القاهرة ـ أ.ش.أ
تلعب التغذية الصحية السليمة دورا هاما في تناغم أعضاء الجسم، وعلى الرغم من أن معظم الأطعمة تحتوي على عناصر غذائية متنوعة إلا أننا في الوقت ذاته لا نجد غذاء واحدا يمكنه أن يحتوي على كافة العناصر الغذائية.
وتتجلى أهمية اختيار أنواع الغذاء بعناية في حالة المرضى، حيث يساهم الاختيار العشوائي للمجموعات الغذائية في تفاقم العديد من الحالات المرضية سواء الحادة أو المزمنة، ومن ثم فيجب على المريض استشارة الطبيب واختصاصي التغذية لمعرفة البرنامج الغذائي المناسب لحالته.
وفي رمضان يساهم الصيام في تنقية الجسم من مخلفات التمثيل الغذائي وإراحة أعضاء الجسم من العناء والجهد والإثقال عليها بالغذاء طوال العام.
ويرى خبراء الصحة العامة أن قواعد التغذية السليمة تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على الصحة والجمال، مما يساهم في تخفيف حدة الحالات المرضية وفي هذا السياق، أكد السيد غازي درادكة — رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور التابع لمؤسسة حمد الطبية، أن هناك فئات من المرضى يجب الاهتمام جيداً بتغذيتهم خلال شهر رمضان المبارك، وفقاً لتعليمات الطبيب واختصاصي التغذية.
ونوه بأن مرضى القلب ومرضى غسل الكلى على رأس هؤلاء المرضى الذين يجب الاهتمام بمسألة التغذية لديهم، في حالة سماح الطبيب لهم بالصيام.
وأوضح رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور بأن التزام مرضى غسيل الكلى بالقواعد الغذائية السليمة تمكنهم من الحفاظ على صحة جيدة والصيام بسهولة ويسر.
وحول القواعد الغذائية المثالية لمرضى غسل الكلى حتى يتمتعوا بصحة جيدة اثناء شهر رمضان المبارك بيّن أن تناول الكمية الكافية من البروتينات يومياً على وجبتي الفطور والسحور حسب ما يوصف لهم اختصاصي التغذية، من الأمور الضرورية للمرضى.
السوائل والبوتاسيوم
ولفت رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور إلى أهمية الالتزام بالقواعد الاساسية لتغذيتهم وتناول السوائل بالكميات المسموح بها فقط وهي ما يعادل لتر إلى لتر ونصف فقط يومياً وذلك لمنع حدوث الجفاف وعدم تجمع السوائل في اجسامهم والحرص على ألا يكون الغذاء مالحاً وذلك لمنع ارتفاع ضغط الدم وعدم الشعور بالعطش أثناء الصيام.
ونوه السيد غازي درادكة بضرورة تجنب الاغذية الغنية بالبوتاسيوم مثل التمر والرطب والموز والبرتقال والمانجو والطماطم والبطاطس والباميا وغيرها وخاصة ان هذه المصادر يكثر تناولها في شهر رمضان.
وأشار رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور إلى أهمية تجنب المشروبات والعصائر الغنية بالبوتاسيوم مثل: قمر الدين وعصير البرتقال وعصير المانجو وغيرها، موضحا الحرص على تناول الاطباق غير الدسمة ويجب اعداد الطعام بطريقة صحية مثل السلق والشوي عوضاً عن القلي.
ودعا السيد غازي درادكة إلى الاعتدال في تناول الحلويات الغنية بالمكسرات مثل: القطايف وان لا تكون بشكل يومي، مبينا أهمية الحرص على تناول مصادر الكالسيوم بالكمية المطلوبة بشكل يومي للحفاظ على صحه العظام وسلامتها.
تغذية مرضى القلب
وفيما يخص مرضى القلب، قدم رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور التابع لمؤسسة حمد الطبية العديد من التوصيات المفيدة لهم، مضيفا "على مريض القلب الانتباه الشديد لكمية الملح في الطعام حيث ان الغذاء المالح يعتبر خطراً رئيسياً لانه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ويزيد الشعور بالعطش الذي بدوره يرفع ضغط الدم واحتباس الماء يؤثر على صحه القلب".
وطالب السيد غازي درادكة مريض القلب بتوخي الحذر من استهلاك الغذاء الدسم لما فيه من خطر على صحة الشرايين التي يترسب فيها الكوليسترول منخفض الكثافة الضار مما يؤدي إلى تضييقها أو انسدادها وحدوث الجلطات باختلاف انواعها.
ونبه رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور مريض القلب إلى تحري الغذاء المناسب لصحة القلب وضمه إلى قائمة التغذية التي يلتزم بها المريض، مضيفا في السياق ذاته "فعلى سبيل المثال يمكن تناول الاسماك عوضاً عن اللحوم الحمراء وذلك لعدم احتواء الاسماك على الدهون الضارة بل انها تحتوي على الدهون المفيدة المسماة الاوميغا 3 والهامة لصحة القلب والشرايين".
ونصح السيد غازي درادكة مريض القلب باستعمال الزيوت النباتية الجيدة مثل زيت الزيتون بدلاً من الدهون الاخرى وذلك لاحتوائها على ما يسمى الأوميغا والمفيدة للشرايين، مطالبا اياه بالحرص على تناول الخضراوات والفاكهة بشكل يومي سواء كانت طازجة او مطبوخة وذلك لاحتوائها على العديد من الفيتامينات والاملاح المفيدة للجسم فضلاً عن احتوائها على كمية عالية من الالياف الغذائية ولذلك ينصح مريض القلب بتناول الخبز الاسمر بدلاً من الخبز الابيض.
ممارسة الرياضة
وحذر رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور التابع لمؤسسة حمد الطبية مرضى القلب من تناول الحلويات العربية الدسمة مثل: القطايف والكنافة والغريبة وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر والدهون، مبينا دور ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي يومياً قبل موعد الافطار بساعة تقريباً وذلك لتنشيط الدورة الدموية ومساعدته للحفاظ على وزن طبيعي.
وأوضح غازي درادكة أن الصوم يهدف إلى التخفيف على المعدة وإراحتها وإعطاء القناة الهضمية راحة للتجديد وتنقية البدن من رواسب الطعام والتخلص من مخلفات التمثيل الغذائي، وهذا ما يتوافق مع قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن ادم وعاء شر من بطنه"، فالمسرف في تناول الطعام عموما يصاب بالسمنة وأمراض القناة الهضمية ومضاعفات السمنة المرضية".
ولفت رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور التابع لمؤسسة حمد الطبية إلى أن تناول الطعام ببطء والمضغ جيدا يمثلان حجر الزاوية للغذاء الصحي، مبينا أن تناول الصائم طعامه ببطء ومضغه جيداً حتى لا يربك المعدة باستقبال الطعام دفعة واحدة وغير مهضوم ميكانيكيا وبالتالي يصعب على المعدة هضم الطعام كيميائيا بالعصارات المعوية مما يؤدي إلى شعور الصائم بالتخمة والتعب والإرهاق والمعاناة.
وأكد السيد غازي درادكة على ضرورة اتباع أسلوب صحي في التغذية خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لتزويد الجسم بالاحتياجات الغذائية من خلال تناول وجبات متعددة وصغيرة الحجم والتباعد الزمني بينها خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور.
وأوضح رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور أن هذا النظام يتوافق مع وظائف الشهية والهضم وحسن الانتفاع من الطعام المتناول، ويفضل البدء بالبادئات كالتمر والعصائر والحساء الشوربة وذلك لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام فتنشط وظائفها الهضمية سواء كانت حركية أو إفرازية ومن ثم تتقي أعراض سوء الهضم.
واستطرد رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى الخور قائلا: "وبهذا يستطيع الجسم الارتواء السريع بحاجته من الماء والسكر والأملاح وهي أكثر المغذيات التي يتأثر بها الجسم بسبب الصيام فيستعيد الإنسان حيويته سريعا وبالإضافة إلى ذلك فإن الصائم يتخلص من حالة الجوع الشديد الناتجة من الصيام ويتحقق مستوى من الشبع الجزئي ويساعد الإنسان على السيطرة على نفسه في اختيار ما يناسبه من طعام، لذا فإن هذا الأسلوب يعمل على تصحيح وظائف الشهية والمحافظة على أدائها الطبيعي".
أكد السيد غازي درادكه، أن الصوم هو طهارة للنفس والبدن، فبالصوم تسمو الأخلاق وترق الطباع ويلين القلب، وكذلك التي تعصر البطن وتسبب الصداع لانخفاض مستوى جلوكوز الدم وهذا الجوع ليس مستمرا طوال اليوم وإنما في مواقيت معدودة حددها خالق الإنسان العالم بطاقاته وقدراته بهدف تدريبه على معاني الصبر.
وتابع قائلا: "كما للصوم آداب أخلاقية فإن له أيضا الآداب الخاصة بالتغذية التي تتجلى خلال الإفطار.. فالتعجيل بالفطور سنة حض عليها ديننا الحنيف، والحكمة من ذلك هي للحد من فرص انخفاض السكر بالدم".
أرسل تعليقك