تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط
آخر تحديث GMT11:31:34
 العرب اليوم -

تشير الأدلة إلى أن طوله كان يصل إلى 130 مترًا

تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط

فنار "فاروس" في الإسكندرية
القاهرة ـ العرب اليوم

صُنف كواحد من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهو أول فنار شهده البحر المتوسط، فنار "فاروس" بالإسكندرية في العصر الهلنستي، وفي هذا الصدد أوضح الدكتور محمد إبراهيم عبد العال، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس المصرية، أن فنار "فاروس" بالإسكندرية هو أول فنار ظهر في البحر المتوسط في العصر الهلنستي، وكانت الوظيفة الأساسية للفنارات هي إرشاد السفن وتوجيهها ناحية الموانئ المختلفة، وهي تختلف عن وظيفة الفنارات الحالية حيث كانت تعمل على تنبيه السفن ألا تصطدم بالمناطق الملاحية الخطرة، مثل الصخور المغمورة تحت سطح البحر أو الأرصفة البحرية، وقد تم إنشاء الفنار حوالي عام 280 ق.م.

وأضاف أن الأدلة التاريخية تشير إلى أن طوله كان يصل إلى حوالي 130 مترا، وقد أقيم هذا الفنار عند مدخل الميناء الشرقي، الناحية الغربية لإرشاد السفن القادمة إلى مصر باتجاه الإسكندرية، حيث كانت الموانئ المصرية البحرية مقامة على مصبات أفرع النيل، قبل إنشاء الإسكندرية في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، خاصة الفرع الكانوبي، وهو أكبر فروع النيل القديمة، فكانت السفن تتجه إلى هذه الموانئ مباشرة. ولكن بعد إنشاء الإسكندرية وحتى يستطيع البحارة القادمون تمييز هذا الميناء الجديد والوصول إليه بسهولة، فقد أقيم فنار الإسكندرية بهذا الارتفاع الكبير وتلك الضخامة، حتى تتمكن السفن أن تراه من على مسافة كبيرة بلغ قدرها حوالي 50 كم، وكانت فكرة هذا الفنار بداية لإنشاء عدد من الفنارات الأخرى في البحر المتوسط، مثل ميناء "بورتوس" فى إيطاليا ولاكورونيا فى إسبانيا.

وتابع أن بناء هذا الفنار يرجع إلى حكم بطليموس الأول الذي بدأ العمل فيه، وبوفاته تولى الحكم بطليموس الثاني الذي أكمل بناء الفنار. وكان المهندس المسؤول عن بنائه هو المهندس الإغريقي سوستراتوس. وترجع بعض الآراء اسم الفنار تحريكاً لكلمة "فاروس" وهي الجزيرة التي أنشئ عليها، وهو أول فنار في العالم القديم. وصُنف كواحد من عجائب الدنيا السبع القديمة لعدة أسباب، أولها الارتفاع الضخم الذي وصل إلى حوالي 130م، وهذا البناء بالنسبة للعالم القديم يعتبر مهول الحجم، وكذلك شكل الفنار، فيقال إنه كان مقسما إلى 3 أقسام، قسم مخصص للإدارة والإسطبلات، وقسم كان مخصصا كشرفة، وقسم علوي أسطواني الشكل كان يتم إيقاد النار فيه ليلاً لإرشاد السفن إلى المكان، إضافة إلى وجود مرايا عاكسة للضوء في النهار، وكان يتوج الفنار تمثالا لإله البحرعند اليونانيين.

وأضاف عبدالعال أن هناك الكثير من الروايات حول فنار الإسكندرية، عن طريق مؤرخين ورحالة زاروه من عصور قديمة، أشهرهم المسعودي الذي وصف الفنار وصفاً دقيقاً وقدر ارتفاعه بحوالي 230 ذراعاً، وابن بطوطة الذي زار الفنار وقال عنه: "قصدت المنارة، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لا يمكن دخولها ولا الصعود إليها". وقد تعرضت المنارة لأكثر من زلزال إلا أن الزلزال الذي دمرها تماماً هو الزلزال الشهير الذي تعرضت له مصر عام 1303م الذي أصاب أكثر أبنية مصر بالدمار، وكان من ضمن هذه الأبنية فنار الإسكندرية، وقد تمت بعض المحاولات لإصلاح الفنار بعد هذا الزلزال على يد الأمير ركن الدين بيبرس عام 1304م، وفي نهاية العصر المملوكي الجركسي وتحديداً في عهد السلطان الأشرف قايتباي، الذي زار مدينة الإسكندرية في ذلك الوقت، وأمر أن يبنى مكان الفنار القديم برج جديد وهو ما يعرف الآن بقلعة السلطان قايتباي.

وتم ترميم الفنار في عهد أحمد بن طولون عام 880م وفي عام 980م، وعام 1100م سقط الشكل الثماني بسبب حدوث هزة أرضية، وأصبح الطابق السفلي المربع فقط كمجرد برج للمراقبة، وشُيد مسجد صغير فوقه، إلى أن جاء زلزال عام 1303م فدمر الفنار نهائياً واستمرت على هذا الحال إلى أن تحولت إلى قلعة قايتباي عام 1480م ويقال إن هناك أحجارا كثيرة من الفنار القديم استخدمت في بناء قلعة قايتباي. وأحدث ما تم من الاكتشافات الأثرية الحديثة في علم الآثار الغارقة، أنه قامت مجموعة من البعثات الأثرية التي تكشف الآثار الغارقة في الميناء القديم والميناء الشرقي وحول قلعة قايتباي، وقد تم الكشف عن أجزاء كبيرة جداً من الفنار القديم وتمت دراسات أثرية تخيلية ساهمت في إعادة تصور شكل الفنار القديم والتماثيل التي كان تتقدم أبوابه، وكذلك الأحجار التي استخدمت في بنائه، وهي من أهم الاكتشافات التي تمت في العصر الحديث.

قد يهمك ايضـــًا :

فخار مدينة الإسكندرية وحفائرها الحديثة في ندوة في مكتبة الإسكندرية

فخار مدينة الإسكندرية موضوع محاضرة في مكتبتها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط تعرف على قصة فنار الإسكندرية الأقدم في البحر المتوسط



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:21 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يكشف قيمة المساعدات الخارجية المقدمة لكييف
 العرب اليوم - ترامب يكشف قيمة المساعدات الخارجية المقدمة لكييف

GMT 04:08 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

13 قتيلاً في قصف إسرائيلي على وسط وشمال قطاع غزة
 العرب اليوم - 13 قتيلاً في قصف إسرائيلي على وسط وشمال قطاع غزة

GMT 08:51 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أكرم حسني يشارك في سباق رمضان 2025
 العرب اليوم - أكرم حسني يشارك في سباق رمضان 2025

GMT 03:06 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس توضح موقفها من عقد لقاء مع بوتين بشأن أوكرانيا
 العرب اليوم - كامالا هاريس توضح موقفها من عقد لقاء مع بوتين بشأن أوكرانيا

GMT 20:33 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير روبوت قادر على الرسم بأسلوب الفنان التشكيلي
 العرب اليوم - تطوير روبوت قادر على الرسم بأسلوب الفنان التشكيلي

GMT 20:44 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نحن وانتظارنا الطويل... الطويل جداً!

GMT 11:11 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نووي إيران... الحقيقي

GMT 23:59 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تجدد هجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت

GMT 16:22 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

غارة تدمر مسجدا في بلدة يارون جنوبي لبنان

GMT 21:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 21:26 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير ويليام يكشف سبب غيابه عن الأولمبياد 2024

GMT 00:31 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روح أكتوبر!

GMT 01:26 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

GMT 19:06 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق تنانير الكشاكش القصيرة لخريف وشتاء 2024

GMT 21:32 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 20:14 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش اللبناني يحذّر من حملة تجسس إسرائيلية

GMT 18:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ياسر جلال وياسمين رئيس بوجوه متعددة في رمضان 2025

GMT 14:17 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش السوداني يحقق انتصاراً في جبل موية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab