دكا - عادل سلامه
رفضت حكومة ميانمار، أمس الأحد، مبادرة "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" بإعلان هدنة بين الجانبين لتوفير إمكانية إيصال مساعدات إنسانية إلى ضحايا الأزمة غرب البلاد. وأكدت رئيسة وزراء ميانمار، أون سان سو تشي، عبر صفحة مكتبها الإعلامي في "تويتر" أن سياسة بلدها لا تتضمن "إجراء مفاوضات مع الإرهابيين".
وكان "جيش إنقاذ روهينغا أراكان"، أعلن من طرف واحد عن وقف إطلاق النار غرب ميانمار لمدة شهر واحد، اعتبارا من أمس الأحد. وقال في بيان: "يحث جيش إنقاذ روهينغا أراكان بحزم كل الأطراف المعنية إلى استئناف عملية تقديم المساعدات الإنسانية لجميع المتأثرين بالأزمة، مهما كانت خلفيتهم العرقية أو الدينية، خلال فترة وقف إطلاق النار".
ومن المقرر أن تزور رئيسة وزراء بنغلادش، حسينة واجد، الثلاثاء المقبل، مخيمات لاجئي الروهينغيا الفارين من أعمال العنف في ميانمار، حسب وسائل إعلام محلية. ونقلت صحيفة "بي دي نيوز 24"، الأحد، عن أشرف الله علام، نائب المتحدث باسم الحكومة قوله إن "رئيسة الوزراء ستزور مخيم "كوتوبالانغ" في منطقة "كوكس بازار" الحدودية مع ميانمار، لتفقد الوضع الميداني للاجئين".
وكانت شيخة حسينة قالت، الأسبوع الماضي، إن بلادها "ستبذل كل ما بوسعها لدعم الروهنغيا". وأضافت: "نمارس أيضًا ضغوطات على ميانمار، حتى يتمكن مواطنيها من العودة إلى ديارهم"، حسب الصحيفة.
أما وزير خارجية بنغلادش، حسن محمود علي، فقد أعلن أمس أنّ أكثر من 3 آلاف من المسلمين الروهنغيا قُتلوا في إقليم أراكان في ميانمار خلال الهجمات التي يشنها الجيش هناك. ودعا خلال لقائه عددًا من الدبلوماسيين الأجانب في عاصمة بلاده دكا، "المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود ومساعدة مسلمي أراكان من أجل الحصول على حقوقهم".
كذلك دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المنظمات الدولية ودول العالم الإسلامي إلى التعاون من أجل إنهاء الظلم الذي يتعرض له مسلمو الروهنغيا في إقليم أراكان، من خلال تقديم كافة الإمكانات المتاحة. جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا، التي انطلقت أعمالها الأحد في العاصمة الكازاخية أستانة بمشاركة رفيعة المستوى، وتستمر على مدى يومين.
وأشار أردوغان إلى أن بلاده تريد أن تتعاون مع الحكومتين البنغالية والميانمارية للحيلولة دون تفاقم المأساة الإنسانية التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من أسبوعين. وأضاف: "أبلغنا سلطات بنغلاديش أننا ننتظر منها تقديم التسهيلات اللازمة للمسلمين اللاجئين إلى أراضيها هربًا من الاضطهاد والمجازر، فضلًا عن أننا اقترحنا تقديم المساعدات لها في هذا الخصوص".
ونظّم حزب "الجماعة الإسلامية" في مدينة كراتشي جنوبي باكستان، الأحد، مسيرة تنديدًا بالمجازر التي يمارسها جيش ميانمار ضد المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان غربي البلاد. وشارك في المسيرة التي انطلقت من نصب "محمد علي جنة" آلاف الأشخاص، وانتهت عند "تيبت سنتر" في المدينة.
واتصل سراج الحق، رئيس حزب "الجماعة الإسلامية" (أكبر الأحزاب السياسية الدينية/معارض)، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "تليكونفرانس"، وخاطب الجماهير المحتشدة، داعيًا زعماء دول العالم إلى وضع حد للإبادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمو أراكان. كما رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل: "أوقفوا الإبادة الجماعية في أراكان"، وحملوا صورًا لضحايا مسلمين قتلوا في أراكان.
أرسل تعليقك