أوكازيون الاغتيالات الإسرائيلي

أوكازيون الاغتيالات الإسرائيلي!

أوكازيون الاغتيالات الإسرائيلي!

 العرب اليوم -

أوكازيون الاغتيالات الإسرائيلي

بقلم - عماد الدين أديب

تسعى إسرائيل بكل قوتها إلى تسجيل أي انتصار جزئي في غزة، بعدما ثبت استحالة تحقيق الهدف النهائي من الشعارات التي رفعها نتنياهو، وهي: إنهاء حركة حماس حتى تصبح غزة خالية تماماً من نفوذها.

 

التفكير الأمني الأكثر اختصاراً للوقت والجهد والمال وأقلّ تعرضاً للرأي العام العالمي، هو تنفيذ عمليات اغتيال سياسي عبر «عمليات نوعية» من قوات خاصة أو مرتزقة بدعم استخباري دولي وخطط من قبل «قوات دلتا» الأمريكية، وهي قوات نخبة في القوات الخاصة الموجودة منذ 4 أسابيع في إسرائيل (نحو 2000 مقاتل وخبير).

وتنشط هذه الأيام أجهزة التنصّت السلكي واللاسلكي كافة، وأنشطة الأقمار الاصطناعية العسكرية الإسرائيلية بالتعاون مع أجهزة استخبارات حلف الأطلسي.

كل ذلك من أجل التعرّف عبر رسالة أو مكالمة أو تحرّك غير محسوب إلى قادة كتائب القسام فوق أو تحت الأرض.

وأهم رموز القسّام المطلوبين للتصفية عند استخبارات الجيش الإسرائيلي، هم: يحيى السنوار، ومحمد ضيف، ومروان عيسى.

وتعرف إسرائيل من تجربتها، خاصة في المواجهات الأخيرة في عملية تبادل الأسرى، أن تحرّكات واتصالات قيادات القسّام تتم بتغطية شبه حديدية، حتى أن يحيى السنوار قام بزيارة بعض الرهائن في الأنفاق قبل الإفراج عنهم، ولم تعرف أي من الأجهزة الإسرائيلية هذه المعلومة، إلا بعد الحصول على أقوال الرهائن الإسرائيليين للتعرف إلى ظروف معيشتهم، أو الاستدلال منهم على أي معلومة تشي بمكان اختطافهم.

إذن «هو الاغتيال والتصفية الجسدية».

وحتى لا يعتقد أحد أنني أظلم أو أدّعي على الأجهزة الإسرائيلية، فإن مبدأ التصفية هو أسلوب متبع وعقيدة أمنية أصيلة عند هذه الأجهزة.

تاريخ إسرائيل في الاغتيالات حاضر بقوة في العقود الأخيرة ضد القيادات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وتونس وباريس.

تم اغتيال قادة المقاومة في بيروت، وأهمهم غسان كنفاني وأبو علي حسن سلامة، وفي تونس أبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول، وأبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية)، ومن حركة حماس تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة، وتمّت تصفية ما لا يقل عن 15 عنصراً من القيادات العسكرية للقسّام في العمليات الأخيرة.

وأصل فكرة الاغتيال هو أسلوب منذ بدء التاريخ وتعريفه العلمي: هو وصف لعملية قتل منظمة ومتعمّدة تستهدف شخصية ذات تأثير سياسي أو ديني أو فكري لأسباب عقائدية أو سياسية انتقامية.

ويهدف القائمون بالاغتيال من هذه العملية، إلى وضع عوائق أو تعطيل مؤثر لأفكار وأنشطة من تم اغتيالهم.

إنه مبدأ يقوم على التصفية الجسدية بهدف تصفية أفكار أو نشاط أو دور ضحايا الاغتيال.

وأساس الفكرة أتت من جماعة الدعوة الجديدة الحشاشين (طائفة إسماعيلية نزارية عملت من القرن الثامن حتى القرن الرابع عشر من معقلهم المعروف باسم ألموت (ALMUT) وهي قلعة على جبل شاهق تبعد قرابة 100 كم من طهران!

الاغتيال في أفضل حالاته كان معطلاً بهدف ما، أو نشاط ما، ولكن لم يلغِ أو ينهِ فكرة أو عقيدة.

اغتيل تروتسكي الروسي على يد عملاء سوفييت في سنة 1940 أثناء وجوده في مدينة مكسيكو، ولم تتوقف نظريته.

اغتيل مالكوم إكس (فبراير من سنة 1965) وظلت جماعة المسلمين السود وانتشرت.

اغتيل مارتن لوثر كينج في سنة 1968، واستمرت أفكار تحرير السود من التمييز العنصري حتى الآن.

اغتيل عبدالقادر ملولة الكاتب والمفكر المسرحي الجزائري على يد الجبهة الإسلامية في سنة 1994 واستمرت أفكاره التنويرية.

اغتيل جبران تويني على يد تنظيم أمني تابع لدمشق واستمرت أفكاره واستمرت صحيفته «النهار» تشرق كل صباح.

اغتيل رفيق الحريري واستمر تياره السياسي الذي لم يقتصر على سنّة لبنان وحدهم.

الاغتيال السياسي مجرد عملية إضعاف أو تعطيل، وإلا لما استمرت معاهدة السلام بعد وفاة السادات، ولما استمر جنون الحرس الثوري بعد قاسم سليماني، أو «داعش» عقب اغتيال أميرها أبو مصعب الزرقاوي، أو لما عاشت «القاعدة» عقب اغتيال ابن لادن.

الاغتيال هدف أمني، لكنه في النهاية يقتل الشخص وليس الفكرة.

آخر ما يؤكد أن الفكرة مطروحة بقوة على المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي هو ما نشرته صحيفة «الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية أول من أمس عن خبر يقول: «إن الأجهزة الأمنية في إسرائيل أعطت ضمانات لقطر التي تستضيف قادة حماس (هنية ومشعل وأبو مرزوق) في الدوحة، أنها لن تقوم بأي عمليات تصفية ضدّهم أثناء إقامتهم هناك»!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكازيون الاغتيالات الإسرائيلي أوكازيون الاغتيالات الإسرائيلي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة

GMT 18:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة ملابس ريال مدريد تنقلب على كيليان مبابي

GMT 14:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرفض إعارة الإيطالي كييزا في يناير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab