القاهرة ـ العرب اليوم
كشفت دراسة بريطانية أن الأطفال حديثي الولادة يُظهرون استجابات إيجابية تجاه روائح الأطعمة التي تعرضوا لها أثناء وجودهم في الرحم، وهذا يشير إلى أن تفضيلات الطعام قد تبدأ التكوّن قبل الولادة.وأوضح باحثون، من جامعة دورهام، أن التعرض للنكهات أثناء الحمل قد يكون خطوة مهمة في بناء عادات غذائية صحية منذ مرحلة مبكرة جداً، ما قد يسهم في تحسين التغذية العامة للأطفال على المدى الطويل. ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «Appetite».
وتلعب تغذية الأم أثناء الحمل دوراً حاسماً في صحة الجنين ونموّه السليم، حيث توفر العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لتطور أعضائه ودماغه وجهازه المناعي. ويُنصح بتناول نظام غذائي متوازن يشمل البروتينات مثل اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبقوليات، والكربوهيدرات الصحية من الحبوب الكاملة، والدهون المفيدة مثل زيت الزيتون والمكسرات. كما تُعد الفواكه والخضراوات مصدرين مهمين للفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الدماغ وتكوين عظام وأسنان قوية للطفل.
ويُعد هذا البحث امتداداً لدراسةٍ أُجريت عام 2022، حيث استخدم العلماء تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد؛ لمراقبة تعابير وجوه الأجنة، بعد أن تناولت أمهاتهم كبسولات تحتوي على نكهات الجزر أو الكرنب. حينها، أظهرت الأجنة، التي تعرضت للجزر، تعابير وجه شبيهة بالضحك، بينما بَدَت الأجنة التي تعرضت للكرنب وكأنها تبكي.
وخلال الدراسة الجديدة، تابع الباحثون 32 رضيعاً (16 ذكراً و16 أنثى)، من عمر 36 أسبوعاً من الحمل حتى ثلاثة أسابيع بعد الولادة. تناولت الأمهات كبسولات الجزر أو الكرنب يومياً لمدة 3 أسابيع متتالية حتى الولادة. وعند بلوغ الأطفال عمر 3 أسابيع، جرى تعريضهم لروائح الجزر والكرنب، إلى جانب رائحة محايدة كمجموعة ضابطة، عبر مسحات قطنية مبللة بهذه الروائح ووضعها تحت أنوفهم دون تذوقها.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرضوا لنكهات معينة قبل الولادة استجابوا لها بشكل أكثر إيجابية بعد الولادة، حيث زادت تعابير «الضحك» لديهم وقلّت تعابير «البكاء».
وأكد الباحثون أن الأجنة قادرة على التعرف على النكهات وتمييزها قبل الولادة؛ ما يشير إلى أن تجربة الأم الغذائية تؤثر على تفضيلات الطفل للطعام لاحقاً، وقد يكون هذا مفتاحاً لمساعدة الأطفال على تقبل الأطعمة الصحية مثل الخضراوات منذ الصغر.
وأضافوا أن الأمهات يمكنهن التأثير على تفضيلات أطفالهن الغذائية، من خلال تناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية أثناء الحمل؛ ما قد يسهم في الحد من انتقائية الطعام لدى الأطفال، وتشجيعهم على اتباع نظام غذائي متوازن. كما قد يساعد ذلك في الحد من مخاطر السمنة في المستقبل.
وأشار الباحثون إلى أنه نظراً لأن الدراسة اقتصرت على أطفال من أمهات بريطانيات، فقد يكون من الضروري إجراء أبحاث على نطاق أوسع تشمل ثقافات وأنظمة غذائية مختلفة؛ لمعرفة مدى تأثر الأجنة بتنوع النكهات الغذائية للأمهات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
دراسة تكشف ارتباط تلوث الهواء والماء بتغيرات نسبة الجنس البشري عند الولادة
انخفاض معدل المواليد في الصين لأدنى مستوى منذ 4 عقود
أرسل تعليقك