الخرطوم - العرب اليوم
في ظل استمرار الحرب المستعرة في السودان، التي دخلت عامها الثالث، استهل رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، العام الجديد بمواقف تصعيدية، حيث أطلق كل منهما تصريحات حادة بمناسبة عيد استقلال السودان الـ69، الذي يوافق الأول من يناير من كل عام. في حين قال البرهان إن "ساعة النصر قد اقتربت"، مؤكداً قرب "الحسم"، تحدث حميدتي عن تحقيق انتصارات ميدانية في جبهات القتال المختلفة، متوعداً بالاستمرار في المعركة.
وأكد البرهان في خطابه أن الجيش السوداني "يعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني"، مشدداً على أن "الوقت قد حان" لمواصلة الحرب، ولكن دون إغلاق الباب أمام أي "مبادرة حقيقية" من شأنها إنهاء الحرب وإعادة الحياة إلى طبيعتها، مبرزاً أن الحرب لا يمكن أن تعيد الوضع إلى ما قبل 15 أبريل 2023، تاريخ اندلاع الحرب. كما أشار إلى أن الحكومة السودانية استجابت للمطالب الإنسانية، وأنها ملتزمة بتوصيل المساعدات الإنسانية رغم الأوضاع المتدهورة.
من جانبه، أكد حميدتي في خطابه بمناسبة الاستقلال أن "السودان على مفترق طرق"، مشيراً إلى أن قواته تمكنت من تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة، بما في ذلك في الخرطوم ودارفور وكردفان، واصفاً الانتصارات بأنها "دليل على كفاءة قوات الدعم السريع". وأضاف أن قواته ستواصل ملاحقة "الفلول" الذين يحاولون إشعال الحرب في البلاد. كما أشار إلى أن قوات الدعم السريع لا ترغب في أن تحل محل الجيش السوداني، بل تسعى لتأسيس جيش جديد مهني وقومي لا يتدخل في السياسة.
وحذر حميدتي من "مخططات الحرب الأهلية" التي يسعى أعداء الديمقراطية لتنفيذها، خصوصاً في دارفور، داعياً إلى وقف القتال على أساس العنصرية أو الجهوية، التي تهدد الوحدة الوطنية في البلاد. كما أشار إلى أن بعض الأفعال التي أقدمت عليها "الفلول"، مثل استبدال العملة وحرمان السودانيين من حقوقهم، تزيد من تأجيج الخلافات والفتن داخل المجتمع السوداني.
وتستمر المعارك العنيفة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» على مختلف الجبهات، خاصة في العاصمة الخرطوم ودارفور، رغم تصريحات كل من البرهان وحميدتي حول انتصاراتهم العسكرية. في الوقت الذي يستمر الوضع الإنساني في التدهور، حيث فر أكثر من 14 مليون شخص من منازلهم بسبب الحرب، وأصبح التحدي الأكبر هو إيجاد طريق نحو السلام وإيقاف النزيف الذي يهدد وحدة السودان.
ورغم أن البرهان قد أشار إلى استعداد الجيش لاستقبال أي مبادرة حقيقية، إلا أن الأوضاع على الأرض تزداد تعقيداً، حيث لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مناطق واسعة من الخرطوم ودارفور. بينما يبقى الموقف الدولي متأرجحاً بين الدعوات لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية، دون خطوات حاسمة لإنهاء الصراع.
قد يهمك أيضــــاً:
قائد الجيش السوداني يؤكد أن من يريد إيقاف الحرب فليضغط على الدعم السريع
البرهان يؤكد قدرة القوات المسلحة السودانية على دحر التمرد والقضاء عليه
أرسل تعليقك