الفنون تراث وحداثة

الفنون.. تراث وحداثة

الفنون.. تراث وحداثة

 العرب اليوم -

الفنون تراث وحداثة

بقلم - مصطفى الفقي

سوف أظل ألح على أهمية الفنون فى بلادنا، باعتبارها رصيدًا ثقافيًا لا يفنى.. وقد تذكرت ذلك وأنا أشارك فى احتفال مؤسسة الفنان فاروق حسنى الذى اختارنى أحد أعضاء مجلس أمنائها، إذ إن ذلك الفنان الموسوعى الشامل لم يقف عند حدود الفن التشكيلى فقط، بل تجاوزه إلى عموم إمبراطورية الفن القديم والحديث، ورصد لهم جوائز مادية كبيرة مازالت تستقبل شباب وشابات الفن المصرى المعاصر.

ولا يتخيل البعض درجة الزحام على تلك المناسبة السنوية التى يترقبها الكثيرون كل عام، ويدهشنى أن الأعداد تتزايد عامًا بعد عام، فى شهادةٍ تاريخية لوزير الثقافة الأسبق بأن اسم فاروق حسنى الفنان يعلو كثيرًا فوق اسم فاروق حسنى الوزير. ولقد شاهدت بعينى رأسى وأنا سفير لمصر فى دولة النمسا طوابير القادمين والقادمات فى الساعات الباكرة من الصباح، وفى ظل الصقيع والرياح الباردة لزيارة معرض فاروق حسنى فى فيينا، وأدركت وقتها أن الفن لا وطن له مهما كان انتماء الفنان لوطن بذاته إلا أن إنتاجه يبقى ملكًا للبشرية بلا تفرقة.

إن مصر موطن الفنون ومصدر الثقافات، وعليها أن تدرك دائمًا أن قدرتها على المضى فى طريق المستقبل الواعد ينبغى أن تكون مدعومة بالقوى الناعمة التى يملكها المواطن المصرى خصوصًا، وأن الثقافة هى أغلى سلعة يتم تصديرها من مصر.. وتلك حقيقة عبرنا بها العصور الإغريقية والرومانية والقبطية والعربية حتى وصلنا إلى مصر الإسلامية التى تملك تراثًا فريدًا من العمارة التاريخية فى مختلف الأزمنة على نحو لا نجد له شبيهًا، ولذلك فإننى أطالب بأن يظل اسم مصر مرتبطًا بالفنون بكل ألوانها، وفى مقدمتها المسرح والسينما، لأن تلك بضاعة اشتهرت بها مصر وينبغى ألا تفرط فيها أبدًا.. وأعترف بأننى كقارئ ألتهم كل صباح العمود الذى يكتبه الناقد الفنى طارق الشناوى، سليل بيت الأدب والشعر والثقافة والفن، لكى أستجمع بعض المعلومات المتصلة بخريطة الفنون الإقليمية والدولية، وسوف تظل مصر مركز الإلهام لا ينازعها أحد فى ذلك مهما اختلفت الإمكانات المادية وتفاوتت القدرات الشرائية.. فالمهم فى الفنون ليس ظهورها فقط ولكن استمرارها عبر القرون، فهو الذى يزهو بتاريخها ويعكس فلسفتها بما لا يضع مبررًا للقلق على الدور المصرى الرائد فى ميادين الثقافة والأدب والفن، وهو دور لم يمنحه لنا أحد ولكنه جزء من معطيات تاريخية ورثناها عن أجداد الأجداد وتعلقنا بها وسوف نظل حتى أحفاد الأحفاد، فالفن لغة عالمية، وهو تعبير عن حلاوة العصر الذى نعيشه ورقى الزمان الذى نعبره، وهى ميزات لا تندثر أبدًا، نعيش بها ومنها ولها عبر الأحقاب والعصور، فالفنان هو سفير أمته للعالم وإلى الدول والشعوب والمجتمعات، وهو ابن عصره وأيقونة وطنه الذى يظل متوهجًا فى كل الأزمنة ومتألقًا على مدار الأعوام. وإذا كان الفن هو تلك النسب الجمالية التى تربط بين الأشياء بل توفق بين الظواهر أيضًا فإن ذلك ينبغى ألا يكون قيدًا على حركته أو معطلًا لتقدمه، فإذا كانت الحاجة هى أم الاختراع فإن الحرية هى أم الإبداع، ولذلك فإن الفنون تزدهر فى البيئة الحرة والمناخ الصحى الذى يحميها من الرياح العاصفة والأعاصير العاتية.

والثقافة المصرية بآدابها وفنونها حلقت دائمًا فى سماوات العلا والمجد، وسوف تظل مصر أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ. مصر مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد والشيخ الشعراوى، مصر الحضارة الباقية والتألق الدائم لأنه دور تاريخى لن ينتهى أبدًا فى ظل الأمنيات والدعوات، بل لابد من العمل الدؤوب لكى تظل مصر منارة الثقافة وضياء المعرفة وركيزة الفنون.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنون تراث وحداثة الفنون تراث وحداثة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab