استخلاص كنز ضخم من البيانات الرقمية من دوائر ومقرات داعش في العراق
آخر تحديث GMT01:08:38
 العرب اليوم -

مكّن المسؤولين من إنشاء قاعدة بيانات للشرطة الدولية تضم نحو 19 ألف اسم

استخلاص كنز ضخم من البيانات الرقمية من دوائر ومقرات "داعش" في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - استخلاص كنز ضخم من البيانات الرقمية من دوائر ومقرات "داعش" في العراق

عناصر تنظيم "داعش"
بغداد – نجلاء الطائي

كشفت الصحافة الأميركية، أنّ محللي الاستخبارات حصلوا على كنز ضخم من البيانات الرقمية والمواد الأخرى ذات الصلة التي استخلصت من دوائر ومقرات "داعش" المقصوفة وكذلك من أجهزة اللابتوب المتروكة والهواتف الخلوية التي عثر عليها مع قتلى التنظيم في المناطق المحررة من "داعش" أخيرًا في العراق وسورية، الكنز اكسبهم نظرة عميقة كشفت عن معلومات ثمينة بخصوص مخططات "داعش" وعناصره ومنتسبيه.

وبيّنت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أنّ "هذا المغنم الكبير مكّن المسؤولين الأميركيين على مدى الشهرين الأخيرين من إضافة آلاف الأسماء الجديدة إلى قوائم المطلوب مراقبتهم دولياً، وهي القوائم المستخدمة في المطارات وغيرها من المنافذ الحدودية، وهي أسماء تعود لأشخاص ثبت انتماؤهم إلى "داعش" والعمل معه أو اكتنفتهم مثل هذه الشبهة، وبذا أصبحت قاعدة بيانات الإنتربول اليوم تضم 19 الف اسم.

وتابعت أن "هذا الكنز الاستخباري هو الأكبر من نوعه منذ دخول القوات الأميركية الحرب ضد "داعش" في منتصف العام 2014 وهو يهدد بإرهاف كاهل وكالات مكافحة التطرّف وتطبيق القانون في أوروبا، التي تتجشم أصلا أعباء تفوق قدراتها، حيث نسبت "داعش" إلى نفسها مسؤولية الهجمات في باريس ولندن وستوكهولم خلال هذا العام".
وأضافت الصحيفة، أنه "مع التداعي السريع للجماعة المتطرّفة وانكماش رقعة خلافتها المزعومة يخشى المسؤولون الأميركيون أن يحاول المتشددون الأجانب، الذين تدفقوا حشوداً على العراق وسورية ذات يوم، الفرار قبل مقتلهم على أيدي القوات العراقية أو عن طريق قصف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أو القوات العسكرية الأخرى".

وقال مسؤولون تحدثوا بشرط التكتم على أسمائهم، إن الجانب الأميركي أرسل في الأسابيع الأخيرة ما يقدر بنحو 30 تيرابايت من البيانات "أي ما يعادل شريط فيديو يستمر عرضه سنتين بلا توقف" إلى "المركز الوطني للاستثمار الإعلامي في بيثيسدا" وهو ذراع لا يعرف عنه الكثير تابع لوكالة استخبارات الدفاع في البنتاغون، وأضافت أن المحللين يعكفون على تمحيص سجلات مكتوبة بخط اليد وقوائم مطولة مودعة في أجهزة الكومبيوتر وعلى أقراص التخزين الخارجية (فلاش رام) وشرائح الذاكرة الخاصة بأجهزة الموبايل وغير ذلك من المواد بحثاً عن أدلة تقودهم إلى خلايا المتطرّفين أو مخططاتهم في أوروبا وأماكن أخرى من العالم.

ويبيّن أحد مسؤولي المخابرات للصحيفة "تكمن أهمية المعلومات الإلكترونية في أن قوات العدو لن تستطيع تزويرها او العبث بسجلاتها. فعند استجواب احدهم يمكن لهذا الشخص أن يخفي عنك حقائق معينة، ولكن سجلات الهواتف الخلوية ومقاطع الفيديو لا تكذب. لذا فإن المواد المستخلصة منها لن تكون مصطنعة"، وأضافت الصحيفة أن "مصدر هذه المواد هي مدينة الموصل، التي اعلنها المتطرفين عاصمة الخرافة في العراق والتي استعيدت في 9 تموز بعد معركة دامت ثمانية اشهر، كما عثر على معلومات استخبارية أخرى في مدينة تلعفر العراقية التي استعيدت في 31 آب الماضي ومن مدينة الرقة عاصمة الجماعة في سورية حيث تدور معارك مستمرة إلى الآن.

وأفاد وزير الدفاع جيمس ماتيس، خلال زيارته إلى الأردن في الشهر الماضي بأنّه "حصلنا على كميات عظيمة من المعلومات الاستخبارية جراء سقوط مناطق معينة، وكثير من هذه المعلومات يخضع حالياً للتحليل، ولكن الذي حصلنا عليه حتى الآن مكننا من تشخيص بعض الأهداف التي يتطلعون إليها"، ويقول المسؤولون الأميركيون انهم استخلصوا أفكارا لمخططات ورسوماً عامة لعمليات مستقبلية، إلا انهم لم يعثروا على مخططات إرهابية قيد التنفيذ. عدا ذلك تمكن الخبراء من جمع تفاصيل لها علاقة بقيادة الجماعة والهيكلية التراتبية للمقاتلين وقياداتهم المباشرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "أهم المغانم التي وقعت بين أيدي المسؤولين مصدرها السجلات الدقيقة التفاصيل التي كانت "داعش" تحتفظ بها عن مقاتليها الأجانب الذين قدموا منذ اجتياح طوابير التطرّف بإعلامها السود لأول مرة أراضي شمال سورية ومن بعدها العراق في 2014 واستيلائها على أجزاء واسعة من البلدين. فهذه السجلات تضم أسماء المتطرّفين وأسماءهم المستعارة ومواطنهم الأصلية ومعلومات شخصية أخرى عنهم.

وتابعت الصحيفة الأميركية أن "كل هذه البيانات تشاطرها قوة مهام مشتركة مقرها الأردن وتسهم فيها 19 دولة. تعمل قوة المهام تحت اسم رمزي هو "عملية العنقاء الباسلة" وهي تسعى إلى تعقب المقاتلين الأجانب في محاولة لتفتيت خلايا المتطرّفين وشبكاتهم. وتخضع قوة المهام المشتركة لقيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية التابعة للجيش الأميركي.

وقال المبعوث الرئاسي الخاص في التحالف العالمي لدحر "داعش" في عمان، بريت مكغورك، أنّه "حين نعثر على معلومات ذات علاقة بالمقاتلين الأجانب الوافدين من بلد معين نقوم باتباع الإجراءات المناسبة التي تكفل تشاطر تلك المعلومات. لذا فهي حملة شاملة للغاية من الناحية العسكرية، فعلى الأرض يتم استرجاع المناطق ثم تجمع المعلومات وتعالج ومن بعد ذلك تبنى قاعدة بيانات ونظام يكفلان تشاطر المعلومات والعمل على ضوئها." وكان الرئيس أوباما قد عين مكغورك في هذا المنصب في العام 2015 وأبقاه الرئيس ترامب في مكانه، وأكمل مكغورك بالنظر لقلة عدد الجنود الأميركيين على الأرض فإن معظم المعلومات الاستخبارية تتولى جمعها قوات الأمن العراقية والفصائل السورية التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي تلقت تدريباً خاصاً على كيفية جمع المواد وحفظها وتأشيرها لكي يجري تحليلها لاحقاً في الولايات المتحدة، وتابع أنّ جهاز هاتف يؤخذ من جيب مقاتل صريع يعثر فيه عادة على أرقام هواتف قد تساعد محققي مكافحة التطرّف في مواقع أخرى بعيدة، بل أن المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها من ساحات المعارك منذ 2015 قد أدت بالفعل، كما يقول المسؤولون، الى اعتقالات وإحباط مخططات فيما لا يقل عن 15 بلداً في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وكندا، فيما يقول "ماثيو ليفيت"، وهو مسؤول سابق في مكافحة التطرّف عمل في مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة المالية ويعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: ان مجرد الحصول على اسم مستعار أو إجازة قيادة سيارة أو رقم جواز سفر أو أي نتف من بيانات بايومترية يمكن أن يكون حاسماً في منع تنفيذ مخطط متطرّف . ويمضي ليفيت موضحاً: "يثبت لنا المرة تلو المرة أن حتى اصغر المعلومات يمكن أن تكون حاسمة. فهي قد تساعدنا في الكشف عن شخص لم نكن نعلم بأمره أو تزودنا بخيط يهدينا إلى خلية تعمل في الخفاء."

وذكر مسؤولون أميركيون أن "داعش" قد خسرت نحو 60 بالمئة من الأراضي التي استولت عليها في 2014، كما انخفضت قوتها العسكرية إلى ما يقارب 15 ألف متطرّف . ويستدل من المعلومات الأخيرة أن التنظيم ينحو الآن إلى لملمة قواته وتركيزها ونقل قاعدة عملياته إلى منطقة وادي الفرات بين العراق وسورية، كما يقدر أن ما يقارب من ثمانية آلاف متطرّف قد انتقلوا إلى ذلك الوادي الذي يمتد لمسافة تزيد على 240 كيلومتراً من دير الزور في شرق سورية إلى راوة في غرب العراق. وهؤلاء يضمون بين صفوفهم قادة الجماعة وعوائلهم بالإضافة إلى أهم المساعدين المطلوبين لأداء الوظائف الإدارية.

وأضاف المسؤولون أن قوة المهام الخاصة التابعة للجيش الأميركي قد نجحت خلال الأسبوع الأخير فقط في تعقب وقتل ثلاثة زعماء للتنظيم في الوادي المذكور يعتقد انهم كانوا المشرفين على أبحاث السلاح وعمليات الطائرات المسيرة. وان مجموع من قتلوا في تلك المنطقة خلال السنة الماضية يتجاوز 35 عنصراً بينهم قياديون عسكريون وخبراء أسلحة ووسطاء تمويل ومخططون للهجمات الخارجية، ويعتقد المسؤولون أن أبو بكر البغدادي نفسه يختبئ في تلك المنطقة، كما يقول الفريق "ستيفن تاونسند" الذي اكمل فترة خدمته خلال هذا الشهر كقائد اعلى للقوات الأميركية في العراق وسورية. ويعتقد تاونسند أن المتطرّفين قد قرروا جعل معركتهم الأخيرة في ذلك الوادي.
في 31 آب الماضي قال تاونسند متحدثاً إلى الصحافيين: "في تصورهم ان هذا هو آخر ملاذ تبقى لهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استخلاص كنز ضخم من البيانات الرقمية من دوائر ومقرات داعش في العراق استخلاص كنز ضخم من البيانات الرقمية من دوائر ومقرات داعش في العراق



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة

GMT 18:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة ملابس ريال مدريد تنقلب على كيليان مبابي

GMT 14:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرفض إعارة الإيطالي كييزا في يناير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab