العملية الخامسة

العملية الخامسة

العملية الخامسة

 العرب اليوم -

العملية الخامسة

بقلم : عمرو الشوبكي

هى العملية الإرهابية الخامسة التى تشهدها بريطانيا فى عام واحد، تلك التى شهدتها إحدى عربات مترو الأنفاق وخلفت 29 مصابا، وهى للأسف لن تكون الأخيرة فى ظل تنامى ظاهرة الإرهاب الجديد.

والحقيقة أن دلاله استمرار هذه العمليات رغم بدائية الوسائل المستخدمة ومحدودية الضحايا ولو فى أربع منها، أن بريطانيا مثل باقى دول العالم مستهدفة من هذا الإرهاب رغم أن نموذجها هو الأكثر تسامحا فى أوروبا تجاه الأجانب والأكثر قبولا وتعايشا مع المتطرفين المتأسلمين حتى جذبت كثيرا من مطاريد العالم العربى وأوروبا.

وشهدت بريطانيا، قبل الاعتداء الأخير، 4 عمليات إرهابية الأولى كانت فى 22 مارس الماضى وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص دهسا على جسر ويستمنستر على يد خالد مسعود (المهاجم الوحيد الذى بلغ من العمر 52 عاما وهو بريطانى تحول للإسلام) ثم طعن شرطيا حتى الموت، قبل أن يُقتل برصاص الشرطة. أما العملية الثانية فقد نفذها بريطانى من أصل ليبى بحزام ناسف فى أحد مسارح مدينة مانشستر وخلف 22 قتيلا، فى حين أن العملية الثالثة كانت فى يونيو الماضى فى منطقة لندن بريدج حين دهست حافلة عددا من المشاة وخلفت 7 قتلى و48 جريحا قبل أن تقتل الشرطة المنفذين فى وقت قياسى. أما العملية الرابعة فقد استهدفت هذه المرة مسلمين خارجين من مسجد فينسبرى بارك بلندن، وقتل شخص وأصيب 10 بجروح، واعتقل سائق الشاحنة الذى قال إنه «يريد قتل المسلمين».

والمؤكد أن عمليات لندن الأربع التى نفذها مسلمون فى الديانة واستهدفت بريطانيين تنتمى لنوعية جديدة من خلايا العنف والإرهاب سماها البعض بالذئاب المنفردة وهى تخص شبابا أوروبيا من أصول عربية ومسلمة تحول فجأة نحو التطرف لأسباب اجتماعية ترجع لتهميش أو عنصرية أو فشل دراسى ومهنى، أو أسباب سياسية انتقامية ترجع لوقوعه تحت تأثير دعاية داعش بأن الغرب وحلفاءه يقتلون المسلمين فى سوريا والعراق و«حانت لحظة الانتقام» فى عقر دارهم، وعادة ما يضيفون قشرة دينية إسلامية تبرر عمليات القتل والانتحار للذهاب للجنة والاستمتاع بحور العين.

ولذا لم يسعف بريطانيا نموذجها المتسامح لأنه صمم من أجل استيعاب متدينين عقائديين ومتطرفين إسلاميين بغرض استيعابهم داخل نموذجها التعددى ودفعهم لعدم ممارسة العنف، فى حين أن هؤلاء الإرهابيين الجدد ليسوا أبناء أى تنظيمات عقائدية كبرى داخل بريطانيا مثل الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو السلفية الجهادية إنما هم بالأساس مهمشون ومجرمون صغار، وحتى علاقتهم بداعش فهى لا تتم عبر شيخ فى مسجد ولا عبر الانخراط فى بنية تنظيمية محكمة، إنما عبر وسائل التواصل الاجتماعى والتأثر بدعاية التحريض والكراهية.

لقد بذلت بريطانيا جهودا جبارة من أجل بناء نموذج التعدد العرقى والدينى المختلف عن نظيرة الفرنسى، واكتشفت أن المشكلة لم تعد بالأساس دينية إنما اجتماعية وسياسية وأن حربها على الإرهاب قد تؤدى إلى حصاره أو إضعافه ولكنها لن تهزمه هزيمة نهائية.

إن عمليات لندن مثل عمليات أوروبا هى رسالة واضحة بأن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود وللنظم السياسية وأن الديمقراطية ودولة القانون لا تقضى نهائيا على الإرهاب إنما تضعفه مثلما أن الاستبداد والقمع لن يقضى أيضا على الإرهاب إنما يمثل بيئة حاضنة لانتشاره.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العملية الخامسة العملية الخامسة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab