العرب واليونسكو

العرب واليونسكو

العرب واليونسكو

 العرب اليوم -

العرب واليونسكو

بقلم - مصطفي الفقي

بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها أدركت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى فى غرب أوروبا أن الأسباب الحقيقية وراء الحروب ليست سياسية فقط ولكنها أيضًا ذات طابع اقتصادى وثقافى، فخرج مشروع «مارشال» إلى النور بدعم الدول التى خرجت من الحرب العالمية الثانية منهكة أحيانًا، بل ومدمرة أحيانًا أخرى، واكتشف خبراء السياسة والدبلوماسيون الكبار أن من الأسباب التى تقف وراء الحروب الجهل المتبادل بين الثقافات الكبرى فى العالم المعاصر، وانعدام الثقة بين ورثة الحضارات الكبرى، فكان ميلاد منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) التى اتخذت من باريس عاصمة النور مقرًا لها، وجدير بالذكر أن القاهرة كانت مقرًا لثانى مكتب فى تاريخ تلك المنظمة، وبذلك أصبح لمصر الحضارة - كالمعتاد دائمًا - وضع خاص فى تلك المنظمة الوليدة، ولقد سعت الدول العربية وفى مقدمتها مصر إلى الحصول على منصب المدير العام عبر الدورات المتعاقبة لتلك المنظمة ذات الطابع الخاص والمعنية بالتعليم والثقافة وحماية الآثار والبحث فى الحضارات من أجل الوصول إلى عالم يحفل بالتعددية وتفيض من ساحته الآراء الجديدة والأفكار البناءة بل والاختراعات غير المسبوقة أيضًا، ولقد تقدم العرب بأكثر من مرشح لهذا المنصب الدولى الرفيع وفى المرة الأولى دخل السباق مرشحون عرب يتقدمهم الشاعر الوزير السعودى الراحل غازى القصيبى فى مواجهة مرشح عربى آخر كان هو الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية حينذاك، وقد التزم الرئيس الراحل مبارك أمام العاهل السعودى بألا ترشح مصر شخصًا بذاته بل تدعم المرشح السعودى، خصوصًا أن مشكلتنا الكبرى كانت دائمًا هى توحيد الصف العربى والاتفاق على مرشح واحد باسمنا جميعًا، إذ إن الانقسام العربى - العربى قد أضاع فرصًا كثيرة على العرب خصوصًا فى الترشيحات الدولية والإقليمية، ومازلت أتذكر الموقف الحرج الذى كانت تقفه مصر مع ابن بار من أبنائها هو الدكتور إسماعيل سراج الدين حيث حجبت عنه دعمها وتركته وحيدًا فى المعركة، وما زلت أتذكر أن وزيرة خارجية النمسا (بينيتا فيريرو) قد استدعتنى ذات يوم وقالت لى: هل إسماعيل سراج الدين هو مرشح مصر؟ فقرأت لها الرسالة التى تقول إنه مرشح مصرى، ولكنه ليس مرشح مصر التى التزمت أمام العاهل السعودى بألا ترشح منافسًا للشاعر الكبير غازى القصيبى، وكانت الوزيرة شديدة الدهشة ولا تستطيع تفهم الموقفين العربى والمصرى المتعارضين شكلا المتفقين موضوعًا، ثم رأت مصر فى سنوات تالية أن تتقدم بأفضل أبنائها فرشحت الوزير الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى لذلك المنصب الدولى الرفيع وجرى استقطاب هائل للحصول على أصوات الدول خصوصًا العربية والإفريقية، ولكن لم يتحقق التزام بعينه وفقد فاروق حسنى المنصب الذى كان يستحقه عن جدارة كفنان تشكيلى عالمى وصاحب مدرسة حديثة فى الفنون عمومًا، ولم يوفق فاروق حسنى بسبب الضغوط الأمريكية ضده وضغطها على الوفود الإفريقية بدعوى أنه قال ذات يوم عندما سئل عن إصدار كتب يهودية فى مصر أنها غير موجودة، وأنها إذا وجدت فسوف يحرقها، ولم يقل الرجل ذلك فضلا عن أنها ليست لغته ولا طريقة ذلك الفنان الكبير الذى يحترم الجميع ويحترمونه، ثم جاءت المرة الثالثة التى اقتحمت فيها مصر عرين الأسد وتقدمت بمصرية متميزة كانت سفيرة ناجحة ووزيرة متألقة قادت حملات اجتماعية وثقافية أثرت على المجتمع المصرى ونهضت به فى بعض القطاعات ولكنها لم تحز على المنصب إذ تقدمت فى الأيام الأخيرة قبيل التصويت وزيرة الثقافة الفرنسية وهى ابنة (أندرى أزولاي) المستشار اليهودى الأسبق للعاهل المغربى التى انتهزت فرصة الانقسام العربى بين مصر وقطر التى رشحت مرشحًا متميزًا أعرفه عن قرب أيضًا وأعنى به الدكتور حمد الكوارى السفير القطرى السابق فى واشنطن ونيويورك وباريس ووزير الثقافة فى بلاده وخريج كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وفازت الفرنسية المغربية بالمنصب دون مجهود كبير وفقدت السفيرة الوزيرة المصرية المنصب بعد سباقٍ متقارب تمامًا كادت تحوز فيه مصر ذلك المنصب الرفيع ولكن نتيجة الانقسام العربى أن فقدته كلٌ من مصر وقطر وانتزعته فرنسا دولة المقر، وها نحن الآن على أبواب انتخابات جديدة فى 2025 لاختيار مدير جديد لهذا المنصب الدولى الرفيع، الذى تستحقه مصر عن جدارة والذى رشحت له واحدًا من أفضل المرشحين الدوليين على الإطلاق لهذا المنصب وهو الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار المصرى لعدة سنوات وصاحب البصمات المضيئة على ذلك القطاع الحيوى الكبير، فضلا عن إجادته الكاملة الإنجليزية والفرنسية مع تميز ثقافى وفكرى واضح فى إطار المدرسة الفرانكفونية الدولية، ولحسن الحظ أن كلا من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقى قررا أنه المرشح الوحيد للعرب والأفارقة، فضلا عن أنه يحظى باحترام فرنسى كبير قد يتحول إلى دعم مباشر لذلك المرشح المتميز الذى لا نظير له.. ونحن ندعو الجميع إلى الوقوف وراء تلك الشخصية التى تمثل الثقافة المصرية والعربية والإفريقية والإسلامية والبحر متوسطية وقادم للمنصب من بلاد الحضارات القديمة والتراث العربى الكبير.. مصر كنانة الله المحروسة دائمًا.

 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب واليونسكو العرب واليونسكو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab