«غزة» حلف داخلي أمريكي بامتياز

«غزة» حلف داخلي أمريكي بامتياز!

«غزة» حلف داخلي أمريكي بامتياز!

 العرب اليوم -

«غزة» حلف داخلي أمريكي بامتياز

بقلم - عماد الدين أديب

لا يتعامل الرئيس بايدن مع ملف أمن إسرائيل، على أنه ملف سياسة خارجية، لكنه – حكماً – ملف داخلي أمريكي بامتياز.

يبلغ المجمع السياسي اليهودي الأمريكي 7.5 ملايين مواطن أمريكي، منهم 6 ملايين في سن الانتخاب، يؤثرون بنسبة تزيد على 65 % من المناصب القيادية في المال والإعلام والتجارة والتسويق السياسي.

يعاني الرئيس بايدن، أو بالأصح، المرشّح الديمقراطي جو بايدن، من التراجع في الشعبية – حسب آخر استطلاعات – في 6 ولايات رئيسة مؤثرة في معركة الانتخابات التمهيدية للرئاسة المقبلة.

بالمقابل...

يتكوّن المجمع السياسي العربي مما لا يزيد على 4 ملايين، منهم 2.5 مليون في سن الانتخاب، معظمهم ينتمون تاريخياً - مثلهم مثل اليهود الأمريكيين- إلى حزب الأقليات، وهو الحزب الديمقراطي.

يتوقع ألا يعطي العرب صوتهم هذه المرة للمرشّح الرئاسي الديمقراطي، بسبب موقف الإدارة الأمريكية شديد الانحياز، دون قيد أو شرط، لإسرائيل، في حربها الوحشية في غزة.

داخلياً يصعب، إن لم يكن يستحيل على بايدن، أن يرضي، وبالتالي، يحصل على أصوات اليهود الأمريكيين والعرب الأمريكيين في آن واحد.

هذه المرة، إنه خيار أن تحصل على هذا الصوت وتخسر الآخر، وفي هذه المرّة، سيحصل الرجل على الصوت اليهودي، وسوف يخسر الصوت العربي.

في ولاية ميتشيغان الصناعية الكبرى، يخشى أن يتحول الصوت العربي المنظم نقابياً تاريخياً من التصويت للمرشّح الديمقراطي، إلى اللجوء للتصويت العقابي للمرشّح الجمهوري.

ويثير حصول بايدن على نسبة 34 % من رصفاء عينة الاستطلاع، حالة قلق شديدة داخل أوساط الماكينة الانتخابية الديمقراطية.

كان منطق بايدن الشخصي والفلسفة السياسية لفريقه الانتخابي، تقوم على المعادلة التالية: «الدعم غير المشروط لإسرائيل، سوف يؤدي – حكماً – إلى دعم انتخابي للصوت اليهودي الأمريكي في معركة الرئاسة».

الذي لم يحسبه بايدن، هو 3 أمور:

1 الإحراج السياسي الذي يسببه سلوك نتنياهو السياسي وائتلافه الحاكم، بسبب التعنّت الذي وصل إلى حالة وصفت بأنها «جنون سياسي»، يمكن أن يضحي بكل سمعة إسرائيل.

2 رد فعل العالم الغربي الغاضب شعبياً تجاه الدعم الأمريكي، وحالة التشكّك والتخوّف لصناع القرار العرب من هذه الإدارة.

3 رد فعل قطاعات كبرى من الأنتلجنسيا الأمريكية المؤيدة تقليدياً للحزب الديمقراطي الراعي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، ومبادئ الحريات العامة، والمساواة تجاه سياسة إسرائيل الوحشية، وبالتالي، تجاه الدعم غير المشروط من قبل إدارة بايدن.

وقد ظهر ذلك بقوة في الاستقالات الجماعية لكثير من الدبلوماسيين والموظفين التنفيذيين في الخارجية الأمريكية، وفي المظاهرات الشعبية في المدن الأمريكية، واحتجاجات طلاب كبريات الجامعات الأمريكية العريقة، مثل «كولومبيا» و«هارفارد» و«برستون ويتل».

وهنا أصبح على بايدن تأمل الخسارة التي أوصلته لها سياسة دعم نتنياهو.

أصبح نتنياهو عبئاً على بايدن، والأخطر أنه «أي نتانياهو» أصابته حالة متزايدة من الحماقة السياسية، التي دفعته إلى التفاخر علناً «بأنه وحده القادر على التعامل مع موقف القوة مع بايدن، والقادر على رفض أي ضغوط أو مساومات من إدارة البيت الأبيض».

خلاصة القول.. غزة أصبحت ملفاً داخلياً أمريكياً في معركة الانتخابات، أصبح ضاغطاً على الحزب الديمقراطي، يضاف إلى إشكاليات ملف سوء إدارة الحرب الروسية الأوكرانية!

arabstoday

GMT 00:32 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

حاذروا الأمزجة في الحرّ

GMT 00:29 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

GMT 00:27 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

الحج بين المثوبة والسلامة

GMT 00:23 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

بوتين وكيم جونغ أون... والنظام الليبرالي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غزة» حلف داخلي أمريكي بامتياز «غزة» حلف داخلي أمريكي بامتياز



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:30 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - مزايا وعيوب الأرضيات الإيبوكسي في المساحات الداخلية
 العرب اليوم - هنية يؤكد أن أي اتفاق لا يضمن وقف الحرب في غزة "مرفوض"

GMT 00:37 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح
 العرب اليوم - أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح

GMT 10:13 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

لافروف يُحذر من استمرار حرب غزة وامتدادها إلى لبنان
 العرب اليوم - لافروف يُحذر من استمرار حرب غزة وامتدادها إلى لبنان

GMT 12:19 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

"غوغل" تتيح المركبات ذاتية القيادة للعامة في أميركا
 العرب اليوم - "غوغل" تتيح المركبات ذاتية القيادة للعامة في أميركا

GMT 14:29 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

الإفراط في تناول الفلفل الحار قد يُسبب التسمم

GMT 21:31 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

الحوثيون يعلنون استهداف ناقلة في بحر العرب

GMT 12:30 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني

GMT 15:16 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

أزمة في المنتخب الفرنسي بسبب قناع مبابي

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

"الخطوط الجوية القطرية" تُطلق رحلتها الأطول زمناً

GMT 00:37 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح

GMT 14:50 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

منشور مزيف لكلوب يلغي فيه سفره لمصر بسبب الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab