على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

 العرب اليوم -

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

الكاتبة ريما شهاب
بقلم : ريما شهاب

كلما مررت بجانبه شعرت بحنين غريب لمكان لم أسكنه ولا أعلم شيئاً عن ماضيه لكن جماله الخالي من الحياة وشيخوخة أحجاره وانهزام أغصان أشجاره يضفي عليه وقاراً صارخاً يجعلك تدرك قيمته حتى وإن كنت تجهله. أنا لم أزره قبلاً، لكن عراقته المهترئة تمسّني فيخيل لي كما لو أني قد قضيت عمراً طويلاً هنا.

أليست هذه الأرجوحة مكاني المفضل؟ وهذا الشباك المحطّم كم كنت استمتع حين انظر من خلاله فأرى غابة من أشجار الصنوبر تعيد إليّ الروح بعد قضاء يوم دراسي متعب، وكم كان أبي يحب الجلوس على هذه الشرفة ليرتشف قهوته الصباحية على صوت جدتي المتقطع والتي لا تكف عن السؤال أين ابني؟ و ما أن استرخي حتى تصرخ بي والدتي:"هل انتهيت من واجباتك" فأركض مسرعة حتى لا يتطور الأمر إلى ما هو اكثر من ذلك.

فجأة سمعت صوتاً قريباً: "يا آنسة، يا آنسة. انتبهي قد يكون هناك أفاعي وحشرات سامة في الداخل فالمكان مهجور منذ سنوات طويلة ولا أحد يدخله. نظرت خلفي إلى العجوز الهزيل الذي ينده عليّ وعدت أدراجي إلى باب المدخل، شكرته ومشيت.
منذ أيام مررت حيث المنزل العابق بالأصالة فوجدته جثة هامدة أمام حضارة الباطون العصري الهامشي الكثيف ووجدتني اصرخ بالرجل العجوز المسكين:" أنت! اين أرجوحتي؟ لما لا تجيب؟ أرأيت أهلي؟ أتأخذني إليهم؟ فابتسم لي ببرودة وأدار ظهره ورحل.

المصدر :

د ب أ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة



GMT 13:34 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 13:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 10:58 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة وجنوب رفح

GMT 16:51 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تثبيت سعر الفائدة في أستراليا

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

إطلاق نار على رجل أعمال كندي في مصر

GMT 03:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

شهيدان وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي جنوب رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab