصرية.

إن أسوأ تهديد للدولة هو الخطاب السياسى المرتبك الذى يحمل توجهات عكس بعضها البعض على خلاف معظم مراحلنا التاريخية المعاصرة، فحين كنا نطالب بالاستقلال والدستور، كان حزب الوفد الوطنى الليبرالى يقود المشهد السياسى، وحين ارتدت الوطنية المصرية رداءها العربى وقادت حركات التحرر الوطنى فى العالم الثالث كله ضد الاستعمار وانتصرت عليه كان خطاب عبدالناصر ومفرداته.

أما الآن، فنحن نقول الشىء وعكسه، فالغرب نتهمه كل يوم بالتآمر علينا، وأمريكا متهمة منذ العراق (رغم أنها فشلت هناك) بالتآمر علينا لإسقاط الدولة، ومع ذلك حرصنا على أن ننال دعمها من أجل الحصول على قرض الصندوق الدولى، ونسعى كل يوم لجذب السياحة الأجنبية والاستثمار الأجنبى، وننسى أو نتناسى أنه فى ظل اللغة السياسية المرتبكة لن يأتى استثمار ولا سياحة، ليس بسبب انتقادات عيسى، وإنما بسبب أدائنا السيئ.

سوء أدائنا الداخلى والخارجى هو أكبر تهديد للدولة المصرية، فلم أقابل مسؤولا مرموقا (أغلبهم مسؤولون سابقون) من داخل الدولة المصرية، وليس- لا سمح الله- من حركة معارضة (منهم اثنان من وزراء الخارجية السابقين من أبناء الدولة الوطنية المصرية)، إلا واعتبر أن تصويتنا مع القرار الروسى والفرنسى «خيبة ثقيلة» لم يعرفها أى بلد.. وطبعا تقديمُنا مشروع قرار فى مجلس الأمن يدين الاستيطان ثم تراجعنا عنه جزءٌ من حالة التخبط وسوء التقدير.

هل سوء اختيار المسؤولين، وسوء أداء البرلمان ورئيسه، وإحساس قطاع متزايد من الناس بأن هناك انفصالا بين مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية وعموم المواطنين لا يهدد الدولة؟، وهل قضاء بعض النواب ساعات فى شتم برنامج تليفزيونى بدلا من الحديث عن ارتفاع الأسعار وسياسات الحماية الاجتماعية وأحكام القضاء المهدرة ومظالم السجون واتفاقية قرض الصندوق التى لم تعرض من الأصل على البرلمان أمرٌ يُريح الرأى العام ويدعم الدولة، أم يهددها؟.

سوء الأداء، وغياب السياسة، ورفع شعارات بلا مضمون، والانتهاكات الأمنية، وغياب العدل ودولة القانون.. هى كلها أكبر تهديد للدولة المصرية وليس برنامج إبراهيم عيسى.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 05:40 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبراهيم عيسى لن يسقط الدولة إبراهيم عيسى لن يسقط الدولة



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab