رحيل عام

رحيل عام

رحيل عام

 العرب اليوم -

رحيل عام

بقلم- مصطفى الفقي

فى مثل هذه الأيام ينصرف عام ويأتى الجديد وتصبح تلك النقلة هى مناسبة التأمل فيما مضى وما هو قائم، بل وأيضًا فيما هو قادم، وإذ يطوى عام 2021 أوراقه ويستأذن فى الانصراف، فإن علينا أن نودّعه بما يستحقه من عبارات التكريم وإشارات الاستهجان فى نفس الوقت، فلقد كان عامًا ليس كسائر الأعوام سيطرت فيه شدة الوباء وسرعة انتشاره فى كافة أنحاء المعمورة، لكى نتأكد أن البشرية تواجه من الآن فصاعدًا تحديًا قديمًا يتصل بغزو الأمراض وانتشار الأوبئة، فى محاولة غامضة لإحداث التوازن بين سعة الكون وحجم البشر فى الكوكب بمجمله، ولقد تعددت التفسيرات وتكاثرت التأويلات.

ولكن الأمر الذى لا جدال فيه هو أننا نواجه منذ بداية عام 2020 موجات متتالية لفيروس سريع الانتشار شديد الفتك أحيانًا، كما أن اللقاحات المضادة له هى الأخرى محل جدلٍ كبير وتنافس تجارى محموم، حتى أصبح المواطن العادى فى حيرة من أمره لا يدرك أين الصواب، فالشائعات كثيرة والتفسيرات ملتوية والتأويلات بغير حدود، ويهمنى الآن ونحن نودع هذا العام- 2021- أن أتمنى ألا تأتى الأيام المثيلة من العام المقبل إلا وقد انتصر العلم على المرض وقهرت إرادة الحياة كل محاولات الفيروسات القاتلة من غزو أجساد البشر، حتى تتهيأ الإنسانية للعودة إلى الإقلاع نحو المستقبل بثقةٍ ويقين، فما أكثر الموارد التى تبددت والمكاسب التى أُهدرت على مرأى ومسمع من إنسان العصر الحديث الذى يلهث وراء الأخبار ويلتقط الشائعات ويتسقط المعلومات بحثًا عن شعاع الأمل الذى لا يبدو وشيكًا، ولعلنا نطرح الآن فى هذا الأمر ملاحظات ثلاثًا:

أولًا: إن رحيل عام 2021 لا يعنى أن المعاناة سوف تنتهى أو أن هناك مواقيت ترتبط بدورة الزمن، حيث تضع حدًا للوباء الذى ابتليت به البشرية منذ نهاية خريف 2019، فالشواهد تؤكد أن الطريق طويل وأن المعاناة سوف تتواصل ما لم تتحقق العدالة الدولية فى مسألة توزيع اللقاحات وتعميم الأمصال دون تفرقة بين دولة وأخرى أو شعبٍ وآخر، فلقد أثبتت محنة الكورونا بتوابعها أن الإنسان مازال فى عجلةٍ من أمره بحثًا عن المكاسب على المدى القصير دون أن يمتلك نظرة بعيدة يستشرف بها المستقبل وينأى بنفسه عن العنصرية والذاتية والأنانية حتى يسهم فى صُنع حياةٍ أفضل يسودها التعاون والتضامن ويعم فيها السلام على الأرض.

ثانيًا: لقد أثبتت محنة الكورونا بكل تبعاتها أيضًا أن الروح السائدة فى عالمنا مازالت تحتاج إلى جهودٍ ضخمة، لكى تمضى على الطريق الصحيح نحو غاياتٍ واضحة تحافظ على الجنس البشرى وتضمن استمرار بقائه.

ثالثًا: لقد تأكد لنا الآن أن الدول يجب أن تنفق الكثير على الأبحاث العلمية، بل والتجارب الطبية قبل غيرها، لأن مستقبل الإنسان محكوم بما يحيط به، خصوصًا أنه عدو ما يجهله ولا يرتاد طريقًا جديدًا إلا إذا كان شديد الثقة فى إمكانية تحقيق أهدافه، فالإنسانية لا تملك ترف الإخفاق فى جهودها المتواصلة المتعلقة بالدفع بالمخاطر بعيدًا عن مسارات البشرية فى المستقبلين القريب والبعيد، ولابد لنا هنا من توفير أكبر قدر من الموضوعية والبعد عن شخصنة الأمور والانحيازات غير المبررة كأنما لا تكفى العالم المعاصر تلك الصراعات المحتدمة التى أصبح من المتوقع أن تنال من تماسكه وأن تضر بالعقل البشرى فى الصميم.

.. وداعًا أيها العام الذى انقضى، ومرحبًا بالقادم الجديد لعله يحمل معه ما يُحيى الآمال ويحفظ السلم والأمن الدوليين ويضع حدًا لنزيف الصراعات الدامية الذى نشاهده فى كل مكان، بحيث تتحقق أثناءه نقلة نوعية كبرى فى كافة المجالات، ذلك أن الخوف من المجهول هو أقسى المشاعر، كما أن الحياة القائمة على القلق الدائم والتحسب المستمر تؤدى فى النهاية إلى البؤس المقيم والحزن الدائم.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل عام رحيل عام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab