عودة الحضري للأهلي

عودة الحضري للأهلي !

عودة الحضري للأهلي !

 العرب اليوم -

عودة الحضري للأهلي

بقلم : خالد الإتربي

كثيرًا ماتتحكم عقولنا في عواطفنا وتتغلب عليها، وتجبر نفوسنا على الظهور بمظهر مخالف لطبائعها، لتحولها من نفس هادئة إلى ثائرة مستنكرة على كل شيئ، وتغير ألوان قلوبنا من الأبيض الفطري الذي خلقها الله عليه، إلى الألوان القاتمة المتدرجة إلى أن تصل إلى السواد الشديد.

وهناك أمثلة كثيرة تدلل على وجهة النظر هذه، وأقربها الانقسام الشديد الذي خلفه إعلان الحارس المخضرم عصام الحضري أمنيته في الاعتزال داخل النادي الاهلي، وتحزبت الجماهير بين مؤيد ومعارض، بل وانقسمت جماهير الأهلي نفسها إلى قطاع كبير رافض لعرض الفكرة من الأساس، وفئة قليلة تتقبل الأمر.

ومايعنيني هنا ليس الانتصار لفئة على الأخرى، فلكل وجهة نظر علينا احترامها، لكن مايخصنا هو كيف واجهت الفئة المعارضة للأمر، وكيف وجهت هجوم شديد لايتحمله بشر، لحارس يدافع عن المنتخب في معترك مهم، وقبل ساعات قليلة من مواجهة الكاميرون في المباراة النهائية، فطرة قلوبنا هزمت عقولنا جميعًا حينما وقف الحضري مدافعًا عن ألوان المنتخب خصوصًا في المباراة الأخيرة أمام بوركينا فاسو، ووقف المؤيد والمعارض خلفه داعيًا له ، حتى وفقه الله في حمل أمالنا جميعًا للمباراة النهائية، وسط احتفالات واغاني تحمل اسمه، حتى اتت لحظة إعلان الحضري أمنتيه في العودة للأهلي لتكون أشبه ب" كرسي في الكلوب" للكثير من الناس التي هاجمته وبشدة.

نعم اخطأ الحضري في توقيت إعلان أمنيته، وليس في مشروعية أمنيته نفسها، فجميعًا نملك أحلامًا جائزة ومستحيلة، فليس بمقدور أحد الحجر على الأحلام ، فالتنفيذ بيد الله وحده، فهل يستحق الحضري كل هذا الهجوم لمجرد إعلان أمنية، أعتقد انه كان بالإمكان إعلان رفض الفكرة دون تجريح أو تاثير على نفسية لاعب تنتظره مهمة كبيرة خلال ساعات.

حقيقة أرى أن عودة الحضري إلى النادي الأهلي مجددًا، ستكون أضرارها أكثر من نفعها، حيث سيخسر قطاع كبير جدًا من جماهير الأهلي تتوحد خلفه وهو في صفوف المنتخب، كما أنها لن تضيف له شيئًا بخاصة أن التاريخ ينتصر دائمًا للارقام التي يحققها اللاعب مع منتخب بلده، دون النظر إلى النادي الذي يلعب له.

رسالتي إلى الحضري، حافظ على ماحققته من إنجازات، حافظ على توحد كل جماهير الكرة المصرية خلفك ولاتفرقهم بيدك، اقتنع أن النادي الأهلي كان محطة جميلة كبيرة في تاريخك، لكنك وصلت إلى محطات أكبر مع المنتخب، نعم سيذكر التاريخ أنك ارتكبت خطئًا في حق ناديك، لكنه لن يغفل أنك لم تنكسر حينما احسست بفداحة هذا الخطأ، وواصلت طريقك إلى أن حققت انجازات سيعجز الكثير عن تحقيقها، أو ربما سننتظر عقود كثيرة حتى نرى ماحققته يتحقق من جديد، أما رسالتي للجميع، حينما ترتكب خطئًا لايغتفر من وجهة نظر كل من حولك، حينما يرفض الجميع اعتذارك عن الخطأ، حينما تجد كل الطرق قد أغلقت أمامك، حينما تسنح الفرصة للشاميتن للتشفي فيك، حينما يظن الجميع انك سقطت من مكانك العالي، حينما تتحقق كل هذه الحالات أو حالة واحدة فقط ، انظر للحضري ستعرف أن لا مستحيل، ستعرف ان الله لايضيع أجر من احسن عملا.

ختامًا، اقحام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في ملف عودة الحضري، سيضع إدارة محمود طاهر بين الكثير من الخيارات أهونهم مرير، فطاهر لايستطيع مخالفة من عينه، ولايتجرأ على مخالفة رغبة القطاع الجماهيري الرافض لعودته، ولايستطيع الاستقالة وإحراج صناع القرار، ولايستطيع أن يتخلى عن كرسي أحد أكبر أندية العالم .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الحضري للأهلي عودة الحضري للأهلي



GMT 21:26 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:32 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

بلد خالد منتصر

GMT 15:33 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"استاد الأهلي" وعد من لا يملك

GMT 19:19 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

أنا الأهلي

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab