حشود جمعة الغضب تجتاح الجزائر مؤكدة رفضها ترشح بوتفليقة لولاية خامسة
آخر تحديث GMT01:20:03
 العرب اليوم -

جرحى وحالات إغماء في صفوف المتظاهرين وبوتفليقة يستدعي العمامرة الى جنيف

حشود "جمعة الغضب" تجتاح الجزائر مؤكدة رفضها ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حشود "جمعة الغضب" تجتاح الجزائر مؤكدة رفضها ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

حشود "جمعة الغضب" تجتاح الجزائر
الجزائر ـ سناء سعداوي

غصت مدن الجزائر أمس الجمعة، بالحشود الغفيرة من المواطنين، التي نزلت الى الشوارع لتقول بصوت عال موحد: "لا لعهدة خامسة"، و"الجزائر أكبر من الرئيس بوتفليقة"، وذلك في ثاني أكبر موعد سياسي يضربه الجزائريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للتعبير عن حالة غير مسبوقة من السخط في "جمعة الغضب".

وشهدت المظاهرات مشاركة رموز من "ثورة التحرير"، ومن المجتمع عامة، وعرفت وجوداً كبيراً للنساء، فيما أظهرت قوات الأمن حرصاً شديداً على منع المتظاهرين من بلوغ المباني والمقار الحكومية، خصوصاً المباني الأمنية.

وقبل احتجاجات الجمعة، كان كل شيء يوحي بأن المظاهرات ستكون ضخمة في كل الولايات، غير أن رهان المتظاهرين على العاصمة كان أكبر، لأن السلطات ظلت لنحو 20 سنة تمنع المظاهرات فيها بذريعة الانزلاق الأمني. وكلما حاول حزب أو تنظيم مهني الخروج إلى الشارع لرفع مطالب اجتماعية وسياسية ومهنية، لوحت الحكومة في وجهه بفزاعة الإرهاب.

أقرا ايضًا:

الأمن الجزائري يكشف حصيلة جرحى تظاهرات "الولاية الخامسة"

وتمكن سكان العاصمة من خلال مسيرات أمس من كسر حاجز نفسي كبير كتم على أنفاسهم لسنوات طويلة، وذلك للمرة الثانية في ظرف أسبوع واحد فقط.

وقبل صلاة الجمعة، شهدت مدينتا غرداية وتيارات، وبلدة بني ورتيلان بولاية سطيف، وبلدة مشدالة بولاية البويرة، مظاهرات تطالب برحيل بوتفليقة ونظامه، وتعطلت خدمات الإنترنت بشكل كبير، تزامناً مع انطلاق المظاهرات بعد صلاة الجمعة.

وفي العاصمة، تدفقت سيول بشرية جارفة على "ساحة أول مايو" و"البريد المركزي" و"ساحة موريس أودان"، وهي أماكن عامة كانت قبل سنوات طويلة رموزاً للاحتجاج الشعبي، وقد استرجعت جمهورها أخيراً.

وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في ساحة أول مايو، مما أسفر عن جرح بعض المحتجين، وحدوث حالات إغماء بين المتظاهرين. كما شوهد رجل الأعمال الملياردير يسعد ربراب وسط المتظاهرين وهو يطالب بـ"قطيعة مع أساليب النظام البالية"، علماً بأن ربراب يواجه مشاكل كبيرة مع الحكومة التي يتهمها بعرقلة مشروعاته، ويعتبر نفسه مستثمراً عصياً على النظام، وهو نقيض رجل الأعمال الكبير علي حداد المعروف بولائه الشديد للرئيس بوتفليقة.

وتلقى رجال الأمن تعليمات صارمة للحيلولة دون مغادرة المتظاهرين الساحات العامة. وكانت خطة السلطات واضحة، وهي إتاحة الفرصة للمحتجين للتعبير عن مطالبهم في الأماكن التي يوجدون فيها، مع الحرص على منعهم من السير حتى لا تكبر المظاهرة وتصبح ككرة ثلج ويصعب احتوائها. غير أن رجال الأمن لم يتمكنوا من تنفيذ هذه الخطة، بسبب كثرة أعداد المتظاهرين، وإصرارهم على المشي في الشوارع الرئيسية للعاصمة، حيث توجد مكاتب كل الوزراء الذين ظلوا بداخلها يتابعون أطوار الحدث الكبير.

وقال إبراهيم عيسوان، من مدينة الحراش المجاورة، وهو بائع هواتف جوالة: كان لزاماً أن أشارك أبناء بلدي هذا الحفل البهيج؛ لقد دقت ساعة رحيل هذا النظام، ولم يعد مقبولاً أن يختفوا وراء رجل مريض عاجز عن تسيير البلاد، في إشارة إلى الرئيس وحاشيته.

أما راضية، وهي طالبة بجامعة العلوم والتكنولوجيا، فقالت مبتهجة: "جاء ردنا اليوم قوياً ضد أويحيى... يا أويحيى، الجزائر لن تكون أبداً سوريا؛ لن تسيل الدماء أبداً"، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء، أول من أمس بالبرلمان، التي حذر فيها من "سيناريو سوري بالجزائر".

من جهته، قال سليم، وهو عضو نشط في الحزب اليساري "الحركة الديمقراطية والاجتماعية": "رسالتنا لهم اليوم واضحة لا لبس فيها؛ نحن لا نطالب بإصلاحات سياسية عميقة، كما يزعمون، بل نريدهم أن يرحلوا عن الحكم. لم نعد نطيق رؤيتهم".

وبحسب تقارير صحافيين بوهران، كبرى ولايات الغرب الجزائري، فقد سار مئات الآلاف من الأشخاص في شوارع المدن الكبيرة، كوهران وسيدي بلعباس، وتلمسان القريبة من الحدود المغربية، وهي معقل بوتفليقة حيث يملك عدداً كبيراً من الأنصار. وجرت المظاهرات التي عرفها شرق البلاد في جو هادئ. كما شارك مئات الآلاف من سكان قسنطينة وعنابة وسطيف في مظاهرات كبيرة، رفعت خلالها شعارات معادية للرئيس بوتفليقة ومحيطه المباشر.

وخلال مظاهرات أمس، ترددت على ألسنة المتظاهرين بقوة الفضيحة التي تداولها الإعلام أول من أمس، التي تتمثل في محادثة تم تسريبها بين عبد المالك سلال، مدير حملة بوتفليقة، ورجل الأعمال حداد، والتي أظهرت مدى استعداد السلطة لإطلاق النار على المتظاهرين. كما ظهر من المحادثة أن بوتفليقة سيودع ملف ترشحه بالمجلس الدستوري غداً الأحد، مهما كانت الظروف.

يشار إلى أن الرئيس يوجد بجنيف منذ أسبوع، حيث تجرى له فحوصات طبية روتينية، بحسب بيان للرئاسة. ومنذ أن قضى بوتفليقة 80 يوماً في باريس للعلاج عام 2013، إثر إصابته بجلطة دماغية، لم تتعد سفرياته الطبية إلى فرنسا وسويسرا لاحقاً 5 أيام على أكثر تقدير.

ونقلت شبكة "يورو نيوز" الإخبارية، مساء الجمعة، عن مصدر جزائري قوله إن طائرة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عادت من جنيف إلى الجزائر من دون الرئيس. وأفادت بأن بوتفليقة استدعى مستشاره رمطان العمامرة لجنيف للتفاوض على تعينيه رئيساً للوزراء.

وأضافت أن قائد الجيش طلب من بوتفليقة البقاء في جنيف حتى 3 مارس/آذار آخر موعد لتقديم أوراق الترشح.

وقد يهمك أيضًا:

الأمن الجزائري يعلن حصيلة مظاهرات 1 مارس ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة

السلطات الجزائرية تتوقع مظاهرات مليونية الجمعة ضدّ ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حشود جمعة الغضب تجتاح الجزائر مؤكدة رفضها ترشح بوتفليقة لولاية خامسة حشود جمعة الغضب تجتاح الجزائر مؤكدة رفضها ترشح بوتفليقة لولاية خامسة



رحمة رياض بإطلالة حالمة عقب انضمامها للعبة "PUBG"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,10 آب / أغسطس

5 عادات يومية تؤدي إلى الوفاة المبكرة
 العرب اليوم - 5 عادات يومية تؤدي إلى الوفاة المبكرة

GMT 08:10 2024 السبت ,10 آب / أغسطس

أولمبياد سياسية... من سينال الميداليات؟

GMT 09:57 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

مدن الصيف: مقرن النيلين

GMT 12:44 2024 السبت ,10 آب / أغسطس

5 عادات يومية تؤدي إلى الوفاة المبكرة

GMT 05:10 2024 السبت ,10 آب / أغسطس

مصرع 7 أشخاص في تحطم طائرة بتشيلي

GMT 16:23 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

زلزال بقوة 4 درجات يضرب جنوبى إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab