بقلم - عماد الدين أديب
بالقانون الصريح، وبدستور البلاد، وبالانتخابات الشفافة، يحصل فلاديمير بوتين على رئاسة خامسة لدولة الاتحاد الروسي، لمدة 6 سنوات مقبلة.
وبنسبة حضور فاقت آخر انتخابات رئاسية عام 2018، وأمام 3 منافسين معارضين، لا قيمة سياسية لهم، فاز الرجل بشكل ساحق، بعدما ظل آخر سنوات يقصي ويستبعد أي مشروع معارضة ضده، إما بالإبعاد السياسي أو الاعتقال.
تفسير بوتين للسلطة، هي «قدرة الحاكم على إدارة مفاصل الدولة ومقدراتها بقوة، في يد سلطة مركزية قوية وقادرة».
ويرى بوتين أن الكلمة السحرية في تعريف «القوة» عنده، هي «وحدة» المجتمع.
ويدلل بوتين على ذلك، بأنه لولا الوحدة الوطنية للمجتمع الروسي إزاء «مؤامرة الغرب في أوكرانيا»، ما كان ممكناً لروسيا أن تصمد أمام هذه المؤامرة، أو تتحمل تبعات قرارات العقوبات القاسية التي فُرضت عليها.
بالطبع، ترى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فوز بوتين، على أنه استمرار «لكابوس سياسي يهدد استقرار العالم»، على حد وصفهم.
وبصرف النظر عن رأي بايدن وماكرون وتسوناك، فإن بقاء الرجل في منصبه لمدة 6 سنوات مقبلة، هو أكثر ضمان وديمومة منهم، فثلاثتهم – رغم ديمقراطية أنظمتهم – على شفا أي ريح سياسية يمكن أن تطيح بهم.
وحتى يومنا هذا، فإن الإحصاءات تدلل أن بوتين هو ثاني أطول رئيس في تاريخ روسيا المعاصرة منذ سقوط القياصرة.
أطول حكام روسيا في التاريخ، هو جوزيف ستالين، الذي أمضى عشرة آلاف وستمئة وستة وثلاثين يوماً في الحكم.
ويُذكر أن ستالين كان هو «البطل الشعبي» لبلاده في فترة الحرب العالمية الثانية، أي أن شرعية هذه الحرب دعمت استمراره السياسي، رغم حكمه الديكتاتوري.
أما بوتين، فقد أمضى حتى كتابة هذه السطور – ثمانية آلاف وثمانمئة وأربعة وأربعين يوماً في الحكم.
وكانت حرب «القرم» ثم حرب «أوكرانيا»، هي الداعم الأساسي لشرعية الحكم، تحت شعار ضرورة الوحدة الوطنية أمام مؤامرة وعقوبات الغرب ضد الدولة الروسية.
التاريخ يكرر دروسه، ولكن بأسماء مختلفة!