لطفية النادي أول امرأة في مصر والعالم العربي تقود طائرة عام 1933
آخر تحديث GMT12:09:24
 العرب اليوم -

لطفية النادي أول امرأة في مصر والعالم العربي تقود طائرة عام 1933

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لطفية النادي أول امرأة في مصر والعالم العربي تقود طائرة عام 1933

لطفية النادي
القاهرة- العرب اليوم

في نهاية عام 1933، بعثت الناشطة النسوية المصرية هدى شعراوي برقية تهنئة إلى شابة عشرينية تقول فيها: "شرّفتِ وطنَك ورفعتِ رأسنا، وتوّجتِ نهضتنا بتاج الفخر".كانت هذه الفتاة هي لطفية النادي ذات الستة والعشرين ربيعا، وكانت المناسبة فوزها في مسابقة دولية للطيران نُظّمت في مصر.
من هي لطفية النادي؟ولدت لطفية النادي في القاهرة عام 1907 لأب يعمل موظفا في المطبعة الأميرية، والتحقت بالتعليم النظامي شأن عدد قليل من نظيراتها في ذلك الوقت.وفي المدرسة المتوسطة، سمعت لطفية عن الطيران، الذي كان حينها لا يزال أمرا حديثا، فراودها الحلم حتى قررت السعي إلى تحقيقه.وفي عام 1932 تأسست مدرسة مصر للطيران في ألماظة، فذهبت لطفية للالتحاق بالمدرسة.

ولكي تسلك هذا المضمار، كانت تحتاج إلى تحقيق شرطين اثنين: موافقة الأهل، وتأمين نفقات المدرسة.جاءت لطفية بوالدتها إلى إدارة المدرسة لتلبية الشرط الأول، واحتالت بالعمل سكرتيرة في المدرسة لسداد النفقات؛ ذلك أن والدها لم يكن يعرف شيئا عن التحاقها بهذه المدرسة.وكانت لطفية تحضر حصتين أسبوعيا في المدرسة، حيث تلقت 67 ساعة من التدريب على يد معلمين أجانب ومصريين.

وفي عام 1933 حصلت لطفية على إجازة الطيران لتكون بذلك أول امرأة في مصر تحصل عليها، وثاني امرأة في العالم، بعد الأمريكية أميليا إير هارت، تقود طائرة بمفردها.كما كانت لطفية رقم 34 في قائمة الحاصلين على هذه الرخصة في مصر.وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 1933 أقيم سباق للسرعة على هامش مؤتمر دولي للطيران نظمته مصر، وشارك فيه طيارون من أكثر من ستين دولة.وشاركت لطفية في ذلك السباق بين القاهرة والإسكندرية، وفاجأت الجميع بأن كانت الأولى في الوصول إلى نقطة النهاية قبل بقية المتسابقين بدقيقة كاملة.

لكن اللجنة المحكّمة رفضت الإقرار لها بهذا الفوز بدعوى أنها أغفلت إحدى خيمتين على ساحل البحر المتوسط لم تدر حولها مكتفية بالدوران حول واحدة، ومنحت بذلك الجائزة لمتسابق فرنسي.واحتفلت الصحف المصرية بهذا السبق وأصبحت لطفية النادي حديث الساعة بوصفها أول قائدة طيران في البلاد.وكتب عنها الأستاذ سلامة موسى في "المجلة الجديدة" في عددها الصادر في يناير/كانون الثاني 1934 قائلا: "ولكن مصر حاربت هذه التقاليد ونجحت في محاربتها ... وأثبتت للعالم أن المرأة المصرية ليست قعيدة البيت .. وأن فيها من الإقدام والاقتحام ما هو جدير بإعجاب العالم... فإذا بالمرأة في مقدمة الصفوف... وها نحن نرى ثمرة التطور في لطفية النادي التي يشمخ كل مصري الآن برأسه افتخارا بها".

وكتب الأستاذ أحمد حسن الزيات في مجلة الرسالة بعددها الصادر في الشهر نفسه يقول:"مَن كان يخطر بباله أن الآنسة لطفية بنت الخدر العربي، وذات الخفر المصري، تباري أساطين الطيران ذوي الماضي البعيد والمران الطويل والخبرة الواسعة وهي لم تقض في علاج هذا الفن غير ستة شهور، فكيف يقع في الظن أن تسبق سابقهم وتهبط الأرض قبله بدقيقة كاملة؟".

وبعثت الناشطة النسوية هدى شعراوي برقية تهنئة وافتخار إلى لطفية النادي، ولم تكتف شعراوي بذلك وإنما وجهت دعوة عامة للمصريين إلى الاكتتاب لشراء طيارة للطفية النادي دعمًا لها وللمرأة المصرية الطامحة إلى طرق هذا المجال.وتحكي لطفية أن أباها لما علم بالأمر غضب منها ولم يقتنع بمهارتها إلا بعد أن اصطحبته في رحلة حول الأهرامات بالطائرة في رحلة تقول عنها لطفية إنها كانت الأجمل في حياتها.وفتحت لطفية الباب لأجيال بعدها من الفتيات المصريات بينهن ليندا مسعود، وعزيزة محرم، وعايدة تكلا، وأخريات.وسافرت لطفية إلى سويسرا وأقامت بها وحصلت على الجنسية، إلى أن توفيت عام 2002 عن 95 عاما.

قد يهمك ايضا:

الاتحاد الأوروبي يؤكد لا يزال الوقت مبكرا لتحسين العلاقات مع تركيا

باحثة إفريقية تُشيد بكفاح هدى شعراوي رائدة في تحرير المرأة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لطفية النادي أول امرأة في مصر والعالم العربي تقود طائرة عام 1933 لطفية النادي أول امرأة في مصر والعالم العربي تقود طائرة عام 1933



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 01:16 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 00:55 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 06:28 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 20:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هزة أرضية بقوة 3.1 درجة تضرب الجزائر

GMT 20:28 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.1 درجة يهز ميانمار

GMT 09:28 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 00:15 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وفاة ملاكم تنزاني بعد تعرضه الضربة القاضية

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

مطار برلين يتوقع ارتفاع عدد المسافرين إلى 27 مليونا في 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab