المنامة - بنا
مع قدوم شهر رمضان المعظم، تكثر التساؤلات حول أفضل العادات الغذائية والصحية التي ينبغي للفرد اتباعها خلال أيام وليالي رمضان لضمان عدم الإرهاق وعدم الإحساس بالضعف أو الوهن من ناحية ولتجنب الوقوع في وعكات صحية، خاصة بالنسبة لذوي الأمراض وكبار السن والسيدات الحوامل من ناحية ثانية، ولتفادي حدوث زيادة في الوزن تنتج في العادة من بعض الممارسات الناتجة عن معدلات الاستهلاك المتزايدة للأغذية والحلويات وتغير مواعيد ونظام التغذية والحياة برمته خلال أيام الشهر.وفي هذا الشأن أسدى استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الكندي التخصصي الدكتور عبد الرحمن البطة نصائح طبية مهمة بمناسبة اقتراب قدوم شهر رمضان الفضيل، مؤكداً أن الصيام يعد منهاجاً صحياً يضفي على الصائمين الأصحاء المزيد من الصحة والحيوية، موضحاً أن من أهم النصائح التي يجب أن يضعها الصائم في اعتباره بدء الإفطار بكوب من الماء، وقليل من التمر، وحساء دافئ تمهيداً لإستقبال المعدة لوجبة الإفطار، يعقبه إستراحة تتراوح بين النصف ساعة والساعة، يصلي فيها الصائم ويأخذ قسطاً من الراحة، ثم يبدأ بتناول وجبة الفطور، حيث أن المعدة في هذا الوقت تكون على إستعداد لإستقبال وجبة الفطور كاملة.ويؤكد الدكتور عبد الرحمن في تصريح خاص" لوكالة أنباء البحرين" "بنا" أنه في حالة تناول وجبة الإفطار كاملة بعد إنطلاق مدفع الإفطار مباشرة، وعقب الصيام لساعات طويلة، ودون أن يسبقها تمهيداً تصاب المعدة بالإمتلاء الشديد، مما يصيب المرء بالخمول والكسل، ويشعر بالرغبة في الراحة والنوم، وقد يؤثر هذا الامتلاء على عملية التنفس، ويعسر من عملية الهضم. كما ينصح الصائمين بضرورة احتواء مائدة الإفطار على الخضروات والأرز وقطعة من اللحم أو الدجاج لتصبح الوجبة متكاملة ، وبالاهتمام بشرب الماء وبعض أنواع العصائر في الفترة التي بين وجبتي الإفطار والسحور، مؤكداً أن الصائمين اعتادوا خلال هذه الفترة تناول الكثير من الحلويات، مما يؤدي إلى زيادة الوزن على خلاف ما هو متوقع في هذا الشهر الكريم من انخفاض الوزن نتيجة للصيام.ويؤكد الدكتور عبد الرحمن أن الصائم عليه تأخير السحور، بما يتفق مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على أن تحتوي وجبة السحور على الخضروات التي تحمل نسبة كبيرة من الماء مثل الخس والخيار، موضحاً أن الجسم يشعر بحاجته إلى الماء في نهار رمضان نظراً لساعات الصيام الطويلة، ولذلك فعلى الصائمين تعويض الجسم بالماء عند الفطور والسحور.كما يؤكد أن صيام مريض السكري يعتمد على النوع المصاب به ،مشيراً إلى أن هناك أنواعا مختلفة من المرض ، منها النوع الأول والثاني والبسيط والشديد، وهل المريض يتناول الحبوب أم يحقن بالأنسولين، وهل يعاني من مضاعفات مرض السكري، مثل مشكلات في الكلى أو الأعصاب، موضحاً أن الحالة الصحية لمريض السكري هي التي تحدد قدرته على الصيام.ويوضح أن مريض السكري الذي يعتمد على الحبوب ولا يشكو من مضاعفات المرض يستطيع الصوم، مع ضرورة تناول العلاج في وجبتي الفطور والسحور، مؤكداً أن هناك قاعدة عامة ينصح بها الأطباء مرضى السكري، وهي ضرورة إفطار الصائم فور شعوره بأعراض انخفاض السكر، ويستطيع تنظيم جرعات الأنسولين مع الطبيب المختص قبل البدء في الصيام، موضحاً أن جميع مرضى السكري يعرفون أعراض انخفاض السكر في الدم، كما ينصح مريض السكري الذي يعاني بمشكلة في الكلى او القلب بعدم الصيام. وعن صيام مريض ضغط الدم لشهر رمضان، يؤكد الدكتور عبدالرحمن أن مريض الضغط يستفيد كثيرا من الصيام، حيث أن الصيام يعني خلو المعدة من الطعام وهذا بدوره يؤدي إلى نقص الأملاح، وجودة الدورة الدموية، مما يساعد على إنخفاض ضغط الدم، كما أن مريض الضغط يستطيع تناول العلاج مع وجبتي الفطور والسحور دون تغيير الجرعات، مشيراً إلى أن الأطباء ينصحون عادة مرضى الضغط بتغيير نمط حياتهم، وتناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة لينخفض الضغط، والصيام يعد تغيراً في نمط الحياة، وكما يستفيد مريض الضغط من الصيام، يستفيد أيضا مريض القولون العصبي من الصيام، حيث يؤكد البطة أن الصيام يريح المريض من أعراض القولون العصبي من انتفاخ وتقلصات لا إرادية والآم، مع الأخذ في الإعتبار الأسس الصحيحة في الإفطار من تمهيد للمعدة حتى لا تحدث مضاعفات في أعراض القولون العصبي.
أرسل تعليقك