مستقبل الإعلام المصرى

مستقبل الإعلام المصرى

مستقبل الإعلام المصرى

 العرب اليوم -

مستقبل الإعلام المصرى

بقلم - مصطفي الفقي

لعب الإعلام المصرى منذ عام 1952 حتى الآن دورًا مختلفًا عما كان عليه قبل ذلك فلقد أصبحت الدولة كما كان يسميها أستاذنا حامد ربيع تندرج تحت قائمة الدول المسماة (الكفاحية) أى تلك التى تتبنى توجهًا موحدًا فى الداخل وفى الخارج، وكان إلغاء الأحزاب السياسية ثم تأميم الصحافة - بعد ذلك بعدة سنوات - حدثين مهمين فى تاريخ الإعلام المصرى المظلوم دائمًا والذى يجرى تحميله جميع الأخطاء الموجودة والتركيز على سلبياته متناسين إيجابياته والأمر عندى يختلف تمامًا، فالإعلام المصرى دفع فاتورة غالية من حريته أحيانًا ومن مصداقيته أحيانًا أخرى وكان وقودًا للتوجهات السياسية فى المراحل المختلفة من العقود الماضية، فالإعلام الناصرى - بوجه خاص - لعب دورًا ضخمًا فى تغيير العقلية العربية وتحويل المسار القومى نحو توجهات ترتبط بالتحرر الوطنى ومعاداة الغرب فى معظم الوقت والتعبير المباشر عن القيادة السياسية فى كل الأحوال، ولقد كان الرئيس السيسى محقًا عندما قال ذات مرة: إننى أحسد الحقبة الناصرية على الإعلام وقتها الذى كان داعمًا قويًا ومساندًا شديدًا ومقدمة سباقة للحياة السياسية والقرارات الثورية فى تلك الفترة، ولقد ازدهرت الصحافة المصرية منذ ميلادها قبل مائتى عام واستطاعت أن تكون تعبيرًا قويًا عن المجتمع المصرى والتعريف به ونشر أخباره حتى كانت الصحف الصادرة فى القاهرة - لمصريين وغير مصريين - هى صوتا وحيدا يتردد فى أنحاء العالم العربى كله، بل إن أول صحيفة كردية صدرت فى مصر إلى جانب صحافة الجاليات وفى مقدمتها الجالية اليونانية ومطبوعاتها فى الإسكندرية وغيرها، ودفع الإعلام المصرى بأسماء لامعة فى تاريخه بدءًا من الشيخ على يوسف وأمين الرافعى مرورًا بمحمد التابعى وأحمد الصاوى محمد وصولًا إلى مصطفى وعلى أمين وهيكل وغيرهم من الشخصيات المحورية فى تاريخ الإعلام المصرى قبل أن يتولى التليفزيون دوره المختلف والأشد تأثيرًا فى بلد كانت نسبة الأمية فيه فى بعض الأحيان تتجاوز الخمسين فى المائة، لذلك فإنه بعد عام 1960 وبدء البث التليفزيونى من القاهرة أصبح الوضع مختلفًا وأصبحت الثقافة العامة خصوصًا السياسية منها مادة للحديث واستعاض المصريون بالثرثرة اليومية بديلًا عن هامش الحرية الذى كان يتمدد وينكمش وفقًا للظروف السياسية والمناخ العام الذى يتمحور حول القيادة السياسية ومساراتها المختلفة، ولقد لعبت كاريزما شخصية عبدالناصر دورًا تاريخيًا فى تجسيد السلطة المصرية أمام شعوب المنطقة مع زعامة القاهرة للتيار القومى حينذاك، ولما جاء الرئيس السادات وقد كانت له علاقة مباشرة - حتى قبل ثورة عام 1952 – بالصحافة والإذاعة والتمثيل حتى كان قريبًا من الأدب والفن معنيًا بقدر لا بأس به من الثقافة التى تذكر له، وعلى كل حال فإن الصحافة هى مرآة العصر وقد اعتبرها البعض آية من آيات الزمان كما أسهم التقدم التكنولوجى فى وسائل الاتصال المقروءة والمسموعة والمرئية بشكل مباشر وأصبح الإعلام المصرى متميزًا فى الميدانين معًا ميدان الخبر وميدان الرأى، وشاركت الصحافة اللبنانية وغيرها فى المشرق والمغرب العربيين فى تلك النقلة النوعية والطفرة الكبيرة التى شهدها الإعلام المصرى على مر الزمان وفى كل العهود، ومع ذلك فإنه لا يوجد قدر كاف من تصوير الواقع الذى نعيشه والإنجازات الضخمة التى تمت والقفزات الهائلة التى تحدث خصوصًا فى مجالات الطرق والنقل السريع بصورة تواكب العصر الذى تعيش فيه الدول المتقدمة فى هذا السياق.. نعم أعترف بأن الصورة ليست بالضرورة وردية تمامًا وأن هناك قدرًا كبيرًا من المعاناة التى هى التكلفة الطبيعية للخروج من شرنقة الاقتصاد المدعوم والرواج الوهمى إلى السعر الحقيقى للسلع والخدمات مقارنة بالأسواق الدولية المماثلة واضعين فى الاعتبار ضرورة رفع معدلات الدخول لكل الفئات لكى تتواكب مع معدلات الأسعار المتزايدة وهنا تكمن المشكلة الحقيقية للتفاوت الواضح بين أسعار العرض والقدرات الشرائية على الطلب، ويكون مطلوبًا من الإعلام المصرى دورا جديدا فى مكافحة الجشع الذى أصاب الفئة الوسطى من تجار التجزئة وأحال حياة المصريين إلى نوع من العذاب فى ظل ضعف الرقابة عليهم وهم الذين يمتصون عائد التنمية على حساب ملايين الكادحين ومحدودى الدخل الذين تهتم بهم الدولة قبل غيرهم، وفى ظنى أن السنوات الماضية لم تكن هباءً منثورًا ولكنها كانت بداية مرحلة مختلفة فى حياة الوطن داخليًا وخارجيًا كما أنها أعطت الفرصة للمصريين لبناء دولتهم العصرية، فالإصلاح الاقتصادى يمضى مع الحرب على الإرهاب ويتواكب مع التعمير والبناء واستصلاح الأراضى وبقيت الدفعة القوية المطلوبة للتعليم والرعاية الصحية باعتبارهما العمودين الفقريين لحركة التقدم والنماء.

إننى أقول صراحة إن الإعلام المصرى بهيئاته الموقرة المشرفة على كل مظاهره ومصادره والتى يتولاها إعلاميون خبراء وفنيون متمرسون وبقدرته على تغطية هموم الوطن والمواطن وأوجاع المصريين فى كل المجالات، قادر على اتاحة الفرصة للجميع ليكون رديفًا للقيادة وداعمًا لها، ومبشرًا بإيجابياتها ومشيرًا أيضًا إلى السلبيات، فالأوطان تقوم على شرف الكلمة ووضوح الرؤية وصدق الرأى!

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل الإعلام المصرى مستقبل الإعلام المصرى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab