عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
تشكل ضاحية السيدة زينب في ريف العاصمة السورية دمشق موقعاً حاسماً بالنسبة للقوات الحكومية السورية، وتتّسم بأهمية إستراتيجية بالغة الأهمية، حيث تبعد ما يقرب من 10 كم جنوب العاصمة دمشق، على الطريق السريع المؤدي إلى مطار دمشق الدولي والطريق المؤدي إلى مدينة السويداء، وبسيطرة المعارضة
عليها تستطيع قطع طريق المطار الدولي، وطريق الإمداد الجنوبي، هذه الضاحية التي تحوي مقام السيدة زينب تتقاسم المعارضة والحكومة السيطرة على أحيائها.
هذا و يعاني المدنيين الذين يتعرضون للقصف اليومي جواً وأرضاً لوضع مأساوي، فعلى محور غربة وجامع سيدي مدرك، ومخيم الشمالنة دارت اشتباكات عنيـفة اليوم الخميس، واجهت فيها كتيبة "أم المؤمنيـن" وكتائب من الجيش الحر، ميليشيا "حزب الله" وما يسـمى "لواء أبو الفضل العباس" وعصائب أهـــل الحـق المتطرفة، وتمكن الحر من السيطرة على بعـض حارات المخيم والتقدم من جهة حارة غربة.
كما قام لواء شهداء الجولان وحركة أحرار الشام بدك معاقل الحكومة وعناصر "حزب الله" في السيدة زينب بصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون عيار ثقيل (120 مم)، كما استهدف الجيش الحر فندق السفير ودوار حجيرة ومفرزة الأمن العسكري وتم تحقيق إصابات مباشرة، وقام "لــواء الإسـلام" التابع للجيش "الحر" باقتحام مقرات ميليشيا "حزب الله" ولواء أبو الفضل العباس.
و من جانبه يقول مراسل شبكة سورية مباشر خبيب عمار: "يسيطر الجيش الحر على 50 % من منطقة السيدة زينب، والنصف الآخر منها تحتله ميليشيات الأسد وعناصر لواء أبو الفضل العباس، والشيعة يسيطرون على المناطق الدينية والحسينيات وهي بمعظمها من جهة المطار، وكل يوم هناك قصف ولكن الخطورة تكمن من محاولات النظام اقتحام منطقة حجيرة وحجيرة البلد من الشرق والمنطقة متداخلة تماماً مع منطقة السيدة زينب".
و تعتبر ضاحية السيدة زينب موقعاً حاسماً بالنسبة لميليشيا دمشق، وتتّسم بأهمية إستراتيجية بالغة الأهمية، حيث تبعد نحو 10 كم جنوب العاصمة دمشق، على الطرق السريع المؤدي إلى مطار دمشق الدولي والطريق المؤدي إلى مدينة السويداء، وذكر تحليل في موقع "شفاف الشرق الأوسط" أنه إذا نجح الثوار من السيطرة على منطقة السيدة زينب فإن ذلك يعني تطويق مواقع الحكومة في (غرب دمشق)، وسيتمكن الثوار منع الحكومة من الوصول إلى مطار دمشق الدولي.
وتفيد دراسة لـ "معهد دراسة الحرب" الأميركي أن مقام "السيدة زينب" ليس مجرّد موقع ديني فحسب، فهو أيضاً موقع أساسي بالنسبة لحكومة دمشق وبالنسبة لإيران، التي تمتلك عدداً من الفنادق ووكالات السفريات التي تسمح لها بتحريك عناصرها تحت غطاء السياحة الدينية، وسبق لإيران أن استخدمت نظام السياحة الدينية الشيعي لتسهيل تحركات عناصر "الحرس الثوري" وعناصر المخابرات.
و في السياق ذاته تقول الدراسة: "إن كتائب أبو الفضل العبّاس ربما تقاتل دفاعاً عن (المقام) بسبب أهميته الدينية، ولكن الدفاع عن الموقع يخدم في الوقت نفسه مصالح إيران من زاوية العمليات العسكرية"، وتؤكد صفحة "لواء أبو الفضل العباس" الشيعية هذه التحليلات، بعد أن نشرت أدعية دينية ذات طابع طائفي ومتطرّف تعادي فيه أهل السنّة في دمشق، كما ورد في تلك الصفحة الشيعية تعليقاً أكد فيه مدير الصفحة في تعليق له دفاعه عن مقام السيدة زينب، حيث ورد فيه: "..نحن نقاتل من أجل حماية مقام السيدة زينب عليها السلام ولا يهمنا أمر النظام السوري".
بينما يتساءل أحد ثوار ضاحية السيدة زينب أحمد أبو هاني : "كيف تتذرع ميليشيات الإجرام الشيعية الإيرانية بالدفاع عن مقام السيدة زينب؟ ألا تكفي ١٤٠٠ سنة من حمايتها من قبل السوريين السنّة ؟! فهي بالنسبة لنا ابنة رابع الخلفاء الراشدين الإمام علي بن أبي طالب، وشقيقة الحسين، وحفيدة الرسول الكريم، وابنة ابنته فاطمة الزهراء وهي أكبر أخواتها بعد الحسين".
و من ناحية أخرى يعتبر الوضع الإنساني في الضاحية صعب جداً كما ذكرت مصادر المعارضة، حيث أرسل تجمع أطباء جنوب دمشق نداء استغاثة عبر تنسيقية السيدة زينب في صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" إلى جميع الهيئات والمنظمات الطبية الداعمة، جاء فيه: "نهيب بالأخوة الداعمين من منظمات وأفراد الإسراع في إغاثة المنطقة الجنوبية بسرعة قصوى وإلّا حدث ما لا يحمد عقباه، فعشرات الشهداء توفوا بين أيدينا بسبب عدم توافر أكياس نقل الدم، ونحمّل كل الهيئات والمؤسسات والمنظمات الداعمة مسؤولية ما يحدث في المنطقة الجنوبية بسبب الوعود المزيفة".
أرسل تعليقك