عرض رائعة جديدة للنحّات المصري محمود مختار للمرة الأولى
آخر تحديث GMT01:08:38
 العرب اليوم -

تمثال "التسوّل" كان هدية لأستاذه الفرنسي في عام 1930

عرض رائعة جديدة للنحّات المصري محمود مختار للمرة الأولى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عرض رائعة جديدة للنحّات المصري محمود مختار للمرة الأولى

تمثال "التسوُّل" للنحات المصري محمود مختار
القاهرة - العرب اليوم

تعتبر أعمال النحات المصري محمود مختار حالة خاصة من الإبداع، فهي تختصر الكلمات في البرونز والحجر، وتتحدث ببلاغة صامتة تصل لوجدان المتلقي متدفقة كمياه النيل، فلا عجب أن المثّال قد أُغرِم بالريف المصري وبالنيل والفلاحات والفلاحين، أما البديع في تصويره لشخصياته هو الإباء والشموخ الذي تبدو عليه، وتنعكس عبر ملامح شخوصه رؤيته للشخصية المصرية الأصيلة.

الكثير كُتِب عن محمود مختار في زمنه وبعده، ولكن لا شيء يعادل رؤية أحد تماثيله في الواقع، وهو ما تعد دار "سوذبيز" عملاءها به في مزادها المقبل لفنون القرن العشرين في شهر أبريل (نيسان)، حيث تعرض للبيع تمثال "التسوُّل" لمختار، وهو إحدى نسختين معروفتين؛ إحداهما في متحف مختار في القاهرة، حسبما يقول أشكان باغستاني المختص بالدار في قسم الفن العربي والإيراني والمسؤول عن المزاد.

يتحدث باغستاني بحماسة حول التمثال الذي أهداه مختار لأستاذه الفرنسي جول فيلكس كوتان في عام 1930، وظلّ في ملكية خاصة منذ ذلك الوقت. ويشرح سبب حماسه بالقول إن تمثال "التسوُّل" مختلف عن نماذج أخرى من أعمال مختار ظهرت في السوق الفنية، ودارت في معظمها حول شخصية الفلاحة المصرية، فيقول "من هذا المنطلق يمكننا أن نرى أن التمثال نادر من نوعه؛ فهو يصوِّر شخصيات رجالية، كما أنه يحمل قدرًا من اللمحة الكلاسيكية في النحت، ونرى في التعبير المنبعث من الشخوص الثلاثة هنا نوعًا من الوقار".

النقطة الأخرى التي يركز عليها الخبير هي منشأ التمثال وتاريخ ملكيته، إذ إن التمثال ظل بحوزة مالكه لم يظهر في السوق الفنية من قبل.

وحسب المعلومات المتوافرة عن التمثال، نعرف أن مختار نفَّذه في الفترة ما بين 1929 و1930 ويظهر فيه تأثر مختار بأعمال الفنان العالمي أوغست رودان، لا سيما عمل بعنوان "الظلال الثلاثة"، ولكن كما هو معهود، فإن ذلك التأثير يخلطه مختار مع عناصر من التراث المصري، فتظهر شخصيات المتسولين الثلاثة وكأنها خرجت من قلب المشهد الاجتماعي مباشرة، وهي الشخصيات التي تتنوع في أعمارها تعكس نوعًا من التضامن والمساندة، فهنا يد تمتد لتستند على كتف الآخر، وهناك رأس ينحني ليستند على كتف الآخر، ويبدو ذلك أيضًا في التواصل بين أكثر من جيل يمثلهم العمل.

يعلق باغستاني على أسلوب مختار في التعبير "هناك دعوة للناظر لاستكشاف الأفكار التي تكمن خلف الأشكال الرمزية، ويمكننا أن نرى في الحقيقة أن الفنان أهدى هذا العمل لأستاذه، إشارة لانتقال العلم، وأهمية الاستناد إلى الآخرين، بحثًا عن الإرشاد والدعم".

اقرأ أيضا:معرض تشكيلي عن الساري الهندي في مركز محمود مختار

يمثل العمل ثلاثة رجال يحملون السمات المصرية الأصيلة، ويرتدون الزي الفلاحي المكون من الجلابية والعمة. هناك الشاب في الوسط بملامحه القوية الشامخة من الوجنتين البارزتين إلى الفكّ والعنق. إلى يساره رجل مسنّ يرتكن إلى الشاب، ويضع رأسه على كتفه، ويعقد يده في ذراع الشاب. الشخص الثالث يحمل عصا، ويبدو أنه القائد الذي يتبعه الرجلان، ويلاحظ أيضًا من التمثال أنه غير مصقول على طريقة تماثيل مختار الأخرى التي رأيناها في مزادات سابقة، بل على العكس يبدو السطح البرونزي مجعدًا، ما يبعث في الذهن أسلوب المثَّال رودان.

ولعل أبلغ تعبير عن جماليات وخصائص أعمال مختار هو ما صاغه الناقد المصري صبحي الشاروني حيث قال "في تماثيله للوجوه صدق لا يقف عند حد الملامح الخارجية، وإنما ينفذ إلى الأعماق، وتعبيرات تماثيله لا تتركز في وجوهها فقط، وإنما يتردد التعبير الذي يقصده في التمثال جميعه... فينبض بالرشاقة والحركة بفضل عنايته بالدقائق والتفاصيل... وهو يضفي على أعماله تعبيره الشخصي المميز الذي يتسم بالذكاء والحساسية والذوق الرفيع".

العمل قدَّرت له الدار سعرًا يتراوح بين 80 ألفًا و120 ألف جنيه إسترليني، وسيُعرض ضمن مزاد "فنون القرن العشرين والشرق الأوسط"، يوم 30 نيسان في لندن.

قد يهمك أيضا:ندوة عن "جماليات الصورة" بعد غد بمركز محمود مختار الثقافي

نشاط متميز لورش المسرح المتحفي للفنون التشكيلية المصرية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عرض رائعة جديدة للنحّات المصري محمود مختار للمرة الأولى عرض رائعة جديدة للنحّات المصري محمود مختار للمرة الأولى



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab