لندن ـ كاتيا حداد
كشف بعض الخبراء أن بطانة بعض المنتجات البلاستيكية للأطعمة المعلبة يمكن أن تسهم في مشاكل الخصوبة، نتيجة احتوائها على مادة كيميائية معروفة باسم ثنائي الفينول أو "BPA". والتي يمكنها من تعطيل الحمل وزرع البويضة المخصبة في الرحم.
وذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أن دراسة جديدة كشفت أن تناول أطعمة الصويا يمكن أن تحمي ضد التأثيرات الإنجابية للـ BPA. وقال معد الدراسة الدكتور جورج شافارو من جامعة هارفارد لوكالة "رويترز" أن النتائج جاءت مطابقة لتوقعاتهم. ووجدوا أن الـ BPA مماثلة لمادة الاستروجين في الجسم.
وتشير التجارب السابقة في القوارض أن الصويا، والتي تتفاعل أيضا مع مستقبلات هرمون الاستروجين، يمكن أن تعوض أو تقلل من آثار الـ BPA.. وأوضح الدكتور شافارو، "لقد أردنا متابعة نتائج نموذجين من التجارب في القوارض، حيث عثروا في مجموعتين مستقلتين على بعض الآثار الإنجابية السلبية لـ BPA، ومن المثير فول الصويا يمنع تلك الآثار، لذا أردنا أن نرى ما إذا كان لديها تفاعل مماثل في البشر".
وركزت الدراسة على 239 امرأة خضعن لدورات الإخصاب في المختبر بين عامي 2007 و 2012، وقد ملأت المشاركات استبيانات غذائية وقدمن عينات البول قبل استرجاع البيض لكل دورة خصوبة. وشمل الاستبيان تحليلا لاستهلاكهم لـ 15 طعام بها تركيز من فول الصويا، وشملت تلك الأطعمة التوفو، برغر الصويا، حساء ميسو، وبروتين الصويا وحانات الصويا. ووصل استهلاك النساء لتلك العناصر من أبدا إلى أقل من مرة في الشهر، ووصلت إلى مرتين يوميا. وقالت نحو 75% من النساء إنهن يستهلكن على الأقل بعض أطعمة الصويا.
وخضعت معظم النساء لدورة التلقيح الاصطناعي مرة واحدة. ولاحظت الدراسة أنه مع ارتفاع مستويات الـ BPA في البول، كانت النساء لا تأكل أطعمة الصويا، مما سبب انخفاضا في معدلات الخصوبة. وقال الدكتور شافارو: "ما زلنا بحاجة لتقييم ما إذا كان نفس الشيء ينطبق أيضا على الأزواج الذين يحاولون الحصول على الحمل دون مساعدة طبية أو ما إذا كانت المخاطر تمتد إلى صحة الأطفال".
ووجدت الدراسة السابقة التي أجريت على الفئران أن BPA كان قادرا على تبديل وإيقاف جينات معينة، مما يحول دون أن يقوم فول الصويا بدوره في منع تأثير الـ BPA. وقال الدكتور شافارو: "نحن لا نستطيع أن نجزم ما إذا كانت هي نفس الآلية العاملة في حالة البشر، أم أن هناك آليات أخرى غير معروفة يمكن أن تلعب دورا". ووفقا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن مستويات الـ BPA في المواد الغذائية آمنة.
وبيَن الدكتور شافارو أن أكثر من 90% من الأميركيين يتعرضون لـ BPA بمستويات مختلفة، مع ذلك، يمكن تقليل التعرض لـ BPA بالتحول من الأطعمة المعلبة إلى الأطعمة الطازجة أو المجمدة. واقترح الطبيب أن الناس يمكن أن يحل الزجاج أو المعدن محل حاويات المواد الغذائية البلاستيكية.
أرسل تعليقك