الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
توعدت وزارة الصحة ممارسات طب التجميل بطريقة غير شرعية بالملاحقة والمعاقبة بعد شهر رمضان المبارك، فيما كشف رصد ميداني، قامت به الوزارة، أنَّ الوافدات الممارسات لهذه المهنة يحصلن على "البوتكس"، و"الفيلر"، من طريق التهريب.
واتضح أنَّ عدداً من الوافدات ينفّذن عمليات تجميلية بطريقة غير نظامية، على طريقة التوصيل للمنازل، حيث كشفت الجولات عن عدم تمتعهن بالخبرة الكافية، إضافة إلى عدم امتلاكهن التراخيص النظامية لممارسة مهنة طب التجميل.
من جهته، أكّد استشاري جراحة التجميل والجراحة المجهرية الدكتور مأمون داغستاني أنَّ "عمليات حقن (البوتوكس) و(الفيلر) من غير المتخصصين، سواء في صالونات التجميل النسائية، أو في محال (السبا) يعتبر أمراً غير مشروع وغير قانوني، إذ أنَّ الأنظمة الصحية في السعودية تمنع مثل هذه الممارسات".
وأشار الدكتور داغستاني إلى أنَّ "شركات (البوتوكس) المعروفة لا تبيع منتجاتها بطريقة عشوائية لأي شخص، ولا يمكن لأي شخص شراء أو استيراد هذه المنتجات، إلا في حال كان طبيبًاً مرخصًاً له، ويتبع جهة حكومية أو خاصة معروفة".
وبيّن أنّ "النساء اللائي ينفذن العمليات يحصلن على المواد عادة من طريق التهريب، إذ إنهن لا يملكن المؤهلات التي تخولهن الحصول على المواد التجميلية بطريقة مشروعة، كما أنَّ هذه المواد في الغالب تكون مغشوشة، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، إذ يتم تهريبها وإدخالها إلى السعودية في بعض الأحيان من خلال الحقائب، ما يجعلها تتعرض لسوء التخزين وبالتالي إلى التلف".
وأبرز أنَّ "هذه المواد تحتاج إلى نقلها في مركبات مكيفة، وتخزينها في مخازن ذات درجات حرارة معينة، إضافة إلى خضوعها لمراقبة وزارة الصحة للتأكد من صلاحية المواد وحسن تخزينها".
وأضاف "مثل هذه العمليات لا تعتبر آمنة إطلاقاً، إذ إن من ينفذها أشخاص غير مختصين، كما أنَّ المواد المحقونة داخل الجسم غير آمنة وغير معروفة، فهناك عدد كبير من الحالات التي واجهتها نساء قمن بعمليات الحقن في أماكن غير متخصصة، ما تسبب في حدوث التهابات مزمنة وتشوهات بعضها غير قابل للعلاج والإصلاح حتى بعد التدخل الجراحي".
ولفت إلى أنه "واجه منذ بداية العام الميلادي الجاري، حوالى ثماني حالاتٍ لتشوهات غير قابلة للعلاج، بسبب حقن مواد غير معروفة من أشخاص غير معروفين، إما في المنزل أو في الصالونات النسائية"، مؤكّدًا أنَّ "مشكلة المواد المهرّبة غير المعروفة شبيهة بالمشكلة التي حدثت قبل أعوام عدة لحشوات السيلكون الفرنسية رديئة الصنع، الخاصة بتكبير الصدر، والتي كانت تدخل إلى السعودية من طريق التهريب، وتستخدمها بعض العيادات، إذ تبيّن بعد الكشف أنَّ مادة السيلكون الداخلة في تصنيع هذه الحشوات مادة صناعية وليست طبية، ما تسبب في حدوث مشكلة كبيرة أدت إلى عمل الكثير من العمليات الجراحية لتغيير هذه الحشوات".
وفي سياق متّصل، أفادت إحدى الوافدات اللاتي ينفذن عمليات التجميل بأنها "تمارس هذا العمل منذ وقت طويل، إذ تعمل على حقن مادة (البوتكس) للراغبات في استعادة الجمال، سواء في منطقة الجبهة وحول العينين لإخفاء آثار التجاعيد والتقدم في العمر، أم لزيادة حجم وجمال الشفتين بحقنها بمادة (الفيلر)، أو لإزالة آثار الزمن عن اليدين المتجعدتين والنحيلتين".
وأكّدت أنها "نفذت عدداً كبيراً من العمليات وجميعها كانت ناجحة، على الرغم من أنها لا تعمل ولا تتبع لأي مركز متخصص في عمليات التجميل، كما أنها لا تحمل رخصة مزاولة المهنة، إضافة إلى عدم امتلاكها ترخيص فتح عيادة خاصة"، لافتة إلى أنَّ "الأسعار تعتبر مناسبة ومنافسة لعيادات التجميل المرخصة".
وأوضحت أنَّ "المواد التي يتم حقنها هي مواد ذات نوعية جيدة، كما يمكن للعميلة أن تختار ماركة المادة التي ترغب حقنها في المكان المراد إعادة مظهر الشباب له"، مشيرة إلى "وجود بعض النساء يفضلن تنفيذ عمليات التجميل في منازلهن، بينما توجد آخريات يفضلن الحضور إلى منزلها".
من جهة أخرى، حذر استشاريو جراحة التجميل من "الاتجاه إلى عمليات التجميل غير الآمنة، إذ لها مشكلات عدة، من أهمها نقص الوعي بمخاطر هذه العمليات، وارتفاع كلفة عمليات التجميل، إضافة إلى كون هذه العمليات متوافرة في الأماكن المكتظة بالنساء، مثل الصالونات النسائية و(السبا)، ما يجعل هذا النوع من العمليات يبدو سهلاً وفي متناول الجميع".
أرسل تعليقك