مصر والجامعة العربية

مصر والجامعة العربية

مصر والجامعة العربية

 العرب اليوم -

مصر والجامعة العربية

بقلم - مصطفى الفقي

تثور من آونة لأخرى أحاديث فى بعض الدوائر العربية تدعى سيطرة الإدارة المصرية على المنظمة الإقليمية الدولية بدعوى أن الأمين العام مصرى منذ إنشائها مع حديث عن نسبة العمالة فى الوظائف الدنيا بالجامعة وتواجد المصريين فيها أكثر من غيرهم، ولقد ترددت أقوال فى هذا السياق خلال الأسابيع الأخيرة بمناسبة التجديد للأمين العام المصرى السيد أحمد أبوالغيط لفترة ثانية فى موقعه، ولأن هذه الأقاويل تبدو من طراز ما يتردد عن المسكوت عنه فى كثير من شؤون المنطقة العربية واتباع سياسة القبول بما هو قائم حتى وإن لم يكن مرضيًا لمن ينتمون له، من هنا فإننا نطرح الملاحظات الآتية:

أولًا: صحيح أن الأمين العام لجامعة الدول العربية قد جاء من دولة المقر منذ أيام عبدالرحمن عزام باشا وصولًا إلى فترة السيد أحمد أبوالغيط، وإذا كان الأمين العام الأول قد جاء بتوافق مصرى سعودى فإن الأمناء العامّين بعد ذلك بدءًا من عبد الخالق حسونة ومرورًا بأحمد عصمت عبدالمجيد ثم عمرو موسى ونبيل العربى وأحمد أبوالغيط فإنهم ينتمون جميعًا إلى الدولة المصرية، ويبدو أن ذلك أمر مستحب بالمنطق العربى، إذ أن الأمين العام الذى يأتى من دولة المقر يكون أقدر على التعامل مع الجهات المحلية وأعرف بشؤون الدولة، فضلًا عن رصيد كبير من المعارف إلى جانب أنه مقيم فى مسكنه من البداية، ولم تكن تلك قاعدة مصرية بل هى أمر متعارف عليه لدى كل الأطراف بدليل أنه عندما انتقلت الجامعة إلى تونس تولى أمانتها العامة تونسى أيضًا هو السيد الشاذلى القليبى، وذلك يعنى أن العقل العربى وليس المصرى وحده قد ربط دائمًا بين دولة المقر وجنسية الأمين العام على اعتبار أن ذلك يجعل الأمين العام قادرًا على أن يبدأ عمله من يوم تعيينه وأن يكون ملمًا بشبكة الاتصالات الحكومية والارتباطات الوظيفية فى دولة المقر التى ترتبط مع الجامعة باتفاقية محددة منذ بداية إنشائها.

ثانيًا: إن الحديث عن زيادة عدد العاملين فى الجامعة العربية من المصريين والمصريات هو قول مردود عليه، ففى كل المنظمات الدولية نجد أن نسبة كبيرة من العاملين فى كل منظمة تكون من أبناء دولة المقر على اعتبار أن ذلك أقصر الطرق فى التعيين وأوفرها على اعتبار أن من يعمل لن يحتاج إلى بدل سكن أو مصروفات إضافية، وغالبًا ما تكون معظم تلك الوظائف هى من ذلك النوع الذى لا يشكل جاذبية لغير أبناء الدولة التى يقع فيها مقر الجامعة.

ثالثًا: إن مصر قد لعبت دورًا تاريخيًا فى دعم الجامعة وتثبيت أركانها ويكفى أن سياسة القمم العربية بدأت من مصر منذ مؤتمر إنشاص 1946 حتى آخر قمة عربية، ويكفى أن نتذكر أن عبدالناصر بقامته القومية العالية لم يتجاوز الجامعة العربية، وحافظ على تقاليد العمل من خلالها، ودعا إلى القمم العربية منذ مطلع الستينيات من خلال إجراءاتها، ولم يفرض عليها سياسة مصرية أو توجهًا ناصريًا لم يكن مقبولًا بالضرورة من كل الدول العربية حينذاك، لقد تمكن عبدالناصر من إعطاء الجامعة العربية مكانتها المتفردة واستقلالية عملها، وعندما بدأ السادات مبادرته التاريخية بعد نصر أكتوبر بزيارة القدس عام 1977 وما تلى ذلك حتى توقيع اتفاقية السلام فى مارس عام 1979 فإنه مضى على طريق مختلف دون أن يمس الجامعة التى قاطعته وانتقلت من دولة المقر بحكم الميثاق إلى تونس طوال عقد الثمانينيات من القرن الماضى.

إن إصلاح الجامعة شأن إصلاح معظم المنظمات الدولية المعاصرة هو أمر لا يمس دولة المقر ولا يجب أن ينال منها، لأن المنظمة الدولية فى النهاية هى محصلة إرادات الدول الأعضاء فيها وليست أبدًا رهينة لدولة معينة، وإذا أردنا إصلاحًا عربيًا للجامعة فإن ذلك يقتضى نوايا صادقة وإرادة جادة تدعم هذه المؤسسة العربية الكبرى ماديًا وسياسيًا وإعلاميًا حتى تبقى بيتًا للعرب ورمزًا لوجودهم، ويكفى أنها تستقبل وزراء الخارجية للدول العربية فى اجتماعهم بالقاهرة مرتين حاليًا على الأقل كل عام فضلًا عن دورية القمة العربية التى تجمدت بفعل رياح الربيع العربى وما حملته من ملابسات وما طرحته من احتمالات.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والجامعة العربية مصر والجامعة العربية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab