استعادت قوات الحشد الشعبي خلال مدة شهر، 30 مجمعًا سكنيًا وقرية في سنجار وهو ما يعادل 28% من المناطق الكردستانية في القضاء، وتمكنت تلك القوات من الوصول إلى الحدود السورية، وبالنقيض مما كان مقررًا بإخلاء تلك المناطق سريعًا، هي الآن غير مستعدة لتسليم الأراضي إلى أهله، في وقت كشف الجيش الأميركي لأول مرة دوره في معركة الموصل الذي يتمركز حول العمل على تفادي حوادث إطلاق النار الصديقة بين القوات العراقية فضلًا عن دعمه المدفعي والجوي.
وأكد عدد من أهالي سنجار أن وجود الحشد الشعبي يشكل خطرًا على المنطقة ويعمق من الأزمة الموجودة، ما دفع قائم مقام سنجار ومجلس محافظة نينوى إلى مطالبة الحشد بالانسحاب من القضاء، فيما قوبل هذا المطلب بالرفض من قبل قادة الحشد بدعوى أن مهام القوات في المنطقة لم تنته بعد، فالسيطرة على سنجار مقسمة الآن بين البيشمركة والحشد الشعبي والقوات التابعة للعمال الكردستاني، وتسيطر حكومة إقليم كردستان على 64% من أراضيها بعد أن ضحت البيشمركة من أجلها بـ600 شهيد ونحو 3 آلاف جريح.
فيما أعلن الجيش العراقي أن وجود تنظيم "داعش" بات محصورًا في منطقة صغيرة جدًا، بعد تمكن القوات العراقية من السيطرة على معظم المدينة التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف بالكامل، وقالت خلية الإعلام الحربي العراقية بصفحتها على "تويتر": "لم يبق لتنظيم داعش خيار سوى الموت أو الاستسلام".
وتمكنت القوات العراقية من تضييق الخناق على آخر معاقل "داعش" في الموصل، إثر سيطرتها على حي الشفاء إلى جانب جسر، لتقطع طرق الهروب أمام مقاتلي التنظيم، واستعادت السيطرة على حي الشفاء بالكامل، ووصلت إلى ضفة نهر الفرات، كما استعادت الجسر القديم الجسر "الحديدي"، وهو آخر الجسور الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
وكانت قيادة عمليات نينوى قد قالت، في بيان، إن قوات مكافحة الإرهاب استعادت سوق الشعارين ومنطقتي النبي جرجيس وعبد خوب في المدينة القديمة، وتواصل قوات الشرطة الاتحادية ملاحقة مجاميع صغيرة من مسلحي "داعش" داخل عدد من الأزقة الضيقة، حيث يختبئ بعض الانتحاريين في أنفاق أنشأها مسلحو التنظيم لإطالة أمد المعركة ضد القوات العراقية.
وكان قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية، الفريق الركن عبدالغني الأسدي، قد أعلن، الجمعة، أن النصر النهائي على تنظيم "داعش" في الموصل سيعلن "في الأيام القليلة المقبلة"، فيما كشفت القوات العراقية الخميس أنها استعادت جامع النوري الكبير في المدينة القديمة في الشطر الغربي، الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم "داعش" أبوبكر البغدادي، في خطوة اعتبرتها بغداد إعلانًا "بانتهاء دويلة الباطل الداعشية".
وجاء إعلان استعادة الجامع الذي فجره "داعش" الأسبوع الماضي، بعد مرور ثلاثة أعوام على اليوم الذي أعلن فيه إقامة "دولة الخلافة" في أجزاء من العراق وسورية، ويشير مسؤولو الإدارة المحلية في سنجار إلى أن قوات حزب العمال الكردستاني تسيطر على 8% من أراضي القضاء، وأنها مع الحشد الشعبي تمنع عودة النازحين إلى مناطقهم.
وفي السياق ذاته، كشف الجيش الأميركي لأول مرة دوره في معركة الموصل الذي يتمركز حول العمل على تفادي حوادث إطلاق النار الصديقة بين القوات العراقية فضلًا عن دعمه المدفعي والجوي، فضيق مساحة الاشتباكات في معركة استعادة آخر معاقل داعش في العراق دفع بالقوات الأميركية إلى العمل على تأمين عدم نشوب حوادث إطلاق نار صديقة في بيئة بات الأمر فيها مصدر قلق.
وأوضح الكولونيل بات ورك، مستشار في الجيش الأميركي أن "معرفة تمركز الآخر هي القاعدة الأولى للتأكد من أن القوة القاتلة موجهة نحو الهدف وليس إلى قوى صديقة، لذلك نساعدهم على معرفة تمركزهم والتغيير السريع الحاصل على أرض المعركة".
وتقوم القوات الأميركية بنشر معلومات استخباراتية على الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب لمعرفة كل وحدة لتمركز الأخرى، فضلًا عن الدعم العسكري المباشر الذي يقدمه الأميركيون عبر القصف الجوي والمدفعي لضمان نهاية لمعركة استمرت لأكثر من 8 أشهر.
من جهتها، تحاصر القوات العراقية ما تبقى من عناصر "داعش" في المدينة القديمة، وأعلنت سيطرتها على حي الشفاء ومنطقة النبي جرجيس وسوق الشعارين، فيما زار رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، قيادة العمليات المشتركة، وأوضح بيان مقتضب لمكتبه أن" رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة زار قيادة العمليات المشتركة واجتمع بقياداتها"، مشيرًأ إلى أن العبادي "اطلع على آخر مستجدات العمليات".
في المقابل، أكد محافظ نينوى أثيل النجيفي، الأحد، أن "لا بديل لنا سوى تجميع قوانا السياسية على الرغم من الانتقادات والاتهامات"، مشيرًا إلى أنه "علينا بناء مشروع سياسي يخرج المناطق المنكوبة من حالة التيه والتشتت".
وبيَّن النجييفي، في بيان تلقى"العرب اليوم" نسخة منه إن "هناك اْبواق ضعيفة من داخل المناطق المنكوبة وجدت فرصتها في هذا التيه ولا تريد تغييره"، موضحًا أن "هناك طرف ثاني قاطع العملية السياسية وراهن على انهيارها وبقي يتربص فكلما تفاقمت الصراعات الداخلية والإقليمية انتعشت آماله بأنه قد يكون البديل للجميع" .
ولفت النجييفي إلى أنه "مهما تغيرت الشخوص والأحزاب المتحالفة ومهما تعددت أيدولوجياتها وتوجهاتها السياسية تبقى تهمتي الطائفية والسعي لتقسيم العراق يوجهان لأي جهد سياسي يسعى لتنظيم وضع المناطق المنكوبة"، مضيفًا أن "مقابل التيار المقاطع للعملية السياسية، تيار سياسي متطرف من المناطق الحاكمة وجد في تغذية صورة العدو المخيف خير وسيلة لاستحواذه على شارعه وإضعاف المعتدلين في منطقته".
وأبرز النجييفي أنه "سعى لإبقاء صور المقابر الجماعية والإجراءات القمعية ضد المواكب الدينية ماثلة في أذهان مواطنيه وحرص على تغذية الشعور بالخطر على حكمهم وهم في أقصى درجات القوة والدعم الدولي وأظهر جميع معارضيه السياسيين في صورة الصنف الثاني".
وفي كركوك، أعلن مدير شرطة أقضية ونواحي كركوك العميد سرحد قادر، السبت، أن تنظيم "داعش" هاجم كركوك خلال الفترة الماضية 17 مرة بهدف السيطرة عليها وفشلت جميع هجماته، قائلًا تعليقًا على وثيقة نشرت بشأن نية "داعش" الهجوم على كركوك إن العديد منها تصل الأجهزة الأمنية وبشكل يومي، لافتًا إلى أنه من أجل يعلم الجميع أن الشرطة تقوم بمراجعة ومتابعة مثل تلك الوثائق والكتب، إلا أنه ليس صحيحًا أن المعلومات تعبر عن الواقع بشكل صحيح.
وأضاف قادر أن "داعش" هاجم كركوك 17 هجومًا كبيرًا خلال الفترة الماضية في وقت لم تكن الشرطة والقوات الأمنية الأخرى قد تلقت التدريب والتأهيل وينقصها الأسلحة والاعتدة إلا أنها أفشلت جميع تلك الهجمات رغم أن "داعش" كان حينها في أوج قوته، لافتًا إلى أن التنظيم المتطرف ضعيف، ولا يمكنه القيام بمهاجمة كركوك في المرحلة الحالية.
وتابع قادر أنه مع الأسف تقوم بعض وسائل الإعلام بنشر معلومات لاتصب في المصلحة العامة ولا تفكر في الأضرار الناجمة عنها، لافتًا إلى أن بعض الأشياء الصغيرة تقع في أيدي الإعلام الذي يقوم بتضخيمها وهذا أمر سيء، وفقًا لتعبيره.
واختتم قادر أن "داعش" عندما تتاح له الإمكانية لفعل شيء يقوم به وهو الآن بمواجهتنا ويسيطر على 30% من أراضي محافظة كركوك"، مستدركًا أن قوات البيشمركة رابضة في مواضعها والقوات الأمنية تحافظ على استقرار وأمن مدينة كركوك، وأهالي كركوك كل فرد منهم يعد عنصر بيشمركة لذلك فإن "داعش" يسعى للقيام بأي فعل في المدينة.
أرسل تعليقك