واشنطن ـ عادل سلامة
كشف مجموعة من الباحثين في دراسة حديثة وجود علامات لمرض ألزهايمر في أدمغة الشمبانزي للمرة الأولى. ويقول الباحثون أنه من غير الواضح ما إذا كانت "الصفائح والتكتلات" المميزة التي وجدوها تُسبب الخرف في الحيوانات. ويقول الفريق إن علامات الزهايمر كانت أكثر وضوحًا في الشمبانزي الأكبر سنًا، كما هو الحال في البشر، وأن نتائجها يمكن أن تساعد في تطوير أدوية جديدة للمرض. وكانت علاجات مرض الزهايمر في السابق صعبة في عملية البحث لأن الأنواع الأخرى يبدو أنها لا تُطور هذه الصفائح والتكتلات
ويتراكم بروتين يسمى بيتا أميلويد لتشكيل صفائح لزجة بين خلايا الدماغ، في أدمغة الأشخاص الذين يُعانون من مرض الزهايمر. وهذه الصفائح تسبب تغييرات في بروتين آخر يسمى تاو، مما يتسبب في تشكيل التكتلات. وتمنع هذه الصفائح والتكتلات مسارات الخلايا العصبية في الدماغ، مما تسبب فقدان الذاكرة وصعوبات في التفكير. وكانت المرة الوحيدة التي شوهدت فيها هذه الخصائص في حيوان آخر في الشمپانزي البالغ من العمر 41 عامًا في عام 2008، ولكن يعتقد أن هذه كانت ناجمة عن سكتة الدماغية.
وقد رصد الباحثون الآن في جامعة شمال شرق ولاية أوهايو الطبية الصفائح والتكتلات في عدد من الشمبانزي الأكبر سنًا. ودرس الفريق 20 من عقول الشمبانزي الأكبر سنًا، والذين تتراوح أعمارهم بين 37 و 62 عامًا، وينظرون إلى أربعة مناطق من القشرة المخية الحديثة في قردة الشمبانزي، مناطق الدماغ الأكثر شيوعا من مرض الزهايمر. ووجد الفريق علامات على كل من صفائح بيتا-اميلويد ومناورات تاو في مرحلة مبكرة في 12 من الشمپانزي الين خضعوا للدراسة
ووجد الباحثون أن الصفائح والتكتلات كانت أكثر وضوحًا في الشمبانزي الأكبر سنًا. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه اللويحات والتكتلات تسبب نفس النوع من تدمر خلايا الدماغ في الشمبانزي كما تفعل في البشر، وفقا للباحثين. وقالت الدكتور راغانتي أنه حتى الآن لم يظهر أي شمپانزي علامات الخرف مثل الزهايمر. وقالت: "إننا حذرون من القول إنهم لا يحصلون على هذا النوع من الانخفاض المدمر، ولكننا لم نر ذلك حتى الآن".
وتضيف الدراسة إلى مجموعة متزايدة من البحوث التي تشير إلى وجود صفائح كلاسيكية وتشابكات للزهايمر قد تكون من المنتجات الثانوية، بدلا من الأسباب، لهذا المرض.
ويقول الدكتور غاري كينيدي، مدير قسم الطب النفسي في كلية طب ألبرت آينشتاين في نيويورك: "إنَّ هذه القردة الكبيرة تثبت الحالة ولكن ليس ذلك هو الانخفاض الهائل الذي يتسبب في الخرف، والذي قد يعزز هذا المفهوم". وقالت الدكتور راغانتي إن الدماغ البشري قد يكون فريدًا من نوعه في التدهور المعرفي الذي يصاحب تكون هذه الصفائح والتكتلات. وأضافت: "إذا كنا نستطيع تحديد تلك الاختلافات بين الدماغ البشري وقرد الشمبانزي فإننا قد نكون قادرين على تحديد ما هو التوسط في الاختلاف بينهم، مما قيد يكون مفيدًا في التوصل لعلاج فعال".
أرسل تعليقك