مهندسة مصرية تبتعد عن التقليدية وتروِّج لجماليات الأبنية الأثرية بـمجسّمات مصغّرة
آخر تحديث GMT23:02:06
 العرب اليوم -

"السكاكيني" ومسجد السلطان حسن في القاهرة أبرزها

مهندسة مصرية تبتعد عن التقليدية وتروِّج لجماليات الأبنية الأثرية بـ"مجسّمات مصغّرة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مهندسة مصرية تبتعد عن التقليدية وتروِّج لجماليات الأبنية الأثرية بـ"مجسّمات مصغّرة"

«السكاكيني» ومسجد السلطان حسن في القاهرة أبرزها
القاهرة _ العرب اليوم

يجتذب قصر السكاكيني، تلك التحفة الفريدة في قلب القاهرة التي تجسد حالة من الإبداع على مستوى التصميم المعماري، عشرات المصورين والتشكيليين والمعماريين من كافة الجنسيات، لرصد جمالياته، وتوثيق إبداع العمارة.المصرية وئام عصام، انتهجت خطاً مغايراً لإبراز بهاء القصر، بعيداً عن تقليدية عدسة الكاميرا والفرشاة والألوان؛ حيث اختارت التوغل في تفاصيله المعمارية، عبر صنع مجسم مصغر من القصر (ماكيت)، لتظهر به عمارته المشيدة على الطراز الإيطالي، ولتلبي به هوايتها المفضلة في تصميم النماذج والمجسمات المصغرة.

تتخصص وئام في صناعة المجسمات الأثرية، وأبرزها القصور والمباني التاريخية والمساجد القديمة، لتنفرد بهذا الاتجاه الذي يحاكي التاريخ، من بين أصحاب هذه الهواية متعددي الأفكار والاتجاهات.

بحكم دراستها للهندسة المعمارية، تعرفت الفتاة العشرينية على مجال الماكيتات، كما أفادتها في تحليل أي مبنى والتعرف على مقاساته، وهو ما توافق مع هوايتها القديمة التي تحكي عنها: «منذ الصغر كان يستهويني تركيب الأشكال، مثل القص واللصق، والميكانو، والبازل، وكذلك المكعبات التي أركِّبها لتماثل المنازل بأشكال مختلفة، بالإضافة إلى مجسمات بالكرتون والورق بأحجام متباينة».

بدأت وئام في صناعة الماكيتات الخاصة بها مع سنوات دراستها في كلية الهندسة بجامعة حلوان، والتقدم بها في معارض طلابية. وقبل 3 سنوات كان أول ماكيت أثري لها بتنفيذ كاتدرائية بيزا بإيطاليا، بمشاركة زميلتها بالكلية هبة طاهر، والذي ترجم تأثرهما بمادة تاريخ العمارة القبطية، وهو ما دفعهما لتنفيذ ماكيت للكاتدرائية ذات الطراز الروماني البيزنطي.

تقول: «منذ ذلك الوقت اكتشفت ميلي للماكيتات الأثرية، وبدأ شغفي بالتفاصيل والأبنية القديمة، لأتشجع بعد ذلك على تنفيذ ماكيت لمسجد السلطان حسن الذي يعكس روعة العمارة الإسلامية، ثم كان التفكير في ماكيت لقصر السكاكيني الشهير، بما يضمه من نقوش وزخارف تعود إلى العصور اليونانية والرومانية والقبطية، وشجعتني زميلتي على تنفيذه والدخول به في المعرض الفني (artour2) بمؤسسة الأهرام، وهو ما تم فعلياً؛ حيث كان مقاسه متراً في متر، وارتفاعه 74 سنتيمتراً، ليجذب أنظار رواد المعرض، ويحصد المركز الأول للإبداع، كما جاءني اتصال من أحد مسؤولي القصر يطلب فيه صوراً للماكيت لعرضها في القصر حين افتتاحه».

«هذه الخطوة كانت هي التي حولت مسار الهواية إلى الاحتراف»، لذا بدأت المهندسة العشرينية التوسع في أعمالها، وتطوير نفسها بمشاهدة الأعمال التي تنفذ بالخارج في المجال نفسه، مع تجريب أفكار متطورة في هذا المجال، يقتصر وجودها على دول معينة، مثل اليابان، كما ابتكرت أفكاراً جديدة لماكيتات تصلح كديكور منزلي ولوحات مجسمة، وتحويل عديد من القصور والمباني الأثرية التي تحبها لماكيتات، مثل مبنى الكولوسيوم بروما، والبازيليكا التي تجسد العمارة المسيحية.

وتهتم وئام دائماً بالتفاصيل في أي مبنى وكيفية تنفيذها، وترى أنها سر الجمال، فكلما تنوعت زادت قيمة المبنى، وجعلت له قيمة جمالية خاصة، كما أنها تعرفنا العصر الذي بني فيه المبنى، فلكل عصر تفاصيله التي تميزه عن غيره.

وتلجأ فنانة المجسمات لتنفيذ أعمالها بأحجام كبيرة، لإظهار أكبر قدر من التفاصيل، كما أنها لا تهمل الأجزاء المتحركة في المبنى، كالأبواب والنوافذ؛ حيث نرى أجزاءً ومفاصل ميكانيكية، كما تنفذ بعض الأجزاء الداخلية في هذه المباني. ولتحقيق ذلك تستخدم خامات متنوعة، منها الفوم المضغوط، وخشب البلص، والكارتون، والورق المقوى، والبلاستيك، وعجينة السيراميك، والصلصال، والطين الأسواني، كما توظِّف مواد جديدة، مثل ثقاب الكبريت، والأكياس، والنحاس، وعجينة الورق، وذلك لسهولة تقطيعها وتشكيلها، وعمل أصغر التفاصيل بها.

ردود فعل إيجابية دائماً ما تصل لـوئام تجاه مجسماتها، سواء ممن يرونها خلال المعارض الفنية التي تشترك بها، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تنشر أعمالها في المجموعات الفنية والمتخصصة في المجسمات، كما تتواصل مع الفنانين العاملين في المجال نفسه من داخل مصر وخارجها الذين يدعمونها بآرائهم.

تحلم صانعة المجسمات الشابة بمستقبل كبير في هذا المجال، تفصح عنه بقولها: «أحلم بعمل اسم كبير، وأن أكون الأولى في هذا المجال في مصر والوطن العربي، وأن أمثل بلدي في الخارج؛ حيث أتمنى عمل ماكيت لكل المباني الأثرية في مصر، والمشاركة بها في معارض عالمية، ليرى الناس مصر بشكل مبسط، وهو ما يصب في صالح السياحة المصرية. كما أتمنى افتتاح (غاليري) خاص بي أقدم من خلاله ورشات لتعليم فن صناعة المجسمات».

تنصح وئام المتطلعين لعمل مجسمات تحاكي الواقع، بالتحلي بالصبر، وفهم ودراسة تفاصيل المبنى المراد صنعه وتحويله لرسومات بمقاسات محددة، وتدريب أنفسهم على الرسم وإتقان المقاسات والأحجام، لعمل مجسم منطقي وحقيقي يشبه الواقع.

قد يهمك ايضا:

استكشف أجمل المناطق الطبيعية وتجول في أشهر المتاحف في منزلك

المتاحف الأميركية تبدأ تخزين ذكريات وباء "كورونا"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهندسة مصرية تبتعد عن التقليدية وتروِّج لجماليات الأبنية الأثرية بـمجسّمات مصغّرة مهندسة مصرية تبتعد عن التقليدية وتروِّج لجماليات الأبنية الأثرية بـمجسّمات مصغّرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab