نيويورك - أ.ش.أ
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأحد، تقريرًا يرصد مشاهد الحزن والأسى والفوضى في مستشفيات قطاع غزه.
واستهلت الصحيفة تقريرها بوصف مشهد سيارة الاسعاف في المستشفى الرئيسي في شمال قطاع غزه "كمال عدوان"، حيث أطلقت سيارة الأسعاف صفارات الانذار لنقل رجل إلى مستشفى أفضل تجهيزا، وفي طريقها تستوقفها العديد من النساء، وواحدة منهم تشبثت بالسيارة في محاولة لفتح بابها الجانبي، إلى أن أصابها الإغماء من جراء شعورها بأن سيارة الاسعاف سترحل.
وقالت "نيويورك تايمز"، بالنسبة للمرأة التي تعلقت بسيارة الإسعاف، كان بداخل السيارة أخوها باسل حموده الذي أصيب عندما انفجرت قذيفة في التقاطع الرئيسي وقتما كان يهرع لمساعدة المصابين فالانفجار الذي الذي أودى بحياة ثلاثة من أقاربه من بينهم طفلان، وصرخت المرأه عند تعلقها بالسيارة "أريد أن أراه، أريد أن أراه!".
وتابعت بالقول، في كل مكان، في فترة ما بعد الظهيرة في وقت مبكر من أمس السبت، بات الجرحى يتدفقون إلى المستشفى، والمسعفين يجرون رجلا مغطا بالشظايا، يضغطون بجهاز تنفس صناعي على وجهه، ويشتبك ستة من رجال الشرطة عند باب غرفة الطوارئ مع الأقارب المذعورين في محاولة لإقتحام المكان.
وفي اليوم الثالث من العملية البرية الإسرائيلية في غزة، تكررت مشاهد الفوضى على نحو مماثل في المستشفيات عبر الشريط الحدودي، حيث نضبت بالفعل الإمدادات الطبية واستنفد العاملين بعد 12 يوما من القصف الجوي المكثف الثقيل قبل المعارك البرية، ويكافحون من أجل التأقلم مع الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 333 فلسطينيا بالفعل وجرح أكثر من 2،400، ويبدو أن الصراع الحالي بين حماس وإسرائيل بات أكثر كثافة من الصراع المماثل في عام 2012، والذي استمر ثمانية أيام، وأسفر عن مقتل 133 فلسطينيا.
ونوهت الصحيفة بأن المستشفيات في غزة كانت تعاني بالفعل من نقص الإمدادات الطبية، حتى في الأيام العادية، وكلما زادت وتوسعت عملية الاجتياح، إزدادت أعداد المرضى والمصابين بشكل ملحوظ، وأيضا نما الإحباط عند الأطباء ، فعلى سبيل المثال، مستشفى كمال عدوان، لديها سريرين فقط مع أجهزة تنفس ومعدات الرصد، وبالتالي فإن الجروح الخطيرة عليها الذهاب إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل فتحت معبر ايريز في غزة أمس السبت للسماح بتسلم خمسة أطنان من الإمدادات الطبية، ولكن مع عدم وجود تأكيد إلى متى ستستمر الحرب، ينتاب مديري المستشفيات القلق من نفاد الامدادات، وامتلئت جميع الأسرة، والأكباء يرسلون المرضى المصابين بشكل معتدل من أجل إفساح المجال لمزيد من ذوي الجراح الخطيرة.
وقال الدكتور سعيد صلاح، مدير الطوارئ الصحية في شمال قطاع غزة، أنه بحلول ظهر اليوم، تتلقى ثلاثة مستشفيات هناك تلقى 40 مريضا كل أربع ساعات. وهناك عدد مماثل على مدار الـ 24 ساعة قبل الغزو البري- خلال الأيام ال 10 الأولى من الحملة الجوية الإسرائيلية-، التي بدأت في 8 يونيو بدواعي وقف وانهاء اطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة.
وأضاف صلاح "الكثيرة من الإصابات خطيرة، وستزيد من عدد القتلى"،ونوه بأن مستشفى في بيت حانون، في الركن الشمالي الشرقي من قطاع غزة، حيث الاجتياح البري الثقيلة، يتلقى المزيد من الجثث مقطوعة الرأس، عازيا الوفيات إلى شظايا من دبابات وقصف مدفعي.
ورصدت حادثة منزل عائلة أبو جراد بالقرب من بيت حانون حيث قتل ثمانية من أفراد الأسرة، بما فيهم الآبوين وطفليهم الوحيدين، وفقا لقول هنود أبو جراد، البالغ من العمر 28 عاما، أحد الأقارب الذي شهد الإنفجار.
وأختتمت الصحيفة بالقول إن جهود سكان غزة تنحصر في الفرار من وابل الصورايخ، الذي أدى إلى مشاهد الفوضى في الشوارع مثل تلك المشاهد في المستشفيات، والعثور على أي مكان في منطقة آمنة للإختباء أو للعلاج.
أرسل تعليقك