صراع على قيادة المناطق المستعادة يعبّد طريق عودة داعش إلى العراق
آخر تحديث GMT14:15:25
 العرب اليوم -

صراع على قيادة المناطق المستعادة يعبّد طريق عودة داعش إلى العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صراع على قيادة المناطق المستعادة يعبّد طريق عودة داعش إلى العراق

أثار الدمار في المناطق العراقية
بغداد - العرب اليوم

تهدّد الأزمات السياسية التي تواجهها المناطق العراقية المستعادة حديثا من تنظيم داعش، النظام الأمني الهش فيها ما يفتح الباب على إمكانية عودة الجماعات المتشددة إليها.

وصيف سنة 2014 استغل التنظيم المتشدّد خلافات حادة بين حكومة بغداد بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وحكومة نينوى المحلية بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي ليحتل الموصل مركز المحافظة الأخيرة.

وبعد نحو عام واحد فقط من ذلك فرض سيطرته شبه التامة على محافظة الأنبار التي غرق ممثلوها السياسيون في صراعات في ما بينهم ومع المالكي طيلة عامين قبل سقوطها.

واليوم لا تزال الخلافات على أشدّها بين من يعتبرون أنفسهم ممثلين لنينوى، والقوى المحسوبة على حكومة بغداد بقيادة الأحزاب الشيعية.

وتجسّد الخلاف في أقصى تجلّياته من خلال مواجهات مسلّحة جدّت بالقسم الشرقي من مدينة الموصل في ساعة متأخرة من مساء الخميس بين مقاتلين شيعة ينتمون للحشد الشعبي الذي تقول الحكومة العراقية إنّه خاضع لإمرتها كجزء من القوات النظامية، وعناصر من حرس نينوى المكوّن من مقاتلين سُنّة بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي، مخلّفة قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

ومثلت اعتصامات 2013 في ستّ محافظات عراقية قمة الغضب السني على حكومة المالكي الثانية، لكنها أثّرت بشكل مباشر على الأداء الأمني، وعرقلت أداء الجيش لمهامه، ما تسبب في تسهيل سيطرة داعش جزئيا أو كليا، على خمس محافظات، هي نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك.

وشاع في الأوساط السنية حينذاك مصطلح “جيش المالكي”، في إشارة الى استخدام رئيس الوزراء السابق القوات المسلحة في قمع معارضيه. وجاءت الاعتصامات ردا على سلسلة قرارات قضائية ضد الممثلين السياسيين للمحافظات السنية تسببت في إبعاد معظمهم عن بغداد.

ومع اقتراب القوات العراقية من استكمال ما بقي من مناطق قليلة في عدد من المحافظات السنّية تحت سيطرة تنظيم داعش، تطل الأزمات السياسية برأسها مجددا في تلك المحافظات ولكن على شكل تنافس داخلي على تمثيلها وقيادة المرحلة الجديدة فيها وما قد تحمله من “غنائم” كبيرة مرتبطة بعملية إعادة الإعمار (المفترضة) التي ستتطلّب عقودا كبيرة بأموال طائلة.

ويعوّل رئيس الوزراء حيدر العبادي على التحسّن الكبير الذي طرأ على سمعة القوات العراقية، ونجاحاتها المستمرة منذ مطلع 2015، لمحو صورة الهرب التي ارتبطت بتلك القوّات منذ انهيارها في نينوى وصلاح الدين أمام ما بدا أنهم بضع مئات من عناصر داعش صيف 2014.

وشهد الأسبوع الجاري تطورات سياسية متسارعة في ثلاث محافظات مستعادة من التنظيم. إذ نجح تحالف محلي في إقالة صهيب الراوي الذي ينتمي إلى الحزب الإسلامي من منصب محافظ الأنبار، في وقت يتحرك فيه أعضاء في مجلس محافظة نينوى لإقالة المحافظ نوفل العاكوب. بينما تعرض محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري للاعتقال والحبس في بغداد بعد اتهامات وجهها له ساسة من محافظته بالفساد.

معلومات استخبارية عن خطط لتنظيم داعش لإعادة التجمع في صحراء الأنبار ومهاجمة المراكز الحضرية مجددا

وتتنافس الأطراف السياسية في الأنبار بشدة على منصب المحافظ، الذي يعد مهمّا للغاية في العام الأخير قبل إجراء الانتخابات المحلية في أبريل 2018.

وتأتي أهمية المنصب حاليا، من الاهتمام الأميركي بالطريق الدولي الذي يربط بين العراق وكل من سوريا والأردن، ويمر عبر الأنبار. ويتواصل الأميركيون مع محافظ الأنبار بشأن عقود تنفيذ العديد من الأعمال المتعلّقة بالطريق.

وتقول مصادر محلية لـ”العرب”، إن “عقد طريق الأنبار الدولي مع شركات أميركية يمتد لخمسة أعوام وسيدر المليارات من الدولارت”.

ويريد منافسو محافظ الأنبار الاستفادة من العوائد المالية المتوقعة لدعم حظوظهم في انتخابات 2018.

ويلقي هذا الوضع السياسي المضطرب داخليا، بظلال من الشك على مستقبل الأمن في هذه المناطق، وسط مخاوف من أن يستغل تنظيم داعش أو تنظيم آخر ينشأ على أنقاضه الفراغ السياسي فيها لإعادة احتلالها مجددا.

وتقول مصادر استخبارية في بغداد إن “التحذيرات التي ترد من صحراء الأنبار مستمرة، بشأن خطط تنظيم داعش لإعادة التجمع ومهاجمة المراكز الحضرية مجددا”.

ومازال التنظيم يحتل الأجزاء الغربية من الأنبار كبرى محافظات العراق وبواباته الحدودية مع سوريا والأردن والسعودية.

وتقول مصادر سياسية في بغداد لـ”العرب”، إنّ الولايات المتحدة تحاول تحصين الأجهزة الأمنية في كل من نينوى وصلاح الدين والأنبار من تأثيرات الانقسامات والصراعات السياسية الداخلية في هذه المحافظات.

وتضيف المصادر أن الجيش الأميركي يشرف تفصيليا على جهازي الشرطة في نينوى والأنبار، على مستوى التدريب والتجهيز. ولكن الاستعدادات الأمنية لن تكون كافية لصد أي هجوم جديد قد ينفذه تنظيم داعش على هذه المناطق.

وتحث منظمات دولية الساسة السنّة على إيجاد حلول لصراعاتهم. ومنتصف الشهر الجاري، بدا أن هؤلاء الساسة يعون حجم المخاطر التي تتهدد مناطقهم المدمرة بفعل حرب لم تنته بعد، عندما نسّقوا جهودهم لعقد مؤتمر في بغداد، يضعون فيه ملامح مرحلة ما بعد داعش.

وبالرغم من أن ضغوطا لأطراف عراقية على صلة بإيران أجبرت منظمي المؤتمر على تأجيل انعقاده حتى إشعار آخر، فإن مصادر سياسية تؤكد استمرار النقاش الداخلي في الأوساط السياسية السنية بشأن ضرورة وضع حد للخلافات الداخلية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع على قيادة المناطق المستعادة يعبّد طريق عودة داعش إلى العراق صراع على قيادة المناطق المستعادة يعبّد طريق عودة داعش إلى العراق



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 13:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
 العرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab