اعترافات ومراجعات 21 طريقة العرض

اعترافات ومراجعات (21) طريقة العرض

اعترافات ومراجعات (21) طريقة العرض

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 21 طريقة العرض

بقلم - مصطفي الفقي

قال الحكماء: (إن الحياة ليست فقط حقيقة ولكنها أيضًا طريقة)، ولقد اكتشفت من تجربتى فى العمل ثمانى سنوات فى مؤسسة الرئاسة على مقربة من صانع القرار والرجل الأول فى البلاد، أن طريقة العرض عليه تحتاج إلى ضمير حى ونفسية شفافة وخلق نظيف لا يتلون وفق هوى الحاكم ولا يتغير بسبب مشاعره، ولقد عرضت على الرئيس الراحل كثيرًا من المعلومات والأخبار بما يسمح له بأن يتخذ القرار العادل والرأى الصحيح دون جنوح أو ظلم أو افتراء.

وما زلت أتذكر بعض القصص التى تعين على فهم ما أريد أن أقول، فقد ترشح سفير مرموق فى وزارة الخارجية لمنصب رئيس الجمهورية- قبل تعديل المادة 76 من دستور عام 1971 التى كانت لا تعطى للمواطن العادى حق التقدم لمجلس الشعب طلبًا لترشيحه دون سابق إعداد أو ترتيب، على أساس أن اختيار الرئيس كان يتم فى ذلك الوقت بالاستفتاء وليس بالانتخاب- واعتبر الكثيرون أن السفير المرشح وهو الراحل د.طه الفرنوانى قد أقدم على عملية انتحار سياسى بترشيح نفسه أمام الرئيس وكأنما يبشر من جانب واحد باختيار الرئيس بالانتخاب وليس بالاستفتاء كما ينص الدستور حينذاك، ولقد شعر الرئيس الراحل بأن تصرف الفرنوانى لا ينم عن محبة لشخص الرئيس ويمثل تحديًا ساذجًا له، وشعرت أنه طوى النفس على شىء من الضيق تجاه ذلك التصرف، خصوصًا أنه اعتقد أن السبب فى ذلك هو ترشيح الخارجية للفرنوانى سفيرًا فى السودان وقد كان سفيرًا فى زامبيا من قبل، وتوقع أن يذهب إلى عاصمة أفضل فى الحياة المعيشية رغم أهمية السودان بالنسبة لنا والتى لا تحتاج إلى شرح.

وقد اتصل بى ذات صباح السفير مجدى صبرى- وقد كان نائب أحكام فى القضاء العسكرى مثل الفرنوانى قبل التحاقهما بالخارجية- وقال لى: إن نتيجة امتحان السلك الدبلوماسى قد أصبحت جاهزة وقد علمت بذلك من خلال اتصالاتى - على حد قوله- وأن محمد طه الفرنوانى هو أول الدفعة ولكن هناك من يتشكك فى إمكانية قبول الرئيس لهذه النتيجة، وكان يمكن أن أذهب إلى الرئيس قائلًا: إن ابن السفير الفرنوانى الذى رشح نفسه أمامكم قد نجح فى امتحان الخارجية ولكن الأجهزة حجبت النتيجة لاستطلاع رأيكم أولًا، ولأننى أعلم أن طريقة العرض يمكن أن تؤدى إلى إحدى النتيجتين الأولى هى القبول بالنتيجة والارتياح لوصول الشاب المصرى إلى هذا المستوى، خصوصًا أننى أعرفه طالبًا درّست له من قبل فى الجامعة الأمريكية، وإما أن يرفض الرئيس بشدة النتيجة ويبدأ بحملة انتقاد عنيفة ضد والده السفير، فدخلت على الرئيس فى ابتسامة هادئة وقلت له: بسم الله ما شاء الله يا سيادة الرئيس، إن ابن السفير طه الفرنوانى هو الأول على دفعة الملحقين الدبلوماسيين الجدد بفارق كبير، ولقد كان الأول دائمًا أيضًا فى الجامعة الأمريكية، فوجدت الرئيس يبتسم فى سعادة ويقول: إنه أفضل من أبيه وقطعًا سوف يكون سفيرًا ذات يوم فى دولة يستحقها.

واعتبرت الروح الطيبة التى أبداها الرئيس بمثابة موافقة على النتيجة وأبلغت أصحاب القرار بذلك فجرى اعتماد النتيجة من وزير الخارجية دون تغيير، وقلت فى نفسى سبحان الله إن طريقة العرض على الرئيس أو حتى المسؤول الكبير تعتمد على أسلوب العرض الذى يمكن أن يؤدى إلى نتيجتين متعارضتين تمامًا، فقد يقول من يعرض على ولى الأمر كلامًا عادلًا وصادقًا يجعله يدفع بصاحب الحاجة إلى أعلى المراتب، أو يقدم له صورة سلبية بلا خلق ولا ضمير تجعله يقذف به فى سلة المهملات، إنها بحق طريقة العرض التى تحتاج إلى معلومات أمينة وتحليل صادق وعرض موضوعى.

وهأنا ذا أعترف اليوم بأننى وطّنت نفسى فى العرض على صاحب القرار أن أنحى جانبًا كل مشاعرى الشخصية وأحاسيسى الخاصة وأن أتصرف بحياد وصدق وضمير عادل، ولقد أدى ذلك إلى أنى قضيت سنوات عملى فى مؤسسة الرئاسة لم أظلم أحدًا ولم أزيف حقيقة ولم أعط خبرًا مغلوطًا ولم أقم بعملية تقديم أو تأخير فى العرض لصالح أصحابه أو ضدهم؛ لذلك خرجت محبوبًا من كافة من عرفت، مقبولًا من كل من تعاملت معهم، وتلك فضيلة أتذكرها وأحمد الله عليها، وأنبه إلى خطورة أمانة العرض خصوصًا على صاحب القرار الكبير!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 21 طريقة العرض اعترافات ومراجعات 21 طريقة العرض



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab