آشوريو سورية يحتفلون بأعياد الميلاد في تل تمر ويتمسكون بالبقاء رغم الحروب
آخر تحديث GMT00:32:52
 العرب اليوم -

مع غياب الكثير من المظاهر في الشوارع والأحياء ومنها الزينة والأشجار

آشوريو سورية يحتفلون بأعياد الميلاد في تل تمر ويتمسكون بالبقاء رغم الحروب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - آشوريو سورية يحتفلون بأعياد الميلاد في تل تمر ويتمسكون بالبقاء رغم الحروب

شجرة عيد الميلاد
دمشق - العرب اليوم

ألقت الحروب الدائرة والتوغل التركي في شرق الفرات بظلالها على الأجواء الاحتفالية بأعياد الميلاد، في بلدة تل تمر الواقعة أقصى شمال شرقي سورية، مع غياب كثير من المظاهر الاحتفالية في شوارعها وأحيائها القديمة بغياب الزينة وأشجار العيد، التي كانت تملأ المكان في مثل هذا الوقت قبل سنوات، لكنها هذا العام بقيت خجولة جدًا. وفي كنيسة القديسة، وسط تل تمر، أحيت الطائفة الأشورية المسيحية مراسم أعياد الميلاد، التي اجتذبت مَن تبقى داخل البلدة وقراها المجاورة وقلة قليلة من أبنائها المقيمين في مدينتي دمشق وحلب لقضاء عطلة الأعياد، بمشاركة مكونات المنطقة من عرب وأكراد.

وأعربت ميرنا المتحدرة من البلدة عن سعادتها بالاحتفال بأعياد الميلاد في كنيسة القديسة، وقالت: "نحتفل بعيد الميلاد، لأن الحرب لم ولن تلغي سعادتنا"، في إشارة إلى العملية العسكرية التركية في مناطق شرق الفرات , وشن الجيش التركي وفصائل سورية معارضة مسلحة موالية، بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هجومًا عسكريًا واسعًا (عملية "نبع السلام")، وسيطروا على مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة وشريط حدودي بطول 120 كيلومترًا متاخم للحدود التركية، ووصلت نيرانها إلى مشارف بلدة تل تمر التي تعد موطن الطائفة الآشورية ويدين سكانها المسيحية.

وقال الأب بوغوص إيشايا، بطريرك رعية الآشوريين المسيحيين، في تل تمر، الذي ترأس قداس العيد: "أشعر بفرحة وسعادة عند للاحتفال بالأعياد، وزادت سعادتي بمجيء مكونات البلدة من عرب وكرد".

وتقع تل تمر على ضفتي نهر الخابور، وتبعد نحو 40 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من محافظة الحسكة، وتُعد الموطن الأصلي للأقلية الآشورية في سورية، وكانت قد تعرضت في فبراير (شباط) 2015 لهجوم واسع نفذه عناصر تنظيم داعش، وتمكنت قوات كردية ومقاتلون أشوريون محليون بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في مايو (أيار)، من العام نفسه، من طرد عناصر التنظيم، بعد بضعة أشهر من سيطرتهم على المنطقة.

وذكرت أديبة، البالغة من العمر ستين عامًا، أن عائلتها لم تسافر كحال معظم سكان البلدة بعد الهجمات التي تعرضت لها المنطقة، وقالت: "معظم الجيران والأقرباء فضلوا السفر على البقاء في موطنهم، لا دخل لنا، أنا وأسرتي قررنا البقاء ولن نترك أرضنا".

وذكر شليمون برشا، وهو رجل دين في كنيسة القديسة، أنّ 350 عائلة فقط بقيت في البلدة وريفها، وقبل بداية الأزمة السورية ربيع 2011 بلغ عددهم نحو 35 ألف نسمة، وأضاف: "قرى نهر الخابور الآشورية باتت مهجورة تمامًا لا يسكنها أحد، أما هنا في تل تمر، فلا يتعدى وجودنا 350 عائلة". وقال إن الهجوم التركي الأخير أجبر كثيرين إما على النزوح إلى مدينتي الحسكة والقامشلي، أو السفر إلى الداخل السوري. والبعض طلب اللجوء والهجرة نحو الخارج: "المعارك لا تبعد عن تل تمر سوى 3 كيلومترات فقط. نيران الحرب تهدد البقية والصورة قاتمة، وهي لا ترحم البشر والحجر".

أمّا زوجته مريم، التي كانت صامتة طوال الوقت، فلم تستطع أن تحبس كلماتها وهي تتلفت حولها، فقالت إنها لا تشعر هذا العام بالسعادة: "لا توجد بهجة متعلقة بالعيد ولا بأي شيء يدعو للاحتفال. وجبة الغداء والعشاء التي ستقام هذه الليلة في منزلنا مجرّد واجب، حزينة لغياب أفراد عائلتي وأهلي والجيران لن يشاركونا بسبب الحروب".

وبدت شوارع البلدة شبه فارغة يقطع هدوءها صيحات الأطفال وأصوات المفرقعات، فيما بقيت أبواب المنازل مغلقة وشبابيكها تنتظر عودة سكانها. وبقيت لافتات أطباء معروفين لدى أبناء البلدة وحيدة معلقة على عيادات مغلقة، أما أصحابها فقد هاجروا منذ سنوات.

وقررت اكلتينا (57 سنة) المقيمة في العاصمة السورية دمشق وتعود أصولها إلى تل تمر، قضاء إجازة العيد هذا العام مع ابنتها المقيمة في البلدة، وعبرت عن مشاعرها بقولها: "يحزنني عدم سماع ضحكات النساء وصيحات الأطفال من أزقّة الشوارع وحواريها"، فبعد وصولها إلى مسقط رأسها ذهبت إلى منزل أسرتها للسؤال عن أقربائها وصديقاتها لتفاجأ برحيلهم، ولازمت منزل ابنتها طوال يوم العيد، وتزيد: "بهجة العيد كانت بالأقرباء والأحبة حيث كنا نحرص على زيارة كل فرد في منزله، لكن اليوم الجميع رحل عن بلده".

قد يهمك أيضًا

أعياد الميلاد تكشف تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان وملامح الـ"تقشُّف" تتصدّر شوارع بيروت

اشتباكات عنيفة بين "قسد" وعناصر سورية معارضة تدعمها تركيا في ريف تل تمر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آشوريو سورية يحتفلون بأعياد الميلاد في تل تمر ويتمسكون بالبقاء رغم الحروب آشوريو سورية يحتفلون بأعياد الميلاد في تل تمر ويتمسكون بالبقاء رغم الحروب



إليسا تخطف الأنظار بفستان أسود قصير في السويد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:36 2024 السبت ,17 آب / أغسطس

5 طرق لتنسيق البليزر القصير في صيف 2024
 العرب اليوم - 5 طرق لتنسيق البليزر القصير في صيف 2024

GMT 14:11 2024 الجمعة ,16 آب / أغسطس

زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab