اعترافات ومراجعات 19 بورصة البشر

اعترافات ومراجعات (19).. (بورصة البشر)

اعترافات ومراجعات (19).. (بورصة البشر)

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 19 بورصة البشر

بقلم - مصطفي الفقي

كتبت أكثر من مرة فى استكشاف ما يمكن تسميته «بورصة البشر» وارتفاع أسهم بعض الأفراد أو حتى المؤسسات وهبوطها فى سوق الحياة العامة داخل الدول وفقًا لتغير الظروف، إذ إن بورصة البشر هى مؤشر هام يلعب فيه عنصر الزمن دورًا رئيسًا لا نستطيع إنكاره، فنحن نرى لشخصية معينة وزنًا بذاته خلال فترة محددة، ولكن هذا الوزن قد يتغير تغيرًا كبيرًا إذا ما برح المسؤول الكبير موقعه أو دارت الدوائر على وضع تمتع فيه بميزات لم تعد متاحة.

وكان أكثر ما لفت نظرى على امتداد سنوات خدمتى العامة، والتى تزيد على نصف قرن من ممارسات للعمل السياسى والدبلوماسى، الثقافى والإعلامى، الأكاديمى والتعليمى، البرلمانى والحزبى، وفى كل منها مواقع شغلتها فى حياتى خلال العقود الأخيرة، وتركت معظمها طوعًا أو كرهًا لكى أكتشف معادن البشر من حولى، فاكتشفت أننا ننتمى إلى منظومة نفسية معقدة يصفق الجميع لمن يملك السلطة ويتحامل الكل على من يتركها ويتحول حملة المباخر ومرددو الأشعار والأذكار فى مدح المسؤول إلى مُعادين له.

منتقدين لسياساته دون ترفع أو خجل، ويضربون بالدفوف للقادم الجديد ويتهللون لطلعته وهم أنفسهم الذين سوف ينتقدون ما فعل بعد أن يترك الموقع وتتحول إيجابياته التى طالما تغنوا بها إلى سلبيات يصبون عليه اللعنات بسببها، وتلك ظاهرة محزنة تشير إلى غياب الضمير وتدهور الأخلاقيات، كما أنها تؤكد أن بورصة البشر ترفع أسهم أصحابها بقدر ما يملكون من ثروة وما يحوزون من سلطة وما يمتلكون من أسباب القوة بمختلف أنواعها مالًا أو عصبية أو حتى تميزًا بدنيًا أو موهبة ذاتية، ولعلى أعترف الآن بأن هذا الهاجس الذى يؤدى إلى المقارنة بين الوضعين بارتفاع السهم وانخفاضه هو ما شعرت به عندما انتهت خدمتى فى مواقع مختلفة.

بدءًا من مؤسسة الرئاسة، مرورًا بوزارة الخارجية والبرلمان المصرى، ثم الجامعة البريطانية وغيرها، وصولًا إلى مكتبة الإسكندرية التى قضيت فيها سنوات خمس مديرًا لها، بدأتها بالوقوف داعمًا لسلفى تقديرًا له واعترافًا بفضله، ثم عكفت على توظيف تلك المؤسسة المصرية الدولية النادرة لخدمة الوطن وتعزيز المناخ الثقافى فى حوض البحر المتوسط، الذى يعتبر بحيرة الحضارات التى تطل على شماله وجنوبه وشرقه وغربه.

لقد اكتشفت بعد ذلك أن أقرب الناس حولى وأشدهم حماسًا لقراراتى وإشادة بإنجازاتى هم فى معظمهم الذين انقلبوا بين عشية وضحاها وتغيرت جلودهم بين يوم وليلة، ولا يقف الأمر عند حدودى كشخص يكتب عن تجربته الذاتية، ولكننى أقرأ ذات الأمر فى عيون كل الزملاء والرفاق من أبناء الأجيال المختلفة عندما تدور الدوائر وتتحرك مؤشرات البورصة، إذ إن تعاقب الأجيال وتداول السلطة ودوران النخبة لا يأخذ مجراه الطبيعى.

ولكنه يتحول إلى ميزات ممنوحة أو أخرى ممنوعة بحكم عجلة الزمن الذى يقول صوته دائمًا (إذا دامت لغيرك ما وصلت إليك)، إن بورصة البشر تشدنى إلى عامل الزمن الذى أود أن أكتب عنه كثيرًا، فلكل عصر رموزه، ولكل وقت قياداته، والذين يتصورون دوام الحال إنما يلعبون فى مجال المحال، بل إننى أحيانًا أشتم رائحة الزمن، فهذه رائحة الستينيات بما لها وما عليها.

وتلك رائحة السبعينيات بصخبها وضجيج الأحداث فيها، وقس على ذلك ما يعززه مسار الأحداث، حيث تعطى كل فترة زمنية إشارات تؤرخ لكل مرحلة وتوضح مسيرة كل فترة، فللعصر الملكى فى مصر مذاق خاص، ولأحقاب يوليو 52 نغمة مختلفة، كذلك فإن مصر- دولة ونظام حكم ومجتمعًا إنسانيًا- قد اختلفت كثيرًا بعد 25 يناير 2011 عن الفترات التى سبقتها، وبورصة البشر تتأرجح بشدة بعد أن رأى المصريون رئيس الدولة الراحل حسنى مبارك مستبدلًا بموقع الرئاسة وما يحيط به من هالات وأضواء مكانًا فى أحد السجون أو المستشفيات.

ونحن لا نحكم هنا على زعيم أو قائد إلا بظروف عصره والملابسات التى أحاطت بحكمه وعدسات البورصة التى رصدت ما جرى وحكمت عليه عدلًا أو افتراءً، إن العلاقة بين الفرد والمؤسسة تبدو جزءًا لا ينفصل عن مفهوم بورصة البشر التى تحدد موقع كل منهما تجاه الآخر وفقًا لدورة الزمن وتغير الظروف وتبدل الأحوال.. إنها بورصة البشر محكمة الزمان، وإرادة المكان ودورة الحياة!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 19 بورصة البشر اعترافات ومراجعات 19 بورصة البشر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab