يداك أوكتا وفوك نفخ

يداك أوكتا وفوك نفخ

يداك أوكتا وفوك نفخ

 العرب اليوم -

يداك أوكتا وفوك نفخ

عريب الرنتاوي

يجادلونك بأن الرئيس محمد مرسي لم يأخذ فرصته في ممارسة الحكم وإنفاذ رؤيته وبرنامجه، وأن عاماً واحداً، لا يصلح للحكم والقياس، سيما وأن المعارضة لم تترك للرجل فرصة يوم واحد لالتقاط أنفاسه ... فهل هذا صحيح؟ ... هل كان يتعين على المعارضة أن تلزم منازلها لأربع سنوات، من دون أن تأتي بحركة أو حراك، حتى يفرغ الرئيس وجماعته، من تفريغ الدولة من كل ما هو غير إخواني، ويستكمل سيطرته على مختلف مفاصل الحكم والإعلام والقضاء والجيش والأمن؟ ... إذا كانت كل هذه التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات، لم تفلح في إقناع الرئيس بتغيير حكومة هشام قنديل، فما الذي كان سيقنع الجماعة بالكف عن أخونة الدولة والمجتمع، لو أن جميع المصريين "خنعوا" وآثروا الصمت والتزام البيوت؟ ... ثم من قال أن الديمقراطية، ليست سوى موعد يُضرب مرة كل أربع سنوات، نعود بعدها لنفعل ما نريد، بانتظار الاحتكام لصناديق الاقتراع من جديد؟ ... هل هذه هي الديمقراطية، ومن سيضمن الانتخابات وصناديق الاقتراع إن لاذ الجميع بصمت القبور لأربع سنوات عجاف؟ ... من قال أنها لن تكون آخر انتخابات، ومن بعدها سندخل في الخلافة والإمارة، تحت المسمى الملتبس والمخادع: الدولة المدنية ؟. ما كان للمصريين أن يقبلوا بأن تصادر ثورتهم أو تختطف، أياً كان الذرائع والحجج التي يأتي بها مرسي وجماعته ... ما كان لهم أن يسمحوا للجماعة بأن تختزل مصر بكل أطيافها ومكوناتها وأشواقها للحرية والاستقلال والديمقراطية والكرامة ... فكيف وأن حصاد السنة الأولى من حكم مرسي، جاء "فشلاً مربعاً" ... بل وجاء محمّلا بكل رياح الفتنة والانقسام والعنف الداخلي والفقر والبطالة والأزمات في كل المجالات والميادين، وتآكل هيبة الدولة وتراجع دورها الإقليمي وتعاظم التحديات الاستراتيجية والوجودية التي تحيط بها من جهاتها الأربع. لم يخنع الأتراك، بعد عشر سنوات سمان من "المعجزة الاقتصادية" التي قادها وفجّرها رجب طيب أردوغان، فلماذا يطلب من المصريين أن يصبروا على جوعهم وفقرهم وقمعهم، وهم الذي يرون بلدهم ينزلق إلى قعر هاوية عميق، لم يدرك الرئيس كما تبدّى من خطابه الأخير، بأنها ستبتلعه وتبتلع جماعته، والأخطر أنها ستبتلع مصر دوراً وحاضراً ومستقبلاً. لم يكن ما حصل في مصر حتمياً، أو قدراً لا رادّ له ... يدا مرسي أوكتا وفوه نفخ ... ولولا شهية السلطة و"الأسلمة" والهيمنة والتفرد، لما حصل ما حصل ... ولكانت مصر اليوم تمر بمرحلة انتقال أكثر سلاسة بقيادة جميع أبنائها ... ولتشكلت قيادة وطنية جماعية، وحكومة وحدة وطنية، ولوضع دستور توافقي ولتم تأمين الانتقال الذي تطلع إليه جميع المصريين .. لكن شبق السلطة وشهيتها المنفتحة، جعلت كل ذلك وراء ظهرونا .. وبدل أن تكون الرئاسة والجماعة منشغلة اليوم في التفكير بالأخطار التي تتهدد مصر في نيلها، وفي أمنها واستقرارها ولقمة عيش أبنائها... نراهما تغرقان في إحصاء عدد القتلى المحتملين من الجماعة على مذبح الاستمساك بالسلطة، ولا يهم كم يسقط من الطرف الآخر، طالما أن الحرب مشتعلة بين الكفر والإيمان ... بين الطليعة المجاهدة و"كفار قريش". لم يكن ما حصل في مصر حتمياً، أو قدراً لا رادّ له، لو أن "الرئيس المؤمن" آمن بمصر وطناً لجميع المصريين، وبنفسه رئيساً لهم جميعاً من دون تفريق ... لكن الرجل ظلّ يتصرف كـ"كادر" في جماعة الإخوان، ينتظر بملء "السمع والطاعة"، أوامر المرشد وتعليماته ... فهل ظنّ مرسي وصحبه، أن صندوق الاقتراع يعطيهم الحق بأخذ مصر حيثما يشاؤون، وبالضد من مخالفيهم في الرأي والاتجاه والدين والمذهب؟ ... هل هذه هي الديمقراطية كما يفهمها الإسلاميون في بلادنا؟ ... ألا يكفيه أن ينظر الآن يميناً وشمالاً، فلا يجد سوى شيوخ الإخوان والسلفية ؟.. هل هؤلاء هم "الأهل والعشيرة" وفقاً للمصطلح البائس "القروسطي" الأثير على قلبه؟. أياً كانت تداعيات ما يجري في شوارع القاهرة، فقد آن الأوان لمرسي والجماعة أن يقفا وقفة مراجعة مع النفس (إن كان في الوقت متسع)، آن له أن يترجل تحت ضغط "الانقسام الحاد" حتى لا نقول الأغلبية الساحقة من المصريين ؟ ... فبأي شرعية سيحكم مرسي بعد اليوم، فيما نصف المصريين على الأقل، يخرجون للشارع مطالبين برحيله ؟ ... أما آن الأوان لحلول ومبادرات خلاقة، تعيد لمصر وحدتها، أم أن مصالح الجماعة فوق مصالح مصر وشعبها. نقلا عن مركز القدس للدراسات السياسية 

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يداك أوكتا وفوك نفخ يداك أوكتا وفوك نفخ



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab