اعترافات ومراجعات 23 التقرير السرى

اعترافات ومراجعات (23).. (التقرير السرى)

اعترافات ومراجعات (23).. (التقرير السرى)

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 23 التقرير السرى

بقلم - مصطفي الفقي

يتقدم العمر وتطل الذكريات، خصوصًا أثناء عملى فى مؤسسة الرئاسة، حيث كنا نبدأ العمل بلقاء الرئيس الراحل مبارك فى ساعة مبكرة من الصباح بحديقة منزله، وذات مرة ما إن انتهيت من عرض (البوسطة) إلا وبادرنى الرئيس بالسؤال المفاجئ قائلًا: هل هناك تقرير سرى يكتب عنك؟، فقلت له: نعم، الضرورة يكون ذلك، فقال: من الذى يكتبه؟، فقلت له: لا أعرف منذ أن انتقلت إلى الرئاسة هنا من هو المسؤول عن هذا الأمر.

وإن كنت أتوقع أن يكون هو الدكتور عصمت عبد المجيد الوزير الذى أتبع وزارته فى عملى الأصلى، أو الدكتور أسامة الباز مدير مكتب الرئيس ووكيل أول وزارة الخارجية فى الوقت ذاته. فقال لى: لا.. اطلب الاستمارة وأحضرها إلىّ، وقد أحضرتها متصورًا أنه سوف يدفع بها إلى واحد من المسؤولين المذكورين لإعطاء درجة التقرير السرى الخاص بى، لكنه سحب القلم من أمامه وكتب بخط كبير على صفحتين متقابلتين (ممتاز) ووقع محمد حسنى مبارك.

وعندما تسلمت وزارة الخارجية ذلك التقرير ذكر السفير أحمد عادل- رحمه الله- الذى كان مديرًا لإدارة التفتيش وشؤون السلكين وقتها: إذا كان أعضاء المجلس لا يعرفون كاتب كل تقرير فإننى ألفت النظر إلى خصوصية التقرير الذى سوف يوزع حالًا، لقد كتبه عن أحد المستشارين بالوزارة شخص كبير لا يخطر على بالكم فهو أكبر من الوزير نفسه، إنه رئيس الجمهورية.

وقام موظف بتوزيع التقرير بخط الرئيس ممهورًا بتوقيعه بين دهشة الأعضاء الشديدة وشعورهم بأن ذلك الشاب الذى يشغل منصب سكرتير الرئيس للمعلومات والمتابعة منتدبًا من الخارجية قد أصبح محل تقدير من مؤسسة الرئاسة بل والرئيس شخصيًا، ولقد اعتمدت وزارة الخارجية عند ترقيتى استثنائيًا لدرجة وزير مفوض على طبيعة آخر تقرير كتب عنى، والذى كتبه ووقع عليه هو رئيس الجمهورية شخصيًا.

ولعلى أتذكر دائمًا أننى قد عينت ملحقًا دبلوماسيًا بقرار جمهورى من الرئيس عبد الناصر عام 1966، وعينت عضوًا فى البرلمان المصرى لأول مرة عام 2000 بقرار جمهورى من الرئيس مبارك، وعينت أول رئيس للجامعة البريطانية فى مصر بقرار من وزير التعليم العالى، وعينت مديرًا لمكتبة الإسكندرية بقرار من مجلس الأمناء الذى يمثل قيادات كبيرة فى عدة دول، ولعلى أعترف الآن أن دور التعيينات فى حياتى كان دائمًا أسبق من دور الانتخابات أو الامتحانات.

وظللت أتساءل: هل ذلك يضعنى فى مربع الشرعية رغم أننى لم أكن طوال حياتى مؤيدًا لها مائة فى المائة أثناء كل مرحلة؟، حتى إن الرئيس الراحل مبارك أطلق علىّ لقب (مراجيح الهواء)، وكان يقول لى إنك معنا أحيانًا وضدنا أحيانًا أخرى، وهذا صحيح تمامًا لأننى كنت أرى بمنظار المستقبل ما أتطلع إليه لكى أكون واحدًا من مثقفى الدولة وليس مثقفى السلطة.

وأعتز كثيرًا لأن صديق عمرى أستاذ أساتذة العلوم السياسية الدكتور على الدين هلال هو الذى قال: إن الفقى مثقف الدولة وليس مثقف السلطة، وهذه الشهادة تكفينى فى هذا المجال. ولقد عانيت كثيرًا طوال مسيرتى فى الحياة العامة من الانتقادات المتناقضة، فالسلطة تتهمنى بأننى معارض مستتر وكثير من المعارضين يظننى مواليًا للحكم وموظفًا قدراتى فى خدمته، رغم أن الأمر ببساطة هو أننى دائمًا مع الموقف الصحيح والتوجه السليم سواء جاء من أى الجانبين بلا تفرقة.

ولقد قلت دائمًا: إننى لا أقف على جانب واحد من النهر أتطلع فى دهشة إلى الجانب الآخر، لكننى دائمًا متجاوب فى حيوية مع ما يؤدى إلى دعم المصالح العليا للبلاد ورفعة الوطن، كما أننى أملك الشجاعة غالبًا للتعبير عن وجهة نظرى التى تبدو أحيانًا مختلفة عن الرؤية الرسمية، أو على الأقل غير متطابقة معها، إننى أعترف الآن بأننى كنت على الدوام تعبيرًا منفردًا لمثقف يغرد خارج السرب فى كثير من الأحيان!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 23 التقرير السرى اعترافات ومراجعات 23 التقرير السرى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab