بغداد – نجلاء الطائي
أعلنت إدارة مستشفى "الأمل" الأهلي، في مدينة الناصرية العراقيّة، الجمعة، عن أنَّ سيدة ولدت طفلاً ذكرًا، يحمل رأسين على جسد واحد، وفيما عدّته من الحالات النادرة في العالم، أكّدت أنَّ الحالة الصحية للطفل ووالدته "مستقرة".
وأوضحت رئيس الفريق الطبي، الذي أجرى العملية، الدكتورة آلاء حسين علي أنَّ "مستشفى الأمل الأهلي في ذي قار شهد، مساء الخميس، ولادة نادرة لطفل برأسين وعنقين وكبد واحد وطحال واحد".
وأشارت إلى أنَّ "فريقًا طبيًا من جامعة ذي قار، برئاستي، تولى إجراء العملية"، مؤكّدة أنَّ "الحالة الصحيّة للطفل ووالدته مستقرة"، لافتة إلى أنَّ "هذا النوع من الولادة يعدُّ الأول في العراق، والسابع على مستوى العالم".
وكان مستشفى "الحسين" العام في كربلاء قد شهد، في 17 آب /أغسطس 2013، ولادة طفل برأسين، والذي توفي قبل أن تجرى له عملية الفصل.
يذكر أنَّ الولادات المشوهة، بمختلف أنواعها، بلغت نحو 150 حالة سنويًا في العراق، بسبب الحروب المتواصلة، وأجواء البلاد الملوثة، حيث انتشرت الأمراض السرطانية، والتشوهات الخلقية، بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، وغزو العراق في 2003.
وأوضح المختصون في تقارير دوليّة أنَّ أبرز أسباب ارتفاع الإصابات بالسرطان، والتشوهات الخلقيّة، تكمن في استعمال القوات الأميركية أسلحة غير تقليدية، والتلوث واسع النطاق، جراء انهيار شبكات الخدمات، لاسيما الماء والصرف الصحي، وما خلّفته الحرب من معدات مدمرة ملوثة إشعاعياً، الكثير منها كان وسط الأحياء السكنية.
ولاحظ الخبراء أنَّ نسبة كبيرة من المصابين بالأمراض الناجمة عن التلوث الإشعاعي يسكنون في مناطق قريبة من مواقع التلوث، لاسيما في قضاء الزبير، وأبو الخصيب، والقرنة، والأحياء الشعبية في مركز محافظة البصرة، كونها تحتوي على المواقع التي تعرضت إلى قصف بذخائر مصنعة من "اليورانيوم المنضب"، أو نقلت إليها أجزاء ملوثة من الآليات العسكرية للمتاجرة فيها، دون معرفة مدى خطورتها.
وتشير الإحصاءات الرسميّة لوزارة البيئة العراقية إلى وجود 300 موقع ملوث، يحتاج إلى مليارات من الدولارات، وعشرات الأعوام لمكافحة تلوثه، كما أنَّ هناك 63 موقعاً عسكرياً ملوثاً، نتيجة العمليات العسكرية، فضلاً عن انتشار الملوثات الإشعاعيّة في منطقة الريحانة في الموصل، وملجأ العامرية في بغداد، وانتشار السيّارات المدمّرة والملوثة في محافظة ميسان، وذي قار، جنوب العراق.
وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية قد نشرت العام الماضي دراسة كشفت عن زيادة معدلات الإجهاض في العراق، بسبب ارتفاع نسب تلوث الهواء بالرصاص والزئبق، إضافة إلى زيادة حالات تشوهات المواليد، متضمنة العيوب الخلقية في القلب، ومشاكل وظائف المخ، وتشوهات الأطراف، لاسيما بين الأطفال الذين يولدون في الفلوجة.
ولم تحظّ مشكلة التلوث الإشعاعي بالاهتمام الكافي من طرف المؤسسات الدولية، والمنظمات الحقوقية، والحكومات العراقية، حيث اقتصر الاهتمام بها على جهود فرديّة متناثرة، من طرف الباحثين، أو المؤسسات ومراكز البحث العراقية.
أرسل تعليقك